طالب رئيس الوزراء اللبناني المكلفة فؤاد السنيورة كلا من وزيري الدفاع والداخلية باتخاذ اجراءات صارمة لمنع التجاوزات الامنية التي شهدتها بيروت مؤخرا·
وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني أن ''الاتصالات تكثفت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أطلع الرئيس سليمان على مضمون اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لناحية المعطيات المتعلقة بتشكيل الحكومة، وتركز جانب كبير من البحث على التطورات الأمنية على الأرض، خصوصاً لناحية استمرار وتصاعد الخروق والتجاوزات والاعتداءات من قبل مسلحين أو محازبين على الأرض وفي أكثر من منطقة وحي وشارع في مدينة بيروت''·
وأوضحت في بيان لها أن رئيسي الجمهورية والحكومة تداولا في ''تفاصيل هذه الاعتداءات والتجاوزات الجارية في أكثر من موقع والتي استهدفت عدداً من المواطنين من سكان بيروت والتي لم يعلن عنها سابقاً حفاظاً على أجواء التهدئة التي سادت بعد اتفاق الدوحة، لكن حادثة إطلاق النار على المواطن عماد زغلول وقبلها حادثة إلقاء قنبلة في منطقة الطريق الجديدة، كانت بمثابة النقطة الأخيرة التي طفح فيها الكيل، خصوصاً أن العملية تمت بعلانية واضحة وعلى ما يبدو بهدف تصفيته مما جعل الأمور تفيض عن حدها واستدعت مواقف محددة وبات من الواجب إزاءها اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه التجاوزات والاعتداءات· وعلى ذلك، كان هناك اتفاق صارم على العمل لتطويق ومعالجة هذه التجاوزات والخروق علماً بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبدى استنكاره لما جرى وأبلغ المعنيين لديه برفع الغطاء عن أي متجاوز أو مخل بالأمن''·
وكان الرئيس السنيورة قد أجرى لهذه الغاية اتصالات بوزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية حسن السبع وعرض معهما للإجراءات المتخذة والواجب تعزيزها وتكثيفها لملاحقة المتجاوزين والمخلين بالأمن· كما طلب الرئيس السنيورة من الأجهزة الأمنية المختصة من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة تكثيف المتابعة لمنع الاعتداءات التي تتم في بعض الأحياء ومتابعتها وملاحقة الذين يقومون بها خصوصاً في ظل تنامي المعلومات من عدد من المواطنين عن ملاحقات بحقهم من قبل عناصر حزبية· ولهذا الغرض، طلب الرئيس السنيورة من وزير الداخلية وقوى الأمن الداخلي ''إيجاد آلية تواصل مع المواطنين الذين يتعرضون للتهديدات والاعتداءات لكي يتم الإبلاغ عما يتعرضون له، وبالتالي ملاحقة الذين يعتدون على المواطنين الآمنين والسلم الأهلي خصوصاً أن ذلك يعني تحد لسلطة القانون ولما اتفق عليه في الدوحة''·
من جهتها، نقلت جريدة ''اللواء'' عن مصادر وصفتها بـ''الرفيعة'' دون تسميتها قولها: ''إن عدداً من المسؤولين والشخصيات الرسمية الرفيعة تلقى تحذيرات أمنية مشددة، من إمكان حدوث اغتيالات أو استهدافات شخصية شبيهة بالاغتيالات والتفجيرات السابقة''·
وعلمت ''الاتحاد'' أن هذه التحذيرات اتخذت هاجس خوف فعلي لدى الأشخاص الواردة أسماؤهم على اللائحة السوداء المجهولة المصدر، وأبلغت إليهم بواسطة أجهزة مخابرات دولية وخارجية، مما حملهم على تشديد الحراسة الشخصية حول منازلهم وتعزيز الإجراءات الأمنية على الطرقات التي يسلكونها وحتى أن بعضهم اعتمد أسلوب التمويه في تنقلاته، بحيث يمر موكبه أولاً، ويتبعه بسيارة عادية، وربما بسيارة ''تاكسي''·
واتخذت الأجهزة الأمنية المختصة إجراءات أمنية استثنائية في المناطق الأكثر حساسية والتي يقطنها مسؤولون أو دبلوماسيون لتوفير الحماية لمنازلهم·
وذكرت جريدة ''النهار'' بدورها ''أنه طلب ممن هم معرضون للاغتيال أن يظلوا حذرين في تنقلاتهم ولا يغرهم الاسترخاء السياسي والأمني''·
في غضون ذلك، اكتملت الاستعدادات في بيروت لاستقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كأول رئيس أجنبي يزور لبنان ويعقد قمة ثنائية مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان· وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي سيتفقد خلال الزيارة القوة الفرنسية المنتشرة في جنوب لبنان ضمن قوات الأمم المتحدة'' يونيفل''· كما أعلنت أن ساركوزي سيطحب معه وفداً كبيراً في ''رسالة تشجيع وصداقة وأمل''، بحسب البيان الفرنسي·
هذا وقد واصل الطيران الإسرائيلي أمس تحليقه فوق مناطق لبنانية ونفذ غارات وهمية، كما كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي دورياتها في المناطق المحاذية للحدود الجنوبية اللبنانية·
عدد اليوم
