الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في يومها العالمي.. البيئة تعاني محلياً وعالمياً

في يومها العالمي.. البيئة تعاني محلياً وعالمياً
6 يونيو 2008 02:00
وجهت الأمم المتحدة، بمناسبة يوم البيئة العالمي، نداء إلى شعوب العالم للتيقن من التحديات التي تواجه البيئة، بسبب ما ارتكبه ويرتكبه الإنسان، وأكد تقرير للأمم المتحدة لعام 2007 أن عملية المراقبة باستخدام الأقمار الصناعية، أظهرت انخفاض غطاء الثلوج في نصف الكرة الأرضية بنحو 1,3% خلال كل عقد، إضافة الى انخفاض عمق الماء نتيجة ذوبان الثلوج مابين 50 إلى 70% في العقود الماضية· وتواجه الصحة البيئية ''تدهوراً يجرها إلى التهلكة، نتيجة ارتفاع الاحتباس الحراري، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون''· واعتبر التقرير أن الممارسات التي تفرضها التنمية الصناعية والاقتصادية وتاثيرها السلبي على البيئة، تعد أبرز الأسباب وراء انتشار الكثير من الأمراض الخطيرة والكوارث الطبيعية كالبراكين والزلازل والأعاصير والفيضانات، التي تتزايد في كل عام مخلفة الدمار· وتحدث رئيس مجلس إدارة ريسكو لحماية البيئة البحرية من الملوثات النفطية خميس جمعة بوعميم، عن تأثير الطاقة على التغيرات المناخية، وقال إن لجنة البيئة والتنمية في العالم أقرت، قبل 20 عاماً، أن الإنسان لديه القدرة على جعل التنمية مستدامة، ولكنه لم يعمل بآليات التنمية المستدامة، بل تمادى في تدمير الطبيعة من أجل الربح· وأشار إلى ما توصل إليه علماء من جامعة هارفارد وجامعة كولومبيا وعلماء أوروبيون من التاكيد على أن ما بين 17و19 % من حالة الاحتباس الحراري التي شهدها الكوكب في السنوات الاخيرة تعود الى زيادة النشاط الشمسي، ولفتوا أيضاً الى ما يعرف عالمياً بحالة الرياح الشمسية التي تهب كل 150 سنة· وقال بوعميم: إن المبدأ العام للبيئة يقوم على ''العمل مع الطبيعة، ولكن دون تملكها أو إدارتها حسب رغباتنا''، وتوقع أن تعاني ''منطقتنا من تلوث بيئي وعوامل طبيعية غير مألوفة، ومنها ارتفاع درجة الحرارة، والملوحة الزائدة في البحر وتدهور بيئي وبيولوجي للنشاط الإنساني والعمراني، وزيادة التصحر وقلة أو انعدام الأمطار، إلى جانب تلوث الهواء واضطراب في الأحوال الجوية''· وناشد بوعميم الدولة بضرورة العمل على إدارة مستدامة للموارد المائية، وإدارة أمن الطاقة والغذاء، والحد من النمو السكاني المصطنع، ولفت إلى الحاجة إلى التكيف والتعامل مع المتغيرات، وإدارة الاقتصاد الوطني من منظور إقليمي، وتوجيه الموارد الطبيعية إلى الداخل من أجل خلق فرصة للأجيال القادمة· بدوره، أشار مدير إدارة الثروة السمكية المهندس أحمد الجناحي الى تعرض البيئة البحرية في العقود الثلاثة الأخيرة، لظروف قاسية نتيجة الحروب والتلوث النفطي، والتنمية المستمرة وبشكل خاص في المنطقة الساحلية، التي تعد بمثابة العمود الفقري في تمويل البيئة البحرية بالأسماك، ونوه بدعوة الدول الثماني المطلة على الخليج العربي، وهي سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، ودولة الكويت والجمهورية العراقية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى إنشاء المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي) في مطلع الثمانينات ومقرها الكويت· وقال الجانحي إن الإنسان استنزف في فترة قصيرة، عن طريق الصيد الجائر وأعمال الردم المستمرة والتلوث، الكثير من الموارد الطبيعية، ''إلا أن