صعود نجم ميردوك الابن

جيمس ميردوك، الذي سيشارك في افتتاح قمة أبوظبي للإعلام، تربطه علاقة قوية بالشرق الأوسط، حيث تعتبر المنطقة القادرة على لعب دور حيوي في زيادة نمو إمبراطورية ميردوك الأب. ويرى ميردوك الابن أنه خلال «بي سكاي بي» ربما يستطيع إدارة نصف عائدات شركة «نيوز كورب». يجيء ظهور جيمس ميردوك لحضور قمة أبوظبي للاعلام في توقيت حاسم للغاية بالنسبة للشركة التي يديرها والده روبرت ميردوك الذي بلغ الثمانين من عمره. لكن بالرغم من كبر سنه، لا تزال عزيمة ميردوك الأب قوية لا تفتر، وكذلك شركته التي لم تُظهر أي علامة من علامات التراجع، وتملك الشركة شبكة ضخمة في مجال النشر والتلفزيون وصناعة الأفلام في جميع أنحاء العالم. وبينما ليس هناك أي تاريخ محدد لتقاعد الرجل، يبدو أن ابنه البالغ 38 عاماً من عمره، هو الوريث المرشح لخلافته على عرش الإمبراطورية الضخمة، ويذكر أن جيمس التحق بالشركة في عام 1996 ويعود له فضل قيادة عمليات الانترنت بالشركة. وتم تعيينه بعد أربع سنوات مديراً لشركة “ستار” الآسيوية لخدمة الأقمار الصناعية والتي كانت تعاني في ذلك الوقت من سوء الأداء. وأعقــب ذلــك تعيينــه مديـراً تنفيذيـاً لشركة “بي سكاي بي” البريطانية خلال 2003. وترك جيمس في 2007 إدارة “بي سكاي بي”، بالرغم من بقائه رئيساً لها، ليحتل منصبه الحالي كمدير تنفيذي لشركة “نيوز كورب” في أوروبا وآسيا. ومع تفوق شقيقه لاكلان (39 عاماً) وشقيقته إليزابيث (42 عامًا) داخل الشركة، لعب جيمس دوراً رئيسياً في عقد أكبر صفقة يشهدها تاريخ “نيوز كورب” لشراء “بي سكاي بي” مقابل 7,8 مليار جنيه استرليني 46,2 مليار درهم) علماً بأنها تملك 39,1% من أسهمها. وأثارت هذه الصفقة المقترحة ضجة كبيرة في أوساط الشركات الإعلامية المنافسة في بريطانيا جالبة معها بعض المخاوف في القطاع. وبمقتضاها، وافقت “نيوز كورب” على التخلي عن “سكاي نيوز” التي تملكها “بي سكاي بي”، لكنها تستمر في امتلاكها لنسبة 39,1% من أسهمها في حالة إتمام الصفقة. وتجيء هذه الصفقة في توقيت غير مناسب بالنسبة لشركة “نيوز كورب” التي تخضع لتحقيقات مستمرة بتهمة التنصت على محادثات الصحفيين الهاتفية العاملين في “نيوز أوف ذي وورلد”، الصحيفة الشعبية البريطانية التي تملكها “نيوز كورب”. وزادت هذه التحقيقات من الحنق الذي يكنه منافسو الشركة البريطانيون الذين يعارضون إتمام الصفقة. ومن المتوقع أن تُدرج صفقة الاستحواذ على “بي سكاي بي”، ضمن جدول أعمال “قمة أبوظبي للإعلام”، والتي سيشارك جيمس ميردوك في افتتاحيتها مع المخرج السينمائي جيمس كاميرون، ويذكر أن كاميرون ساهم مساهمة فعّالة في زيادة عائدات “نيوز كورب”، حيث بلغت عائدات فيلمه “أفاتار” نحو 2,8 مليار دولار (10,28 مليار درهم) والذي تم إنتاجه بالاشتراك مع “توينتيث سينشري فوكس” التابعة لشركة “نيوز كورب”. ولقيت هذه الصفقة أصداء واسعة في الشرق الأوسط حيث تستعد “بي سكاي بي” لإطلاق قناة باللغة العربية تعمل على مدار الساعة العام المقبل، وستكون هذه القناة شراكة بين “شركة أبوظبي الاستثمارية للإعلام” (أدميك) و”بي سكاي بي”. ومهما يكن مصير هذه الصفقة، فمن المؤكد أن إطلاق القناة العربية سيضيف إلى مصالح الشركة المتنامية في منطقة الشرق الأوسط. ويذكر أن جيمس ميردوك تربطه علاقة قوية مع الأمير السعودي الوليد