السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفشي الأمراض يهدد مخيمات النازحين جنوب السودان

تفشي الأمراض يهدد مخيمات النازحين جنوب السودان
19 مارس 2014 23:29
الخرطوم (وكالات) - داهم موسم الأمطار الذي بدأ مبكراً هذا العام قبل حلول أبريل مخيمات تؤوي آلاف النازحين الذين فروا من أعمال العنف في بلداتهم وقراهم في جنوب السودان. وجرفت السيول مساكن الإيواء وزادت معاناة المدنيين الذين أجبرتهم أعمال العنف على الرحيل عن ديارهم، وصارت برك المياه الراكدة التي تجمعت في أرجاء المخيم في جوبا مرتعاً خصباً لبعوض الملاريا، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 60 في المئة من الطرق في المنطقة سوف يستحيل المرور فيه حتى شهر أكتوبر مما سيعرقل جهود منظمات الإغاثة الإنسانية إلى حد بعيد. وحذرت منظمات الإغاثة من احتمال تفشي الكوليرا والإسهال والملاريا في مخيمات النازحين عن طريق الحشرات والطفيليات التي تعيش في المياه الآسنة، وقال نازح من سكان المخيم في جوبا يدعى سايمون لاوال «المرأة لا تستطيع إلا التشبث بطفلها أما الأشياء الأخرى مثل الملابس فتجرفها السيول..الوضع يتفاقم خصوصاً وضع النساء اللاتي لا أزواج لهن هنا..الوضع يصعب وصفه». وأظهرت تقارير الأمم المتحدة التي أطلقت نداء إنسانياً لجمع 1.27 مليار دولار لجنوب السودان بحلول يونيو، لكن لم يصل منها حتى الآن إلا أقل من 270 مليون دولار «أن زهاء مليون من أهالي جنوب السودان نزحوا من ديارهم منذ بداية الأزمة السياسية التي اندلعت في ديسمبر الماضي وكادت تتحول إلى حرب أهلية بين جماعات عرقية مختلفة». ولاقى آلاف الأهالي حتفهم في قتال استمر قرابة أربعة أشهر. كما رحل ما يزيد على 200 ألف شخص إلى السودان وأوغندا وكينيا وإثيوبيا هرباً من أعمال العنف. وقالت نازحة تدعى أليزا جوزيف «كنت أعيش في كور وليام ونهب جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان منزلنا ويقيمون فيه حالياً..استولوا على الأثاث وسرقوا كل شيء ولم يتركوا لنا شيئاً ولا حتى الملابس». أما الأطفال فمحنتهم أصعب لضعف بنيتهم وحاجتهم إلى غذاء مناسب، وقالت منظمة (انقذوا الأطفال) الخيرية «إن أغلب أطفال النازحين في جنوب السودان مصابون بسوء التغذية». وقال نازح يدعى أشول «حتى لو أسكناهم الخيام فالماء يتسرب إليها وما من حل للمشكلة..الوضع هنا ظاهر أمام أعينكم..تحدث هنا أمور سيئة..الأطفال يمرضون..لكن الله كريم». إلى ذلك، قال وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس، أن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان تعيد ترتيب أولوياتها، بما أن السبب الأولي لوجودها لم يعد ينطبق على الواقع. وقال خلال استعراضه أحدث تقارير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «إن الوضع في جنوب السودان يواجه وضعاً مأساوياً يتسم بالعنف بعد ثلاث سنوات من استقلاله عن السودان». وأشار إلى أن التقرير يشير إلى الأسف لأن الجهود المبذولة لتسوية الخلافات بين قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، لم يكتب لها النجاح. وأوضح لادسوس أن القيادة في جنوب السودان منقسمة، كما تجزأت المؤسسات الأمنية ووقع المجتمع ضحية للتوترات المجتمعية، مشيراً إلى أنه تحت هذه الظروف وكما نوقش مع المجلس فإن السبب الأولي لوجود بعثة الأمم المتحدة (أونميس) لا ينطبق على الواقع لذلك يلقي تقرير الأمين العام