الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكلاسيك فن يأسر كل القلوب في البيوت الحديثة

الكلاسيك فن يأسر كل القلوب في البيوت الحديثة
14 مارس 2011 20:12
كل من يطلع على مشاريع المصممة بيرلا ليتشي يجد أنها مستوحاة من سيناريو الطبيعة الساحرة وتفوح منها رائحة البندقية، ومشبعة بأجواء ودفء البحر المتوسط الذي يكسو ردهات القصور، وما تحمله جدرانها من تفاصيل تراثية غنية فكل منها قطعة فنية لها قيمتها ومدلولات تحاكي النمط الكلاسيكي الثري بفنياته وفخامته. الفن الكلاسيكي فن قديم متجدد ما زال سحره يأسر قلوب الكثيرين الذين يدركون تماماً مدى روعة وأناقة هذا النمط من الديكور، واستطاعت المصممة بيرلا لتشي أن تحول تفاصيل الفراغات الداخلية إلى عالم يتجلى فيه الهدوء والراحة التي لم تخلع عنه عباءة الرقي والفخامة. عن تاريخ هذا الفن تشير المصممة بيرلا لتشي قائلة: لقد تنوع طرز الاثاث على مدار قرون ومما لا شك فيه ان مفردات الأثاث هو مرآة تعكس صورة ونمط الحياة في المجتمعات قديماً والتي مضي عليها قرون من الزمان فالمشاهد للاثاث الكلاسيكي القديم يشعر بمدى القوة والعظمة والمتانة والمتابع للاثاث الفرنسي بعد عصر النهضة الأوروبية يشعر بالرقة والنعومة والبذخ هكذا كان الاثاث صورة معبرة لكل عصر من العصور. ومازال النمط الكلاسيكي الاختيار الأول لدى الكثيرين نظراً لروح الفخامة وعنوان القوة والمتانة ودفء تفاصيله الذي ينبض بأسرار القديم وسحره، فالكثيرون مولعون بهذا النمط من الديكور الذي لا تكتمل أناقته وجاذبيته إلا إذا تآلفت جميع أجزائها بدءا بالاثاث ووصولا إلى إكسسواراته. وتأكد لتشي: إن عملية التصميم بالرغم من روعته وجماله إلا انه فن مضن وشاق، يتطلب خبرة كافية ومهارة عالية ودقة في العمل. فعملية وضع الأفكار والمخططات الأساسية لاي مشروع لا تتم بطريقة عشوائية، وإنما هناك أسس وقوانين تحكم عملية التصميم الداخلي فعند وضع المخطط الأولى على الورقة، يتم توفير العينات والمواد المطلوبة بما يتوافق ويتمازج مع بعضها البعض، فهذه العملية تحتاج لمعاينة دقيقة وبحث مستمر واستبدال عند الحاجة إذا ما كان هناك اختلاف بسيط في الألوان قد يشوه العمل، ولابد أن تتوحد وتمتزج جميع وأنماط وعناصر الديكور الداخلي من ألوان الطلاء والسجاد، والاحجار، وسطوع الاضاءة والإنارة الجيدة التي تخدم الفراغ الذي ستوضع فيه حتى يبرز العمل بشكل جيد. أسس التصميم عملية التصميم قائمة على أسس وضوابط هامة – تشرح ليتشي- من خلال توفر العناصر الرئيسية في عملية التصميم كالتوازن والتناسب والعمق والتركيز فهي الأسس والمبادئ الرئيسية التي لابد أن توضع في الاعتبار عن الشروع في التصميم فلا يمكن أن يضرب المصمم الداخلي بهذه القوانين عرض الحائط عند تصميم مشروع ما، فنحن دائما ما نوجه العميل لبعض الامور الغائبة عن فكرة وجهله لبعض الأمور المتعلقة بفن التصميم والمبادئ التي تقوم عليه، وعندما نجد العميل متشبثا بنقطة وفكرة ما، نوضح له الصورة التي ستنطوي على هذه الفكرة، وما يترتب عليها من أمور. فالخبرة والمهارة العاليتان التي يكتسبهما المصمم من خلال مشاريعه الواسعة والمتنوعة تجعلانه على قدر من المعرفة والإدراك في التعامل مع مجمل الامور التي قد تعترض طريقه ويتعامل معها بحرفية وفن. تأثير الطراز المعماري وتضيف لتشي قائلة: كثيراً ما يؤثر الطراز المعماري بطبيعة ونمط الديكور الداخلي الذي لابد أن يكون مكملاً لطبيعة البناء الهندسي حتى تكون الأجواء وحدة واحدة مترابطة ومتصلة، ويخلق إيقاعا حسيا مستمرا في المكان، ومفعما بروح التكامل التام. ولابد من دراسة الفراغات الداخلية من حيث المساحة ونسبة التوازن والايقاع والتركيز، الذي لابد ان يتوافق ويتلاءم مع مفردات الاثاث وعملية توزيعه. كل هذه الأمور إنما تصب في نهاية الأمر في اتجاه رغبة العميل وصاحب المنزل الذي تتفاوت رغباته وتختلف من فرد إلى آخر، فلا يمكن فرض أسلوب معين على نمط حياة متباينة من فرد إلى آخر فكل مجتمع يسير على نمط حياتي مختلف لابد أن توضع في اعتبار المصمم، ولكن هاجس البحث عن الراحة والاسترخاء