الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمرو فهمي يرسم الشخصيات والرموز ويكشف تفاصيلها المؤثرة

عمرو فهمي يرسم الشخصيات والرموز ويكشف تفاصيلها المؤثرة
14 مارس 2011 20:17
تأثر الرسام عمرو فهمي بكل ما حوله من سحر وجمال في مدينة الإسكندرية، حيث ولد وعاش طفولته في مدينة الفن والخيال والأساطير التي ألهمت الكثير من رواد ورموز الفن من كل أنحاء العالم، وكبرت موهبته واستطاع أن يحفر لنفسه مكانا بارزا بين نجوم فن الكاريكاتير، ليصبح أحد فرسان ذلك الفن الصعب. وعمرو فهمي يعرفه الكثيرون كرسام كاريكاتير تنشر رسومه الساخرة في العديد من الصحف والمجلات العربية والدولية، لكن قليلين يعرفون موهبته في التصوير ورسم البورتريه والطبيعة. قبل أيام احتفى الوسط الصحفي والفني بأحدث معارضه بقاعة الفنون بدار الأوبرا المصرية، تحت عنوان “وجها لوجه” وضم مجموعة كبيرة من اللوحات التي عرضت في طابقين، خصص الأول لبورتريهات الشخصيات العامة والعلماء والسياسيين والصحفيين. واحتلت الطبيعة والمرأة وبعض نجوم الفن معظم لوحات الطابق الثاني. وحملت بعض اللوحات رؤية فلسفية ونظرة عميقة للمرأة والحياة ولعبت الإضاءة والعناية بالتفاصيل الدقيقة دورا في تحويل بعض اللوحات إلى صور نابضة بالحياة والإحساس المرهف، وتميزت بوضوح الأفكار وجرأة الخطوط والألوان كما تسللت بعض الرسوم الكاريكاتورية إلى جانب من المعرض؛ لتؤكد قدرته وبراعته في النقد الاجتماعي والسياسي. شخصيات تاريخية وسياسية نجح عمرو فهمي في أن يحتفظ بالمبدع الحر بداخله، ورغم وطأة العمل الصحفي اليومي وضغوطه قدم كما كبيرا من الأعمال التي أنجزها خلال العام 2010، وهي لا تقل إبهارا وروعة عن أعمال كبار فناني البورتريه.وعن اختياره لرسم مجموعة من الشخصيات التاريخية والسياسيين، قال: هذه المجموعة تضم محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة وعددا من رؤساء الوزارات المصرية منذ نشأة أول وزارة في مصر، وقبل أن أمسك بالريشة والألوان، وجدت نفسي أقرأ وأبحث في سيرة هؤلاء الرجال ومآثرهم وإنجازاتهم ونجاحاتهم وإخفاقاتهم وأصبحت أشعر كأنني أعرفهم وبحثت في العديد من المراجع عن صورهم، وعندما بدأت الرسم اخترت لكل منهم الصورة التي وجدتها قريبة من نفسي، ومن ذلك الإحساس الذي استقر في وجداني عن كل منهم وحرصت على إظهار التفاصيل المميزة لملامح الشخصية مثل الشارب والنظرة، وقبل أن أودع هؤلاء جميعا، شعرت أنني أريد تقديمهم في معرض ليراهم الناس الذين يصعب عليهم مشاهدتهم في مناصبهم. ناصر وزويل وعن اختياره لتصوير الزعيم جمال عبدالناصر في شكل غير معتاد، حيث تعلو وجهه ابتسامة واسعة ونظارة شمسية، قال: هذه الصورة هي التي أحببتها للزعيم جمال عبدالناصر واخترتها من بين مئات الصور، وبالفعل هي لقطة نادرة لرجل يعرفه الجميع من خلال خطبه ومواقفه الشجاعة وقراراته الحازمة، ولكني انحزت لتقديم عبدالناصر الإنسان واستخدمت إضاءة لتعطي التأثير الذي أردته. أما صورة السادات فهي تعكس مدى حبي لهذا الرجل ولن أنسى تعليق ابنته “رقية” عندما شاهدتها، قالت: