الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فشخرة!

فشخرة!
29 يوليو 2009 00:39
مازالت الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية في دول الخليج بحاجة إلى سنوات ضوئية لتستطيع إثبات وجودها، كأن أغلبها وضع، حتى لا يقال إنه لا يوجد عندنا مؤسسات اجتماعية وخيرية، شكليات باهتة وهدر لأموال غير مجد، انظر إلى أحد جيرانك أو معارفك، واسأله إن كان يعرف نشاطاً يستحق الاحترام لأي من هاتين المجموعتين، كأنها (السلعوه) التي تخوفنا بها أمهاتنا لننام وفرائصنا ترتعد، يحدثني صديق من المهتمين بتدريب المعاقين على مهارات السباحة، انه يعاني الأمرّين في مسألة تأمين مسبح مخصص للتدريب، مع العلم انه قد قام بتدريب أطفال معاقين في الرياض ليصبحوا أبطالاً عالميين، ومنهم طفل يمتلك حتى الآن سبع ميداليات ذهبية في السباحة على مستوى العالم، والموجع في الأمر أنَّ هذا المدرب يقوم بعمله دون مقابل، يشعر مجتمعنا عندما تقوم بعمل تطوعي دون مقابل بأنك تعاني من (فتق)في المخ، لم نسمع عن أي جمعية خيرية استطاعت أن تفرض قراراً حكومياً فاعلاً يصب في مصلحة أطفال أو نساء أو معاقين، رؤساء الجمعيات الخيرية أو الاجتماعية ينظرون إلى مناصبهم بكثير من الحرص بألا يطير الكرسي من تحت كروشهم المترهلة بالدهون، يحاول أكثرهم تعبئة الأوراق بما يثبت لأصحاب القرار أنه يعمل دون النظر إلى تلك الأوراق أتحمل إنجازاً حقيقياً أم مزيفاً، التقيت بالكثير من المسؤولين عن الجمعيات الخيرية، فوجدتهم لايحبذون النزول إلى الميدان وتلمس مشاكل الناس على أرض الواقع، بل إنهم كأي موظف كسول لايحب (دوشة الراس)، يجب التشديد على تلك الجمعيات والمؤسسات لإجبارها على القيام بدورها، وتأسيس دائرة حكومية رقابية تدقق في قوائمها المالية وأجندة أعمالها، وإن كنا رضينا عن أنفسنا أن نتداول في سوق أسهم فيه شركات وهمية لاوجود لها على أرض الواقع، لا يجب أن نرضى أن نعيش في مجتمع أغلب جمعياته الخيرية اسم على ورق، العمل التطوعي يجب أن يخرج من حب (الفشخرة)! هاني الشحيتان hanialshohitan@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©