الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباء العظام ينصحون بالأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين «دي» ويحذرون من مكملاتهما

أطباء العظام ينصحون بالأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين «دي» ويحذرون من مكملاتهما
11 مارس 2013 20:08
حينما وجدَت دراسة في العام الماضي 2012 أن مكملات الكالسيوم قد ترفع مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية، لم يُخْف كثير من مستهلكيها والأطباء الذين يصفونها لمرضاهم شعورهم بالقلق. إذ هل يُعقل أن ينتهي المطاف بمن يرغب في تقوية عظامه إلى تخريب قلبه؟! ربما، يقول الباحثون. وإذا كان الطريق إلى عظام أقوى لا يستقيم إلا بتزويد الجسم بحاجاته الكافية من المصادر الطبيعية الغنية بالكالسيوم وفيتامين «دي» وغيرها، فإن محاولة بعض الناس اختصار هذا الطريق وسلْك درب المكملات لا يكون بالضرورة مأمون العواقب. فيليسيا كوسمان مديرة سريرية بالمؤسسة الوطنية لهشاشة العظام بالولايات المتحدة، ومؤلفة كتاب «ما لا يخبرك به الطبيب عن هشاشة العظام». وهي تقول: «خلال السنوات الخمس الماضية، كانت هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن تناول مكملات الكالسيوم يرفع مستويات الكالسيوم في الدم، ويجعلها تترسب في الشرايين. غير أن هذا الأمر لا يزال مثار جدل وسجال». وإذا كانت مكملات الكالسيوم التي تباع في الصيدليات دون وصفة مثار جدل، فإن أهمية الكالسيوم ودوره في صحة الإنسان هو أمر لا يختلف عليه اثنان. فكل إنسان يحتاج إليه للحفاظ على أداء قلبه ووظائف أعصابه، ولبناء عظام قوية والتمتع بلياقة جسمانية عالية أطول فترة ممكنة من عمره. ويوصي معهد الطب في الولايات المتحدة بألا يقل الاستهلاك اليومي للشخص الراشد عما بين 1000 و1200 ميليجرام. ولكن هذه الكمية تفي بحاجات الجسم ومتطلباته اليومية إذا كانت تُستهلك مباشرة من مصادرها الطبيعية من مأكولات ومشروبات. أما إن كانت تُستمد من المكملات، فإن الأمر يغدو نسبياً وإشكالياً. وقد صدرت في سنة 2012 دراستان نُشرت إحداهما في دورية «قلب» والأخرى في دورية «بي إم جي»، وأشارت كلتاهما إلى وجود علاقة بين استهلاك مكملات الكالسيوم، والقابلية للإصابة بالجلطات القلبية. غير أن الدراسة الثانية وجدت أيضاً أن النقص الشديد في استهلاك الكالسيوم يمكن أن يؤدي بدوره إلى الإصابة بأمراض قلب. بيت القصيد يطفو غموض مماثل على السطح عند الحديث عن علاقة مكملات الكالسيوم بحصى الكلى. فقد أظهرت دراسة واسعة النطاق نُشرت سنة 2006 في دورية «نيو إنجلند للطب» أن النساء اللاتي يتناولن 1000 ميليجرام من مكملات الكالسيوم كل يوم كُن أكثر عرضةً لتكوين حصى في الكلى مقارنة بالنساء اللائي كن يتناولن مكملات وهمية (غُفل خال من أية عناصر فعالة). وبالمقابل، أكدت دراسة سابقة نُشرت في سنة 2004 أن الاستهلاك اليومي الكافي من الكالسيوم من مصادر غذائية طبيعية يقلل مخاطر الإصابة بحصوات كلى. وقد وجد الأطباء والباحثون هذا الأمر مربكاً ومحيراً. غير أن الشيء الذي ظل واضحاً وراسخاً في أذهانهم هو أن الكالسيوم الطبيعي الموجود في الغذاء لا يسبب أبداً أمراض القلب أو حصوات الكلى. وتقول كوسمان إن هذا الوضع دفع الأطباء إلى تغيير توصيفاتهم وتوصياتهم للمرضى، وأصبحوا يركزون على ما يأكله المرضى، وليس على ما يمكنهم جلبهم من الصيدلية. وتضيف كوسمان «نريد من الناس أن يركزوا على تغيير أنظمتهم الغذائية كلما تطلب الأمر ذلك. فمعظم البيانات تُظهر أن الكالسيوم الغذائي أفضل للعظام من الكالسيوم المستهلك عن طريق المكملات. ولذلك فإذا كنت تستطيع الحصول على حاجتك منه من الطعام الذي تأكله، فلا ينبغي لك أن تتناول مكملات الكالسيوم». ولا يجب أن يفهم الناس من ذلك أن المقصود بالأطعمة الغنية بالكالسيوم تلك المعلبات التي يُكتب على لاصقات محتوياتها «منتج غني ومقوى بالكالسيوم»، بل عليهم أن يعوا أن المأكولات والمشروبات الطبيعية الطازجة المستخلصة من الفواكه والخضراوات والحبوب والألبان هي بيت القصيد. فعلى سبيل المثال، قد تحتوي طاسة حبوب شوفان مع الحليب يتناولها الشخص في