مياه خليجنا الضحلة مازالت تحتضن الكثير من الكائنات البحرية''، وشدد على وجوب استغلال هذه الثروة البحرية بطريقة تضمن استمرارها كما حفظها الآباء والأجداد· ولفت إلى أن عقد التسعينات من القرن الفائت شهد إزهاق آلاف الأرواح عام ،1991 بسبب حرب الخليج الثانية، واعتبر أن هذه الحرب شكلت ''كارثة بيئية كبرى في المنطقة، وأدت بقعة الزيت الناتجة عن التسرب والتي وصلت إلى 11 مليون برميل من النفط الخام، الى نفوق ما يقارب 30,000 من الطيور البحرية''، إضافة الى تلوث حوالي 20% من غابات أشجار القرم وتضرر ما يقارب من 50% من الشعٌب المرجانية، وأكد أن الغلاف الجوي ''لم ينج من هذه الكارثة أيضاً، حيث حل ظلام جزئي في معظم المناطق بسبب احتراق حوالي 67 مليون طن من النفط، ونتج عن ذلك حوالي مليوني طن من ثاني أكسيد الكبريت''· ويتعرض التنوع البيولوجي في بحر الخليج العربي، إلى ضغوطات كثيرة بفعل الإنسان، وبعضها مرتبط بالتلوث النفطي بسبب حركة الناقلات الكبيرة للنفط عبر مضيق هرمز، حيث تمر أكثر من 1000 ناقلة سنوياً عبر هذا المضيق منها 60% ناقلات للنفط، ويوجد حوالي 34 مرفأ لشحن النفط والغاز بعيداً عن الشواطئ، ويتسرب سنوياً حوالي 1,2 مليون برميل من النفط في البحر، وذلك بسبب التصريف الدوري لمياه توازن الناقلات، وقال الجانحي: ''ولذا أصبح الخليج العربي أكثر بحار العالم تلوثاً، ما لم تتخذ وتفرض إجراءات صارمة في الحد من التلوث''· وأسهمت الحروب أيضاً في تدهور الثروة البحرية، وتسببت الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الفائت، في تدفق ما بين 2 إلى 4 ملايين برميل من النفط الى البحر، فيما تسرب ما بين 6 الى 8 ملايين برميل نفط إلى مياه الخليج خلال حرب الخليج الثانية· ويمثل التخلص من مياه الصرف غير المعالجة أو المعالجة جزئياً قبل تصريفها في المناطق الساحلية، بالقرب من المدن الكبري غالباً، إحدى الممارسات الشائعة المستمرة في بعض الدول المطلة على الخليج العربي· ولا يزال تفريغ الكلورين والمياه عالية الملوحة والحرارة من محطات التحلية يشكل باستمرار خطراً كبيراً على البيئة البحرية، وينتج ما يقارب الـ43% تقريباً من مياه العالم المحلاة في دول مجلس التعاون الخليجي· إلى ذلك، أشار المهندس أشرف القرقاوي من وزارة البيئة والمياه في أم القيوين إلى وجود توافق عالمي في الآراء على تحقيق التنمية المستدامة، وقال إنه ''على الرغم من أن التعريف الصارم للتنمية المستدامة أمر مراوغ فيه، لكن يمكن وصفها بأنها نشاط يحسن من رفاهية سكان العالم الحاليين، دون أن يضحي برفاهية الأجيال القادمة''، ولفت إلى أن هذه التنمية تعترف بأن رفاهية البشر تنطوى على أبعاد اقتصادية واجتماعية كثيرة· ويتوقف معدل التنمية المستدامة على إمدادات الموارد الطبيعية ومعدل تجديدها، وتوافر التكنولوجيا اللازمة لاستخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، وفعالية النظم الاجتماعية في توزيع المنافع، وتتضمن عناصر التنمية النظام الإيكولوجي والاقتصاد والمجتمع والتكنولوجيا والإدارة· ويشمل النظام الإيكولوجي الموارد السمكية والجوانب الأخرى من النظم الإيكولوجية التي تتحكم في إنتاجية الموارد، بما في ذلك الأصناف المعالة والمرتبطة بهذه الموارد· والاقتصاد هو عبارة عن نظام التكاليف والمنافع في المصايد المختلفة، والتدفقات النقدية إلى هذه المصايد أو الخارجة منها·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©