والعيش في اجواء صحية أنيقة هو مطلب الكثيرين، وأسعى إلى تحقيقه في مختلف تصاميمي الداخلية. رغبة العملاء وتستكمل حديثها قائلة: لقد سعيت إلى تنفيذ مشاريع عديدة بدءاً من فيلل الطبقة المتوسطة إلى طبقة الملوك والأمراء، وفي مختلف بقاع العالم على اختلاف بيئاتهم وثقافتهم ومجتمعاتهم، وما يحكمنا في هذا التشعب والاختلاف هي نقطة واضحة وغاية واحدة وهو التوافق مع الفكرة التي ارتكز عليها في كل مشروع وذلك بإيجاد التوازن والتناغم الذي ينبض بالراحة في ثنايا المكان، وبما يتوافق مع تطلعات الزبون ورغباته. وتأكد لتشي قائلة: لا يمكن أن أهمل رغبة العميل وذوقه فيما يتعلق في تصميم بيته ومملكته الخاصة، التي لابد ان يجد فيه كل ما يتواقف مع رغبته وميله، بحيث يكون المصمم محل ثقة العميل في أنه سوف يترجم أفكاره وآراءه إلى بيئة يجد فيها كل وسائل الراحة المتوجة بالأناقة والجمال، من خلال محاولة التعاطي مع ذوقه بكل مهارة وحرفية عالية لنحقق الغاية والهدف الذي نصل به إلى نقطة نرتكز عليها بطريقة صحيحة، لتحقق لنا النتيجة التي نطمح إليها، واحاول جاهدة ان أقدم للعميل بعض الافكار بما يتلاءم مع ذوقه، وذلك قبل الشروع في عملية التنفيذ، بحيث نقوم بوضع المخطط الاولى الذي يطلع عليه العميل، حتى يكون على دراية تامة بالعمل الذي سوف يتم تنفيذه. فلابد ان يكون هناك تبادل للآراء والمشاورات بين العميل والمصمم لتتضح الرؤية جيداً لكلا الطرفين. نموذج هذا المشروع هو أحدث مشاريعها الذي تتجسد فيه بصمتها في عالم الكلاسيك والفخامة والاناقة، النابض بسنفونية الحياة، مرتكزة على مفاهيم ومعاني هذا الاستايل الذي ما زال يستحوذ على قدر من الجاذبية عند الكثيرين، هذا الطراز الملون بالدفء كالاحمر الخمري الماروني ومفردات الاثاث المذهبة والمعتقة، حيث تتداخل معها الأقمشة المشجرة المتينة، وقد دهنت جدرانها بأصباغ معتقة تمازجت مع لون الاثاث ومفرداته كما نجد أن هذا الطابع ثري بالاكسسوارات الغنية بتفاصيله والذي غالبا ما يتكون اللوحات الفنية برسومات الزهور ذات البراويز الفخمة من الذهبي المعتق مع وضع بعض الخداديات، والثريات التي تتدلى منها عناقيد من الكريستال، ووضعت بعض الاضاءات المخفية الصفراء والاباجورات المثبتة على منضدة موضوعة في زوايا المكان. كما استخدمت ليتشي في كثير من مشاريعها الأحجار التي استعاضت به عن الجبس، من خلال تزيين الاسقف والحوائط والأعمدة المصنوعة من الحجر ونلاحظ تأثير التعتيق وفنياته بشكل واضح وواسع في أعمالها. وللاكسسوارات نصيب الاسد في مشاريعها الغنية به، والحديث له: ان لوجود الاكسسوارات أهمية كبرى في خلق الدفء والحياة والاناقة في البيت، فوجود غرفة حديثة من حيث الطلاء والارضية والاثاث إلا انها تظل باردة وخاوية تفتقد للحس والذوق دون عنصر الاكسسوار، وبإضافة بعض الاكسسورات والمعلقات الفنية كالمصابيح والمرايا والشمعدانات وبعض العناصر الزخرفية تمنح المكان بهجة وحيوية وتبث الحياة فيه. وتوضح ليتشي أنه يمكن وضع خطوط ديكورات ذات تصميم أنيق وعصري يواكب القرن الواحد والعشرين باستخدام التجهيزات الحديثة في عالم الديكور وما تضمه من أدوات وخامات مبتكرة ويصنع به تصميم غاية في الابداع والاناقة. وهذا في نهاية الأمر يتوقف على المرء فإذا كان المرء يفضل الاسلوب البسيط والرسمي والسير على نمط الحداثة فلابد من انتقاء الأقمشة المطفية السادة والمنسدلة بكل هدوء دون تعقيدات وحركات معينة في التصميم وهذا النمط كالأثاث الاسكندنافي المولع بالبساطة. اللون البيج حول فكرة اعتمادها في كثير من مشاريعها على لون محدد بتدرجاته تقول ليتشي: هذا أحد أسراري فاللون البيج الذي يطغى على كثير من مشاريعي، له درجات عديدة قد تصل للمئات فمجال التعامل معه واسع ومتعدد. فالغرفة التي صممت بألوان محايدة كاللون البيج والكريمي أو الرمادي الداكن تبدو رائعة منذ الوهلة الأولى عدى عن الراحة النفسية التي قد تخلقه هذه الأجواء الهادئة والمريحة للعين. ومعظم الأشخاص يميلون إلى هذا اللون غير الباعث على الملل.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©