بن طلال. ودفعت “نيوز كورب” في العام الماضي نحو 70 مليون دولار للحصول على 9,09% من أسهم “مجموعة روتانا للإعلام” التابعة للأمير الوليد والتي تملك أكبر كتالوج للموسيقى والأفلام العربية في العالم، وفي المقابل يملك الأمير الوليد بن طلال 7% من أسهم “نيوز كورب”. وذكر مؤخراً روهيت دو سيلفـا المدير العام لشركة “قنـوات فوكس العالميــة الشرق الأوسط”، أن الشركـة خططت لإطلاق المزيد من القنوات هذا العام مما يؤكـد الدور المتعاظم الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في اتساع رقعة الإمبراطورية الإخبارية. وذكــرت مؤسسـة “بي تي آي جي” البحثية أنه من المتوقع أن تبلغ عائدات الشركة العالمية نحو 44 مليار دولار بحلول عام 2015 مع افتراض اكتمال صفقة “بي سكاي بي”. وفي حال اكتمالها سيتم الإعلان عن جيمس ميردوك مسؤولاً عن إدارة نصف عائدات الشركة السنوية. وبغض النظر عن الوقت الذي يختاره روبرت ميردوك للتقاعد، من الواضح أن ابنه اتخذ لنفسه دوراً فعّالاً في إدارة شؤون الأسرة المالية. تعهد بإطلاق مؤسسة إعلامية تقوم على الاستقلالية والحياد سوف تكون المحطة الإخبارية الناطقة بالعربية التي تم تدشينها تحت اسم سكاي نيوز محايدة في تغطيتها التحريرية ـ كما يقول المدير الجديد للمحطة. ومن المقرر إطلاق المحطة الإخبارية التي ستبث على مدار الساعة من موقعها في أبوظبي، في ربيع عام 2012. والمشروع هو شراكة بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي(Admic) وهي شركة استثمارية خاصة، وشركة سكاي برودكاستنج البريطانية (BSkyB) التي تقوم بتشغيل محطة»سكاي نيوز». وتتعهد شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي، وسكاي نيوز بإطلاق مؤسسة إعلامية تقوم على الاستقلالية والحياد، كما يقول السيد «نارت بوران» الذي عين مديرا للأخبار في المحطة. يقول السيد بوران:» لسنا مضطرين للانحياز لطرف دون الآخر عند تقديمنا للقصص الخبرية. فمهمتنا في هذا الشأن واضحة تماما: وهي أن القصة الخبرية لا تعنى شيئا سوى كونها قصة خبرية» وسوف تدخل القناة إلى سوق أخبار تلفزيونية إقليمية تهيمن عليه قناة العربية المملوكة من قبل مجموعة إم بي سي السعودية، وقناة الجزيرة القطرية. وفي الوقت الذي يقر فيه السيد بوران بالإنجازات التي حققتها هاتان القناتان فإنه يقول إن سكاي نيوز سوف تميز نفسها جزئيا من خلال استخدام خدمتي الموبايل والإنترنت. ويضيف أن القناة سوف تتبنى نهجا جديدا متعدد المنصات في نقل الأخبار وتقديم التحليل، يمثل إضافة عصرية للإعلام في المنطقة. شغل السيد بوران من قبل منصب مدير التلفزيون لوكالة رويترز للأنباء، ومنصب مدير الأخبار في قناة أبوظبي، حيث أشرف على تغطية القناة لحرب الخليج الثانية(2003)، كما غطى خلال مسيرته الإعلامية أحداث مهما في دول مثل الجزائر، ليبيا، واليمن. ستقوم سكاي نيوز آرابيا الناطقة باللغة العربية بعرض برامج سكاي نيوز، كما ستذيع برامجها مجانا عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيتم تعزيز جهودها بواسطة حملات إعلانية ينفذها فريق إعلاني يتخذ من ابوظبي مقرا له. في تصريح له العام الماضي قال د. سلطان الجابر رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي، والمشروع المشترك الجديد “إن القناة ستمثل صوتا مهما ومستقلا للعالم العربي».