الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: إحياء المناسبات الدينية.. للعبرة والقدوة

العلماء: إحياء المناسبات الدينية.. للعبرة والقدوة
28 ابريل 2017 15:47
حسام محمد (القاهرة) تمر الكثير من المناسبات الدينية التي اعتاد المسلمون استقبالها بالفرحة وتنظيم الاحتفالات بها، مثل ليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان، والمولد النبوي وذكرى غزوة بدر وغيرها، لكن تخرج بين الحين والآخر أصوات تحرم تلك الاحتفالات وتهاجمها وتسعى لتشويش أفكار المسلمين. ويقول الدكتور محمد كمال إمام عضو هيئة كبار العلماء: لا بد أن نؤكد في البداية أن المسلم يجب أن يتلقى الرأي الفقهي أو الديني من العلماء المؤهلين بالعلم الشرعي الصحيح حتى يحصل على المعلومة الصحيحة والرأي الوسطي بعيداً عن الإفراط أو التفريط لأننا أصبحنا نرى أنصاف المتعلمين يفتون في شؤون الدين ويتسببون في بلبلة أفكار الناس بالباطل رغم أن الله تعالى يقول: (... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، «سورة النحل: الآية 43»، وقد اتفق العلماء على أن المطلوب من المسلم هو اتباع كتاب الله وسنة رسوله، وإذا أشكل عليه شيء من أمور عباداته أو معاملاته أو سائر أمور دينه فعليه رده إلى كتاب الله وسنة رسوله، وإن كان عامياً فعليه أن يسأل أهل العلم. أحداث كبرىويضيف: بالنسبة للمناسبات الدينية المختلفة، فلا بد أن يعي المسلم أن عليه السعي للاستفادة من كل المناسبات حتى يأخذ منها القدوة والعبرة، فالمسلم ينبغي أن يتذكر الأحداث الكبرى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتفاء به في هديه في جميع شعب الحياة ويأتي الاحتفال بأيام ومناسبات معينة لأنها شهدت أموراً عظيمة في تاريخ الإسلام، وهذا أمر لا شبهة فيه لأنه يأتي من قبيل أخذ العبر والاقتداء بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى سبيل المثال تذكر فتح مكة ألا يمنح الناس فرصة الشعور بعظمة التراحم مثلما، فعل النبي مع كفار قريش الذين آذوه، والاحتفال بالإسراء والمعراج ألا يذكرنا بعظمة تلك المعجزة الإلهية، باختصار، فإنه لا حرج أن نتذكر ما وقع في تاريخ معين ونذّكر الناس في جوٍّ من الالتزام بقواعد الشرع الحنيف ولنا أن نتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما صام يوم عاشوراء صامه حينما قدم المدينة فوجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه»، أي أن النبي بذلك أحيا ذكرى نجاة نبي الله موسى وحينما نتحدث عن هذه الأحداث نذكِّر الناس بنعمة عظيمة والتذكير بالمناسبات الدينية نوع من التذكير بنعم الله على المسلمين وهو أمر مشروع بل ومطلوب والله تعالى أمرنا بذلك في كتابه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)، «سورة الأحزاب: الآيات 9 - 10»، فسبحانه وتعالى يذّكر هنا بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب وأنقذ الله المسلمين وهنا دليل حي على أهمية التذكرة والعبرة من الأيام شريطة ألا يقوم أي مسلم بارتكاب ما يخالف الشرع في تلك الاحتفالات. تاريخ وأمجاد الدكتور محمد الشحات الجندي، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، يؤكد أن إحياء المناسبات الدينية طالما لم يحدث فيها ما يخالف شرع الله أمر مباح، وقد قال الكثير من الفقهاء إن تلك الاحتفالات لو كانت بذكر الله وتذاكر الأحداث في تاريخ المسلمين واستخلاص العِبَر منها فإنها تكون بمثابة ربط لقلوب المسلمين بالدين وتاريخه وأمجاده عسى أن يكون ذلك وسيلة لتوحد المسلمين وتراحمهم ليواجهوا عدوهم في تلك الفترة التي يمر بها العالم الإسلامي، أما الرد على من يقول لماذا لم يحتفل الصحابة بكل هذه المناسبات؟ فهو بسيط لأن هذه الأيام عاشوها - رضوان الله عليهم - وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم جاءت بعد ذلك عصور نسي الناس هذه الأحداث وأصبحت غائبة عن وعيهم، وعقولهم وضمائرهم، فاحتاج الناس إلى إحياء هذه المعاني والتذكير بهذه المآثر، فعندما نحتفل بمولد الرسول، نذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرته. أحكام الإسلام ويضيف: أما عن طريقة الاحتفال، فإنها يجب أن تبتعد عن كل ما يخالف أحكام الإسلام ولا مانع من إلقاء العلماء للخطب والدروس التي تتناول المناسبة بحيث يكون الاحتفال نابعاً من أهمية الدروس والعبر التي يجب علينا كمسلمين أن نأخذ بها ونستفيد منها وخاصة فيما يتعلق ببناء الدول ونبذ التشدد والتطرف والإرهاب ومن أبرز تلك الدروس التي يجب على المجتمع الإسلامي أن يطبقها في كل المناسبات الدينية التي تمر علينا في تلك الأيام المباركة ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك هي أن أبناء الأمة بحاجة إلى المؤاخاة ومواجهة الصعاب من أجل الاستمرار والعيش بحياة كريمة متماسكة ولا مانع من تخصيص الإعلام لبرامج تتحدث عن تلك المناسبة بهدف ربط المسلمين بدينهم وبعضهم بعضاً. الزمان والمكان من جانبه، يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق: إن الاحتفال بالمناسبات الدينية لا غبار عليه لأنه يذكرنا بالمناسبات التي نحتفل بها، كمعجزة الإسراء والمعراج مثلاً على أن نبتعد عن البدع فالوقوف أمام المناسبات أمر محبب شرعاً ولا غضاضة فيه غير أنه لا يتخذ عيداً بالمفهوم الشرعي عند المسلمين غير عيدي الفطر والأضحى، فالاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة أمرٌ مرغب فيه ما لم تشتمل على ما يُنْهَى عنه شرعًا، حيث قال تعالى: (... وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ...)، «سورة إبراهيم: الآية 5»، وجاءت السنة الشريفة بذلك، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع ويقول: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ». ولا بد ونحن نحتفل بالمناسبات الدينية المختلفة أن نسعى لتذكر مواقف من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويكون للعبرة والعظة والتأسي، لذلك علينا أن نحاول جاهدين لنقف على أفعاله وتصرفاته لتكون لنا نبراسًا يضيء ويهدينا للطريق القويم ولا بد أن نحافظ على القيم والأخلاقيات الإسلامية، وذلك بأن يقتصر احتفالنا بالصلاة والدعاء إلى الله أن يجمع شمل الأمة والعمل على نهضتها وتحقيق الأمن للمجتمع الإسلامي وأن نذّكر أنفسنا بأهمية الوقوف يداً واحدة، وفي النهاية لا بد أن نعي أنّ الربط الزماني والمكاني للحوادث يترك أثره الكبير في النفس الإنسانية، لذا فهي تعمل على استعادة الذكريات واستيحاء العبر منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©