أنت تحب أبي لدرجة كبيرة، فأنا لم أره بهذا الجمال. وعن سر احتفائه بالعالم المصري د. أحمد زويل وتصويره في لوحة ضخمة تفوق في حجمها غالبية اللوحات، يقول: هذه اللوحة رسمتها بناء على طلب د. زويل الذي طلب مني صورة يعرف كل من يراها أنه مصري، ولذلك قمت بعمل تكوين اخترت فيه مقعد أربيسك وخلفية بها الهرم والساعة التي تشير إلى الزمن المهدر، بينما حرصت على أن تبدو الساعة الدقيقة التي يرتديها واضحة ويمسك بإحدى يديه كتابا مطويا، لكنه يضع أصابعه بين صفحاته، مما يضفي على اللوحة الحيوية والتواصل، ورسمت هذه اللوحة وهو جالس أمامي. وعن اختياره لرسم بورتريه لبعض الشخصيات والرموز مثل د. فاروق الباز، يقول: عادة يدفعني لرسم البورتريه الإعجاب والتقدير لشخص ما، وليس بالضرورة أن يكون ذلك بناء على طلب شخص معين، كذلك لا أعتمد بالضرورة على وجود الشخص أمامي. أصعب بورتريه وحول أصعب بورتريه قام بتنفيذه، قال إنه لم يعرف أن هناك وجوها صعبة إلا عندما أحاول رسم بورتريه لشخص لا أحبه وبعدها أدركت أن الشخص الذي لا أحبه أجد صعوبة في رسمه. وعن مدى تأثره كفنان بورتريه بنبرة السخرية المميزة له كرسام كاريكاتير، يقول: البورتريه تصوير للأشخاص وينعكس إحساسي الداخلي بالشخص في خطوط الوجه ونظرة العين وإضاءة اللوحة، أما الكاريكاتير فهو رصد وتعبير عن رأيي في قرارات أو مواقف يومية أنحاز فيها دائما للناس الذين أحاول التعبير عن آرائهم، ولعل الشيء المشترك الذي يمكن رصده هو حالة التفاؤل والبسمة التي تسللت إلى معظم اللوحات. وحول اختياره لعدد محدود جدا من الفنانين في معرضه، قال: نجوم الفن صورهم موجودة وتملأ الصحف والمجلات، لكن عندما اخترت إسماعيل يس أو محمد هنيدي عبرت بلمسة من المبالغة تنقل إحساسي وكذلك فعلت مع بورتريه نيكول كيدمان. وعن الزهرة التي تشبه فوهة البركان، قال: لجأت إلى استخدام السكين ووجدت نفسي أرسم الزهرة بهذا الشكل، وقد يراها البعض بركانا أو إعصارا ولكنها أيضا زهرة بتكنيك عصري. «نيولوك» لا يملك المتأمل للوحات عمرو فهمي إلا أن يتوقــف كثيرا أمام لوحة أطلق عليـها “نيولوك”، وهي صورة مجسمة لوجه حمار يبدو شديد الجمال والأناقة وقد تزين بعقود وجرس، ويبرر وجود الحمار بين وجوه المشاهير ورموز الفكر والأدب قائلا: إنه حيوان مميز وصبور، واتخذه كثير من الأدباء والمفكرين صديقا؛ لذلك رسمته بهذا الجمال وزينته ليبدو في الصورة التي يستحقها “نيولوك”. فلاح كفر الهنادوة ارتبطت رسوم عمرو فهمي الكاريكاتورية بالعديد من الشخصيات، أشهرها فلاح كفر الهنادوة، حيث اختاره الكاتب أحمد رجب ليعبر عن أفكاره في رسوم شديدة السخرية والنضج، وكذلك “شونيا” الفتاة الغندورة والعجوز المتصابي، وصمم أغلفة أكثر من 800 كتاب لكبار الكتاب منهم مصطفى أمين وإحسان عبدالقدوس ود. مصطفى محمود وأنيس منصور وغيرهم. وصدر لعمرو فهمي 15 كتابا في فن الكاريكاتير منها كتاب “الكاريكاتير الفن المشاغب”، وهو عبارة عن دراسة في هذا اللون من الفنون وتاريخه ومدارسه على مستوى العالم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©