نسرين درزي (أبوظبي)
افتتح الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، أمس المعرض الفني المتنقل لمبادرة «تعابير فخر» في أولى محطاته في «ياس مول»، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويعد من المبادرات الرئيسية لحملة «الإمارات بكم تفخر»، ويهدف إلى إشراك فئات المجتمع في التعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز بما قدمه الجنود الأبطال من تضحيات دفاعاً عن الوطن.
وحضر الافتتاح الذي ضم أكثر من 300 لوحة تعبيرية لفنانين محترفين وهواة وطلبة، سعادة محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وسعود خوري مدير عام «ياس مول» ونخبة من المشاركين. ويتواصل عرض الأعمال الفنية في أبوظبي حتى 6 مايو المقبل تنتقل بعدها إلى «دبي مول» من 8 - 15 مايو ثم إلى «الحمرا مول» بإمارة رأس الخيمة من 17 - 24 مايو.
تضحية وشجاعة
وقال الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان: إن المعرض تتويج لمبادرة «تعابير فخر» بما تحمله من تجسيد واستلهام لمعاني التضحية والفداء، والتعبير عنها بلوحات وأعمال فنية تجسد مشاعر الفخر والاعتزاز.
وأضاف أن المبادرة تعكس مفاهيم أصيلة حول التضحية والشجاعة والوحدة والتلاحم، وتعبر عن مشاعر التقدير لبطولات شهداء الوطن، وقد حققت إقبالاً كبيراً واستقطبت أعمالاً لفنانين من مختلف الجنسيات، كما أنها شهدت تفاعلاً لافتاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن حملة «الإمارات بكم تفخر» بأكثر من 7 ملايين مشاركة وحضور أكثر من 20 ألف أسرة لورش العمل التعريفية والخاصة بالمبادرة في مختلف إمارات الدولة.
وأكد الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان أن المعرض المتنقل هدفه إتاحة الفرصة أمام أفراد المجتمع للتعرف إلى إبداعات الفنانين وأفراد المجتمع وتصورهم للمعاني الوطنية التي خلدها الأبطال الشهداء.
وأكد محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن مبادرة «تعابير فخر» لها حضور بارز في المشاركات الواسعة لأعمال فنية اتسمت بالجودة والإبداع، وجسدت فخر واعتزاز كل المشاركين بتضحيات الشهداء للحفاظ على رفعة ومكتسبات الوطن. وأضاف أن معارض الفنون الجميلة تساهم بشكل فاعل في إيصال رسائل مهمة للجمهور من خلال الفن، مع الإضاءة على جودة أعمال الفنانين الإماراتيين ودعمهم للأهداف المجتمعية. وتحدث عن أهمية المشاركة من مختلف الفئات لإنجاح المبادرات بين مختلف الشركاء، وهذا من أولويات الأهداف التي تسعى الهيئة لتحقيقها.
مرآة حقيقية
وقالت الفنانة عزة القبيسي عن عملها الاستثنائي «الأحرف الهجائية للأبطال» إنها استغرقت وقتاً في إعداد فكرة العمل الذي أرادت في البداية أن يحمل أسماء الشهداء جميعاً، وعندما وجدت الأمر معقداً اكتفت بجمع الأحرف العربية كلها في لوحة من جريد النخيل تعبر من خلالها عن تخليد ذكرى الشهداء التي لا يمكن أن تمحى من البال تماماً كاللغة والأحرف التي تحمل ألف تعبير وألف معنى.
وأضافت أنه من الجميل جداً أن يمنح الفنان مساحة ليعرض أفكاره ويعبر من خلالها عن أحاسيسه الوطنية، ولاسيما أن الجهات الرسمية هي التي ترعى إظهار هذه الأعمال في أبهى صورة، بحيث يتمكن من مشاهدتها أكبر عدد من الناس.
واعتبرت أن الفنانين هم المرآة الحقيقية للمجتمع، ومن الضروري إشراكهم دائماً في الأحداث والمبادرات المماثلة ليكون لهم بصماتهم في التواصل الفعلي مع الجمهور.
