الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المزارعون المصريون يجنون ثمار ارتفاع أسعار القمح

المزارعون المصريون يجنون ثمار ارتفاع أسعار القمح
7 يونيو 2008 00:42
يقول المزارع المصري فهمي جعفر إنه يخطط لبيع اثنتين أو ثلاث من بقراتة الأربع؛ لأنه لا يريد أن يزرع مزيداً من البرسيم لإطعامها· ولا يريد زراعة القطن وهو محصول جعل بعض المصريين أثرياء من وقت لآخر على مدى نحو 200 عام· وقال جعفر البالغ من العمر 58 عاماً: ''القطن أصبح محصولاً منقرضاً''· وبالتالي فما الذي يخطط لزراعته في العام المقبل؟· قال لـ''رويترز'' في مزرعته التي تقع في محافظة كفر الشيخ بمنطقة الدلتا: ''ربما أزرع فداناً واحداً بالبرسيم لإطعام البقرات الباقية وأزرع السبعة فدادين الأخرى قمحاً''· ويركز المزارعون المصريون على زراعة مزيد من محاصيل الحبوب مثل القمح والأرز والذرة على أمل الاستفادة من الزيادة القياسية في أسعار الحبوب التي أثارت أعمال شغب في العديد من الدول النامية ومن بينها مصر· والأسعار المرتفعة يمكن أن تجلب المزيد من الأموال إلى ريف متخلف إلى حد كبير يشكو منذ فترة طويلة من الإهمال على حساب فقراء المدن الذين يكافحون لملاحقة معدل التضخم المرتفع· وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة التي تعقد اجتماع قمة في روما هذا الأسبوع للبحث عن سبل لتأمين إمدادات الغذاء أن تبقى أسعار الغذاء مرتفعة خلال العقد القادم رغم المحصول الوفير هذا العام مما يزيد من تفاقم وضع 850 مليون شخص يعانون بالفعل من جوع مزمن في أنحاء العالم· وينحي خبراء باللائمة في ارتفاع الأسعار في جانب منها إلى زيادة الطلب في الاقتصادات النامية مثل الهند والصين وارتفاع أسعار النفط التي دفعت تكاليف الإنتاج والزيادة الكبيرة في برامج الوقود الحيوي التي أحدثت تحولاً في استخدام الأرض بعد أن كانت تستخدم في وقت من الأوقات لزراعة الغذاء· ومصر التي وصفت بأنها سلة غذاء الامبراطورية الرومانية أصبحت واحدة من كبريات الدول المستوردة للقمح في العالم· وزاد الاستهلاك من ثمانية ملايين طن في عام 1982 إلى نحو 14 مليون طن هذا العام تشتري الحكومة منها ستة ملايين طن من كبار الدول المنتجة مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا· وفي محاولة لتلبية احتياجات المستهلكين وعدت الحكومة المزارعين بأنها ستشتري إنتاجهم من القمح بالأسعار العالمية بحد أدنى 380 جنيهاً مصرياً (71 دولاراً) لكل 150 كيلوجراماً مقابل نحو 200 جنيه في العام السابق· وهذا السعر يعادل أكثر من 470 دولاراً للطن· وحتى بعد أن تراجعت الأسعار العالمية إلى أقل من ذلك المستوى فإن الحكومة تشعر بالقلق من محاولة دفع مبالغ أقل للمزارعين· وقال سعد نصار وهو أحد مستشاري وزير الزراعة إنه لم يتخذ قرار في هذا الشأن حتى الآن· والتحول نحو زراعة مزيد من محاصيل الحبوب جاء على حساب القطن الذي أطاح بالقمح ليصبح المحصول الرئيسي في مصر في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين· وأشار جعفر وهو يقف بجوار حقول الأرز إلى شريط من الأرض قال إنه كان مزروعاً بالقطن في العام الماضي· وقال: ''إنه مزروع الآن بالذرة''· وأضاف: ''تكاليف إنتاج القطن أصبحت الآن أعلى من سعر السوق''· وانتقد جعفر ومزارعون آخرون الحكومة لحظرها صادرات الأرز حتى عام 2009 لخفض الأسعار، لكنه قال: إن هذا لن يمنعه من زراعة المحصول الجذاب· وقال نصار: إن الحكومة ليس أمامها من سبيل آخر لحماية المستهلكين· وقال إنهم يعلمون أن حظر الصادرات سيكون كارثة، لكن ما هو البديل الذي كان يمكن عمله· غير أنه رغم الأسعار القياسية للحبوب يقول جعفر ومزارعون آخرون إنهم مازالوا ينتظرون الحصول على مزيد من الأموال في جيوبهم· وقال يوسف محمد وهو مزارع آخر: ''أسعار الأسمدة ارتفعت· وسعر الوقود ارتفع· أسعار كل شيء ارتفعت''· وبلغ معدل التضخم في ريف مصر 17,6 في المائة في العام المنتهي في مارس مقابل 12,8 في المائة في يناير· ويقول اقتصاديون: إن معدل التضخم سيواصل الارتفاع على الأرجح بعد قرار الحكومة في مايو رفع أسعار الوقود· وقال جعفر وهو جد لسبعة أولاد: ''إننا نشعر بعدم الأمان''· وأضاف: ''الحديد سعره 8000 جنيه للطن· سعر الإسمنت في ارتفاع· كيف يمكنك بناء شقة لابنك إذا كان يرغب في الزواج؟''· وفي سوق الخضراوات بالقرية، قال كثيرون إنهم يشعرون بأثر ارتفاع أسعار الغذاء والوقود· وقال محمد واصل الذي يدير محل بقالة: ''الموقف بالطبع اسوأ''· وأضاف: ''الناس لديهم نقود أقل للإنفاق''· لكن إبراهيم صديق أستاذ الاقتصاد الزراعي قال: إن الزيادة في أسعار المحاصيل يتوقع أن تعزز دخول المزارعين بدءاً من العام المقبل· وقال لـ''رويترز'': ''معدل التضخم لن يتجاوز 25 في المائة''· واضاف: ''شاهدنا أسعار بعض المحاصيل تزيد بأكثر من 100 في المائة·'' وقال: إن زيادة الأسعار ستشجع المزارعين على زيادة إنتاجية الأرض، وهو أمل يراود الحكومة· واقترحت مصر زراعة قمح في أراض خصبة في السودان، وهو اقتراح قدمته أيضاً دول عربية أخرى مثل السعودية· وقال صديق: ''إذا تمت تنمية السودان بشكل جدي فإن مصر ستستفيد والسعودية ستستفيد والدول العربية الأخرى ستستفيد أيضاً''· وأضاف: ''انني آمل فقط ألا تكون مجرد فورة عاطفية في وقت ارتفاع الأسعار''·
المصدر: الزعفران -مصر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©