الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسة جديدة ترفع حظر تناول الرضع البيض والفول السوداني

دراسة جديدة ترفع حظر تناول الرضع البيض والفول السوداني
11 مارس 2013 20:08
ظل أطباء الأطفال إلى وقت قريب جداً يوصون الآباء بتجنب إطعام أطفالهم الرضع بعض الأطعمة كالبيض والسمك وزبدة الفول السوداني والحليب، باعتبارها قد تسبب لهم حساسية. غير أن توصيات حديثة صدرت عن الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو وعلم المناعة تُشير إلى أن هذه الأطعمة يمكن أن تعطى للرضع المتراوحة أعمارهم بين 4 و6 أشهر دون خوف أو قلق، وأن تعويد الأطفال على مثل هذه الأطعمة منذ وقت مبكر قد يحمي الطفل في الواقع من الإصابة بحساسية الطعام في أوقات لاحقة. تحول كبير تعد هذه التوصيات الجديدة تحولاً كبيراً في مسار الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، إذ تأتي بعد توصياتها الشهيرة للآباء سنة 2000 بانتظار أن يبلغ الرضيع 12 شهراً قبل إعطائه الحليب العادي، وسنتين قبل مناولته البيض، وثلاث سنوات قبل السماح له بتناول الفول السوداني والسمك. وبالرغم من أن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال راجعت توصياتها مرتين بعد ذلك سنتي 2008 و2011، مفيدة أنه لا توجد بيانات لدعم تأجيل قابلية الإصابة بمشاكل حساسية الطعام، فإن العديد من الآباء وأطباء الأطفال في الولايات المتحدة لا يزالون حريصين على الالتزام بالتوصيات الأولى. ويقول قائد الفريق البحثي الذي توصل إلى هذه النتيجة والذي يعمل أستاذاً مشاركاً في جامعة كولورادو الدكتور ديفيد فلايشر «لا يوجد أي سبب جوهري قاطع يجعلنا نمنع الأطفال صغار السن من تناول أية أطعمة بدعوى الاشتباه في احتمال تسببها بمشاكل حساسية الطعام». فباستثناء الأطفال المصابين بحالات متوسطة إلى حادة من إكزيما يصعب علاجها أو أولئك الذين أظهر تشخيصهم معاناتهم من حساسية الطعام، تبقى هذه الأطعمة آمنة الاستهلاك بالنسبة للأطفال الرضع جميعهم». ويستطرد الدكتور فلايشر «لكن الآباء لهم كامل الحرية إن هم أرادوا تأجيل إطعام أبنائهم البيض أو الفول السوداني، إلى أن يبلغوا سناً معيناً». وتنصح التوصيات الموجهة إلى أطباء العناية الأولية والاختصاصيين الآباء بإطعام أطفالهم أغذية سهلة كالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات قبل منحهم الخيارات الغذائية الأخرى التي يشتبهون في أنها قد تُسبب لهم الحساسية. ويقول الدكتور فلايشر «ينبغي التأكيد هنا على أنه لا يجب على الأم أن تختار الحليب والبيض أو الفول السوداني والسمك كأول أطعمة صلبة يتناولها الرضيع، بل يُفضل أن تمهد لها بأطعمة خفيفة سهلة». وتبقى أفضل طريقة يتعين على الأم اتباعها في إطعام طفلها هي أن تجرب مناولته الطعام بجرعة قليلة في المرة الأولى وتراقب ردة فعله، ثم تُزود مقدار الجرعة تدريجياً حتى تتأكد مما إذا كان هذا الطعام قد يسبب له حساسية ما، هذا علماً أن المؤرجات ومثيرات الحساسية الغذائية تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، ومن بيئة لأخرى. رد الفعل الأول تقول المتحدثة باسم الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الدكتورة آلانا ليفين «يكون رد الفعل الأول للطفل المتحسس من بعض الأطعمة خفيفاً في العادة. إذ قد يظهر على شكل طفح جلدي خفيف يسبب حكة موضعية. وفي الحالات النادرة، يمكن للحساسية الغذائية أن تسبب للطفل صعوبة التنفس أو ضيق التنفس، أو الشعور بانتفاخ الحنجرة، الذي قد يتطور إلى أمر يهدد حياة الطفل». وفي السياق ذاته، تفيد ليفين «نعلم يقيناً أن تحسس الطفل من طعام ما هو أمر مركب تتداخل فيه عوامل عديدة، من بينها العوامل الوراثية الجينية. فعندما يكون لأحد الأبوين حساسية من طعام ما، فإن الطفل يكون معرضاً بشدة للتحسس من الطعام ذاته». وتضيف «في الوقت الحالي، ليست هناك فحوص أو اختبارات يمكن للمرأة الحامل الخضوع لها لمعرفة ما إذا كان مولودها المنتظَر متحسساً من طعام ما، لكن هذا الأمر قابل للتحقق في المستقبل. ولا بد أن ذلك سيكون أمراً رائعاً!». ويحتاج الباحثون إلى إنجاز دراسات إضافية نظراً لأن حالات تحسس الأطفال من بعض الأطعمة في تزايد مطرد. وهو أمر يجهل العلماء سببه إلى الآن. ففي الولايات المتحدة، يبلغ عدد الأطفال المصابين بأحد أنواع الحساسية الغذائية طفل واحد من بين كل 12 طفلاً، وفق إحصاءات سنة 2011. وتُعد حساسية الفول السوداني أكثر أنواع الحساسية الغذائية المنتشرة في صفوف الأطفال، يليها الحليب والمحار. وهناك العديد من النظريات والفرضيات التي تفسر تزايد انتشار حالات الحساسية الغذائية، ومن بينها مدى نظافة الغذاء. وفي هذا الإطار، تقول ليفين «نحن نعيش اليوم في عالم أنظف، ونستخدم مضادات حيوية تحارب العدوى. ولذلك فإن الجهاز المناعي يُفرط في إصدار ردود الفعل تُجاه الأشياء التي قد تكون غير ضارة في البيئة بدلاً من الأشياء الضارة فقط». عن موقع «today.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©