وذكر الفنان أحمد محمد المهيري أنه أمضى أسابيع طويلة يرسم لوحته (56)، أيام كانت المعارك في اليمن على أشدها، وأكد أنه استخدم في لوحته التي تمثل عنفوان الجندي ما لم يتم استخدامه من قبل في عالم الفنون التشكيلية.
وأوضح أن لوحته تحمل الرقم 56 الذي يرمز إلى عدد الشهداء الذين سقطوا في حادثة المخزن عام 2015، وقد استعمل لإنجازها ألوان علم الإمارات ومزجها لتشكل له 56 لوناً مختلفاً تدرج بها لاستكمال لوحته، واعتبر أن أي جهد يبذل في سبيل الوطن لا يمكن قياسه، وإنما العمل جارٍ دوماً على تحقيق أفضل الأعمال وأشرفها لبناء المستقبل الواعد.
أحاسيس بالصورة واللون
وتطرقت الفنانة التشكيلية عشبة الغفلي، وهي مهندسة معمارية، إلى استخدامها لتقنية جديدة في إنجاز لوحتها «أرواحنا فداء للوطن»، وقالت إن المادة البلاستيكية التي استعانت بها تلخص إيمانها بضرورة الخروج من الأطر والضوابط لتحقيق الإبداع المطلوب.
وذكرت أنها اختارت للوحتها شعاراً يلامس مشاعرها الوطنية وهو «الله، الوطن ورئيس الدولة»، واعتبرت أن مبادرة «تعابير فخر» منحتها كفنانة فرصة جيدة مكنتها من ترجمة تقديرها لكل الإنجازات العظيمة على أرض الإمارات. وتناول الفنان سلطان كراني، قائد فريق الصحة والسلامة والبيئة في شركة أبوظبي للعمليات البترولية، مضمون لوحته «الحمدلله»، وقال إنه استلهم قصتها من واحة الكرامة في أبوظبي حيث نصب الشهداء، إذ تعبر بكل ما فيها عن عظمة الاستشهاد في سبيل القضايا الوطنية النبيلة. وذكر أنه سعيد بالمشاركة في المعرض، لأنه تمكن من نقل أحاسيسه بالصورة واللون، وهذا أقل ما يمكن فعله كنموذج من ملاحم الشكر والامتنان الذي يحمله أبناء الإمارات في داخلهم تحت راية القيادة الرشيدة، وكما عنوان لوحته، فهو يحمد الله يومياً على نعمه وعلى جهود توفير الأمن والأمان والسلام لمجتمع الإمارات.
نبضات القلب
وتحدثت الفنانة الهاوية أروى صالح أحمد، التي تعمل في شركة الفوعة، عن لوحتها «قبر الشهيد» التي تمثل نبضات القلب ومن خلفها معالم الدولة. وأشارت الفنانة آلاء أحمد سليمان، وهي طالبة صيدلة في جامعة فاطمة للعلوم الصحية، إلى تفاعلها مع مبادرة «تعابير فخر» التي فتحت المجال أمام مختلف الجنسيات للمشاركة في صياغة أعمال تترجم ولاءهم للدولة. وقالت إن لوحتها «فخر الوطن» ترمز إلى جامع الشيخ زايد الكبير وخلفه علم الإمارات الذي يلخص أسمى المعاني.
ومن الطلبة المشاركين تحدث الطفل غرير المنصوري (9 سنوات) عن لوحته «تعابير فخر»، وقال إنه أراد أن يظهر من خلالها حبه للوطن، حيث رسم أحرف الإمارات بلون بزة الجنود البواسل الذين رآهم في لوحته يضحكون فخراً واعتزازاً بتضحياتهم.
وكانت مبادرة «تعابير فخر» تلقت مشاركات فنية واسعة اتسمت بالجودة والإبداع، واستخدام مختلف وسائل التعبير الفني التي جسدت تضامن أفراد الجمهور من المواطنين وغير المواطنين مع تضحيات أبطال وشهداء الإمارات. وركزت المبادرة خلال فترة استلام المشاركات الفنية على تشجيع المشاركين من مختلف الأعمار والجنسيات، عبر توظيف الإبداع الفني كأدوات تعبيرية عن مشاعر الفخر بالجنود البواسل.
عدد اليوم
