الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عايدابي: المبدعون الجدد حلّقوا بعيداً عن هيمنة السائد

عايدابي: المبدعون الجدد حلّقوا بعيداً عن هيمنة السائد
2 ابريل 2018 22:27
إبراهيم الملا (الشارقة) في مقدمة إصداره الجديد «الفن الجديد في الإمارات، تغيير الواقع وآفاق المستقبل»، يشير الباحث والناقد الدكتور يوسف عايدابي إلى أن حاضر الحركة التشكيلية في الإمارات، يتمتع بالتعددية الفنية استناداً إلى الجهات الرسمية وغير الرسمية المؤثرة في دافعيته وتواصله وديناميكيته الملحوظة في أكثر من مناسبة وحدث. ولكنه بجانب هذا التوصيف الخارجي، يطرح أسئلة إشكالية عدة، تمسّ عمق الظاهرة قائلاً هل هناك علاقة تربط بين الجهات المعنية بالفنون كافة؟ وهل هناك تنسيق بينها؟ أو تخطيط مشترك، أو تعاون، أو تكامل في الخطط والبرامج، أم تراها مستقلة، حرة، تعمل وفق هواها. ويردف هذا التساؤل بتساؤل آخر حول متلقّي الفنون: هل تدرّس الفنون في مراحل التعليم العام؟ أو: هل تبنى قاعدة للتذوق والجماليات. ويعقّب على هذه التساؤلات قائلاً: «سرعان ما نجد أنفسنا أمام قضايا وإشكالات كبرى حول حقيقة وجود تخطيط للفنون في الإمارات، وحول المسارات الواضحة، والهياكل الفنية والاحترافية المطلوبة لتطوير الذائقة والإمكانات». واعتماداً على تحليل هذه المعطيات وتأثيرها، يؤكد عايدابي على وجود ثغرات في منظومة الفنون التشكيلية وطرائق تأسيسها، حيث يرى أن التربية الفنية لا تدرّس في التعليم العام بشكل متكامل، ويغيب تدريس الفنون في المرحلة الثانوية، ويغيب احترام الفن في المنظومة التعليمية، فلا يدرّس المسرح، ولا تدرّس الموسيقى، ولا تعتبر نشاطاً يعوّل عليه، ولهذا يترك الفن ويهمل. ويتوقف الكتاب أمام دور الجاليريهات وأثرها في الفنون التجارية التي تستهدف ترويج وتسويق وبيع الفنون التشكيلية، كما يشير للدور المطلوب من جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وموقعها وسط ما ينضح به واقع الإمارات من عمارة وبناء وتنمية كعناصر بارزة تشير للحداثة وما بعد الحداثة الغربية، وتحيل المدينة العربية الإسلامية في بلدان الخليج العربي إلى مدينة التنميط الثقافي، والاغتراب والتغريب والتهجين الثقافي في عصر العولمة والمعلوماتية الثقافية. يقول عايدابي في تلخيص مكثف لرؤيته النقدية تجاه هذه الثغرات والعلائق المفقودة في الهرم التصاعدي لبنية الفنون: «هل تنهض وزارة التربية والتعليم إلى دورها المهم في التأسيس للذائقة الجمالية، والمعرفة الأولية بالفنون، هل تنهض الجهات الرسمية والإعلامية والفنية إلى دورها التنويري والحاضن للمواهب والملكات والقدرات الفنية، والترسيخ لخصوصية إبداعية تحاور وتطرح الأسئلة ضمن منهج ورؤية وفي سياق استراتيجية شاملة، وإلا فسيكون عنواناً بلا فحوى، ومن دون مضمون عميق على أرض الواقع». تتناول الفصول التالية في الكتاب محاور عدة، تتعلق بخريطة الفنون في الإمارات عمودياً وأفقياً، وما تتضمنه من أنماط وتحولات وأشكال تتوزع على الفن التشكيلي، وحفريات الآثار القديمة والأزياء والزخرفة العمرانية والغناء والموسيقى وغيرها، وكيف أن هذه الأشكال والاتجاهات تعرضت لانفتاح وتداعيات وتلاقحات ووشائج وصلات أعطتها دفقاً مختلفاً ونبضاً جديداً ومشاغيل جديّة لحياة مغايرة. وفي الفصل الخاص بالفن الجديد بالإمارات، تحدث عايدابي عن الموجة الأولى لهذا الفن من خلال أعمال اخترقت اللوحة التقليدية، وقدمت ملمحاً عاصفاً ومليئاً بالمشاكسات والجدل والنقاش، بحيث أحدثت صدمة فكرية في الوسط الفني، وكان ميلادها تفجيراً للتحديات والصراع بين الأشكال الفنية، بل بين الأفكار والتوجهات وماهية الفن وطبيعته وسؤاله المتجدد. طارحاً التجربة العارمة للفنان الراحل حسن شريف كنموذج لهذا التحدي الفني، ولهذا التحول الأسلوبي في التعامل مع الفن وطريقة إنتاجه بوسائل مغايرة ومدهشة وإشكالية في الوقت ذاته. وأوضح عايدابي أن المتأمل لخريطة الإبداع المحلي في الإمارات، يواجه ذلك الجديد شعراً وقصة ورواية ومسرحاً وفناً تشكيلياً، بوضوح «صارخ» وبتناغم «عجيب» بين مبدعيه الذين أفلحوا في خلق نشيدهم الخاص، وجوقتهم الخاصة ومعرضهم الخاص، وسط الكورس العام، والمناخ العام والفن العام السائد منذ أزمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©