الفطور على 1000 ميليجرام من الكالسيوم. وما لم يكن الإنسان مصاباً بمرض ما كداء السيلياك (داء بطني مناعي يصيب الأمعاء الدقيقة) الذي يمنع جسمه من امتصاص المغذيات، فإن تناول أطعمة صحية متنوعة تشمل الأغذية الغنية بالكالسيوم كالحليب والزبادي هو أمر كاف لحصول الجسم على متطلباته من الكالسيوم، ولا حاجة له على الإطلاق في الاستعانة بمكملات كالسيوم. فيتامين «كي» يعد فيتامين «دي» ضرورياً وأساسياً لصحة العظام. فمن دونه، لا يستطيع الجسم امتصاص الكالسيوم المستهلك أو استخدامه. غير أن هذا الأمر يبقى بدوره محط نقاش. إذ إن الخبراء يختلفون بشأن متوسط الكمية التي يحتاجها الإنسان لوقاية جسمه من هشاشة العظام والكسور. وعلى الرغم من أن فريق مهام الخدمات الوقائية الأميركي أشار مؤخراً إلى أن تناول 400 وحدة دولية من فيتامين «دي» يومياً يمنع الإصابة بكسور العظام، فإن بعض الدراسات الحديثة أفادت أن تناول جرعات عالية من فيتامين «دي» يقلل مخاطر الإصابة بكسور. وبالنسبة للفيتامينات الأخرى مثل فيتامين «كي 2» الموجود في اللحوم العضوية والبيض وبعض الأغذية المخمرة، فإنها لا تخلو بدورها من فوائد محتملة على صحة العظام، وذلك وفق الدكتورة أريان كوميتا، طبيبة متخصصة في الطب التكميلي وصاحبة مركز «كوميتا ويلنيس» في مدينة كوكيسفيل. وقد كانت معاناة أفراد أسرة كوميتا من أمراض القلب سبباً رئيساً دفعها إلى أخذ موضوع مخاطر استخدام مكملات الكالسيوم بجدية، ثم استكشاف الخيارات والمقاربات البديلة لتعزيز صحة العظام. وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن فيتامين «كي 2» قد تعزز الكثافة العظمية وتقي من أمراض القلب. وقد كانت هذه الدراسات كافية لإقناع أريان بأهمية استهلاك فيتامين «كي 2». وهي تواظب على تناوله على شكل مكملات، وتصفه لمرضاها الذين يعانون نقصاً منه. ونظراً لكون غالبية الدراسات التي أجريت حول فيتامين «كي 2» كانت ضيقة النطاق، فإن العديد من الأطباء غير مقتنعين تماماً بكون هذا الفيتامين قويا بما يكفي لتعزيز صحة العظام، ومنع تعرضها للهشاشة والكسور. وتقول أريان «يبدو واضحاً إلى حد ما أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الفيتامين «كي 2» يتمتعون بعظام أفضل. بيْد أنه لم يحن الوقت بعد للتوصية بتعميم اعتماده لتعزيز صحة العظام». وجدير بالذكر أن الفيتامين «كي» يمكنه أن يكون مضللاً للأشخاص الذين يتناولون مضادات التخثر، وذلك باعتباره يزيد من تخثر الدم. ومن ثم فإن الأطباء ينصحون الناس الذين يتناولون مضادات التخثر باستشارة الطبيب قبل زيادة استهلاكهم من الفيتامين «كي» عبر الأطعمة أو المكملات. مهمة مركبة يقول أطباء العظام والباحثون إن العناية بالعظام مهمة مركبة ومعقدة. ويوصي فريق مهام الخدمات الوقائية بأن تخضع كل امرأة لاختبار كثافة العظام عند تجاوزها 65 سنة، أو قبل ذلك في حال كان تعاني من أعراض الإصابة بهشاشة العظام، أو كان لأحد أفراد أسرتها تاريخ مرضي أو عوامل أخرى. وينصح كثير من الأطباء النساء بألا يترددن في الخضوع لفحوص الكثافة العظمية بعد بلوغهن مرحلة انقطاع الطمث. كما يوصون الرجال بإجراء هذا النوع من الفحوص بعد تجاوز 50 سنة. وإذا كان الشخص يعاني من هشاشة العظام أو تدني الكثافة العظمية، فإن الطبيب يجري له في الغالب فحوصاً لمعرفة مدى حاجته إلى الكالسيوم وفيتامين «دي»، أو تغيير الدواء أو العلاج لسبب صحي ما. ويمكن للأطباء كذلك أن يصفوا أدوية أخرى للوقاية من فقدان الكثافة العظمية، أو تحفيز تكون عظام جديدة. وبالنسبة لكوسمان وبقية خبراء العظام، فإن النصائح الأساسية التي يمكن تقديمها لكل من يرغب في تقوية عظامه واستدامة لياقتها هي كالآتي: الامتناع عن التدخين، وتناول أغذية صحية غنية بالكالسيوم، والمواظبة على أداء تمارين التحمل. كما يؤكدون على ضرورة أن يكون وزن الجسم معتدلاً، فلا ينبغي التركيز فقط على الابتعاد عن مسببات السمنة والبدانة، بل أيضاً عن مسببات النحافة، فالهزال الشديد للجسم يزيد مخاطر فقدان الكتلة العظمية والهشاشة والكسور. هشام أحناش عن «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©