الضوء على إجراء تحول استراتيجي لمهامها». وأعلن أن عن إعادة ترتيب أولويات أونميس التي ستعلق الأنشطة المخصصة لبسط سلطة الدولة، وتركز على 5 أولويات في إطار حيادية البعثة هي حماية المدنيين، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، ورصد حقوق الإنسان، والإبلاغ عنها، ومنع وقوع مزيد من أعمال العنف بين القبائل، ودعم عملية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد). من جهة ثانية، قال مسؤول بوزارة النفط في جنوب السودان إن إنتاج الخام مستقر عند نحو 160 ألف برميل يومياً وسيستغرق وقتاً كي يعود إلى مستوياته السابقة بعد احتراق منشآت النفط بولاية الوحدة في قتال بين الفصائل السياسية. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الإنتاج بلغ 162 ألف برميل يومياً من حقول في ولاية أعالي النيل الإثنين أي دون تغير يذكر عن مستواه في بداية العام لكنه يقل نحو الثلث عن المستوى المسجل قبل اندلاع الصراع في منتصف ديسمبر والبالغ 245 ألف برميل يومياً. ومنشآت النفط في ولاية الوحدة مغلقة منذ اندلاع القتال بين مؤيدي الرئيس سلفا كير ومنشقين يناصرون نائبه المعزول ريك مشار. وقال المسؤول «أضرموا النار في المنشأة. استئناف التشغيل يستغرق وقتاً طويلا». وغادرت شركات النفط ولاية الوحدة بعد مقتل عمال محليين في القتال الذي اندلع عندما استولى منشقون على العاصمة بانتيو. واستعادت الحكومة المدينة بعد ذلك. لكن الشركات لم تستأنف العمل بعد في حين تسعى الحكومة جاهدة لفرض الأمن وتقييم الأضرار. أميركا وأوروبا تتوعدان طرفي نزاع جنوب السودان بعقوبات أديس أبابا (أ ف ب) - حذر موفدا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أديس أبابا أمس من أن حكومة جنوب السودان والمتمردين قد يتعرضان لعقوبات إذا لم يحرزا تقدما في مفاوضات السلام بينهما ولم يحترما اتفاق وقف إطلاق النار الذي سبق أن وقعاه في العاصمة الإثيوبية. وقال موفد الاتحاد الأوروبي ألكسندر روندوس للصحفيين إن الاتحاد الأوروبي يفكر بفرض عقوبات محددة الهدف بحق شخصيات تعوق العملية السياسية». وقال موفد الولايات المتحدة دونالد بوث الذي كان يقف الى جانبه «إن واشنطن تفكر بدورها في إجراءات يمكن أن تتخذها». ومن المقرر استئناف محادثات السلام التي تجري بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايقاد)، بين الحكومة والمتمردين في إثيوبيا اليوم الخميس، إلا أنها لم تحرز أي تقدم حتى الآن. ورغم المعاناة التي تسبب بها القتال الذي أدى إلى تشريد نحو مليون شخص، إلا أن الجانبين رفضا إلقاء السلاح وانتهكا اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير. وقال بوث في بيان مشترك «إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج والاتحاد الأوروبي تتوقع من حكومة جنوب السودان والأطراف السودانيين الجنوبيين الآخرين خوض المفاوضات التي تقودها ايقاد بشكل بناء». وأضاف «إذا حاولت الحكومة أو أي طرف آخر تقويض عملية السلام ورفض مبادرة رؤساء دول ايقاد، فانهم سيواجهون عواقب ذلك». وقال روندوس «نتوقع من جميع أطراف هذا النزاع الدعم والالتزام بكل شيء تم الاتفاق عليه حتى الآن.. إن الصبر آخذ في النفاد مع أطراف هذا النزاع الذين يعتقدون انهم يستطيعون أن يتلاعبوا باتفاقاتهم وجيرانهم»، محذرا من «خسائر كبيرة في صفوف المدنيين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©