الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراءة.. غاية تبحث عن وسائل

القراءة.. غاية تبحث عن وسائل
27 ابريل 2017 21:18
نسرين درزي (أبوظبي) في زمن يسهل فيه الحصول على المعلومة فيما يصعب به الوصول إلى مخزون تراكمي للمعرفة، يسعى كتّاب قصص أطفال إلى ابتكار أساليب جاذبة تعيد زمن القراءة الورقية. وبالاطلاع على نماذج ناجحة من مبادرات التشجيع على القراءة يتضح أن الطلبة جاهزون للقراءة ولكن تنقصهم البيئة التحفيزية لحواسهم، بما فيها مضمون الرواية والصور والألوان. مبادرات تشجيعية من أبرز المبادرات المجتمعية التي تدعو الطلبة إلى تثمين الكتاب واعتباره مصدرا أساسيا للمعلومات مهرجان الكتب المقروءة، الذي استضافه المول في المركز التجاري العالمي أبوظبي مؤخراً، وعلى غراره مبادرة الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان «تبون تقرون؟» التي تدعو إلى التبرع بالكتب لتوزيعها فيما بعد على مكتبات الأطفال في المستشفيات. إلى جانب الأنشطة التفاعلية التي تنظمها مؤسسة «بيت عربي» وتحبب الصغار بالسرد القصصي، وهي أشبه باحتفالية أدبية لجميع أفراد الأسرة وتأتي على شكل جلسات تثقيفية تناسب طلبة المرحلة التأسيسية. ويتوج هذا كله حرص دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على تنظيم مسابقات تشجيعية للقراءة منها «القارئ المبدع» للأطفال من عمر 6 إلى 12 عاماً. وتأتي المبادرة تماشياً مع رؤية أبوظبي لتعزيز دور اللغة العربية في المدارس والبيوت والمكتبات. وتهدف بالتعاون مع منطقة أبوظبي التعليمية إلى إشراك أكبر عدد من طلبة المدارس لتسجيل أعلى نسبة استعارة من المكتبات، ليتمكن الطالب من قراءة 60 كتاباً في شهرين. ومن الفعاليات ذات الصلة حلقات قراءة القصص داخل حديقة الإمارات للحيوانات وأكشاك كتب الأطفال المتوافرة للاستعارة في الحدائق وداخل سوق مدينة جميرا وغيرها الكثير من برامج التحفيز المتنقلة بهدف غرس مفاهيم المطالعة الحرة. مفاهيم أصيلة وقالت كاتبة قصص الأطفال الإماراتية سلمى الرزيقي: «ليس من السهل الإبقاء على المطالعة من غير عوامل تحفيزية». وذكرت أن أفضل سبل مجاراة السوق الإلكتروني، الاعتماد على القصص الغنية بالألوان والصور الناطقة. وهذا ما تحاول التركيز عليه بحكم عملها في دار الكتب بهيئة السياحة والثقافة حيث تحرص على كتابة قصص عصرية ودعمها بشخصيات كرتونية محلية مثل الدمية سلمى. وقالت: إنها مرتاحة لتجاوب الطلبة مع جلسات القراءة التي تقدمها في المكتبات ومدارس المراحل التأسيسية. حيث تلمس شغفاً متزايداً للمطالعة لاسيما عندما تكون الكتب جذابة بالألوان والرسوم والموضوعات المحلية التي يرتدي أبطالها الزي الإماراتي. وأشارت إلى أهمية التركيز على المواضيع الوطنية التي تعزز روح الانتماء لدى النشء. وتعمد الرزيقي إلى توجيه تفاعل الطفل مع القصة عن طريق الأنشطة المتحركة. وتطرح في مؤلفاتها مفاهيم عميقة عن الهوية الوطنية وتراث البلاد والاعتزاز بيوم الشهيد وصلة الأرحام. صور ودمى أكدت الكاتبة والرسامة وصانعة الدمى نيروز الطنبولي ضرورة الانطلاق من شكل الكتاب والاهتمام بالأوراق البراقة والصور المعبرة تماماً كالاهتمام بسيناريو القصة والهدف منها. ولفتت إلى أن جيل اليوم لن يتجه إلى المطالعة ما لم تتوافر له عوامل الجذب التي يجدها في القراءات الإلكترونية أو القصص الأجنبية. ومن هنا لا بد من إبهاره أولاً وكسب ثقته حتى يقبل على قراءة القصص العربية. وذكرت أنها تهتم بصياغة الحبكة التشويقية التي تغذي الفكر الإبداعي لدى الفئات العمرية الناشئة. وأوضحت أنها تفتعل الأسلوب التمثيلي أثناء رواية القصص للأطفال ما يحفز مخيلتهم ويجعلهم أكثر قدرة على الاستيعاب من مجرد سماع الأحداث. واعتبرت أن تعلق المستمعين بشخصيات الدمى يدفعهم إلى الإقدام على القراءة والقيام بمحاولات للكتابة. وتعتمد الطنبولي أسلوب النقاش في تحقيق الرسائل الإنسانية من قصصها، فقبل البدء بالقراءة تشرح للصغار المفاهيم التي تطرحها القصة. وهذا النوع من ورش العمل التي تقام قبيل المطالعة العامة يحبب الطالب بالقراءة ويدفعه إلى استكشاف النصوص. قراءة بلا أخطاء أكد جمعة الظاهري، مدير إدارة الخدمات المكتبية بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ضرورة الاهتمام برفع مستوى الإبداع لدى الصغار. ولفت إلى مسابقة «القارئ المبدع»، التي حققت منذ 4 أعوام على إطلاقها تفاعلاً متزايداً من الطلبة، مشيراً إلى تسجيل مكتبات الدولة ارتفاعاً في عدد الزوار الصغار الذين يخوضون منافسة القراءة، ما يدل على رغبة الجيل الجديد في إثبات طاقاته اللغوية في حال توافرت له التشجيع. وذكر أن الهيئة تحرص على تنظيم برامج تثقيفية تشجع زيارة المكتبات عن فنون النطق والإصغاء والاستيعاب. وأكد ضرورة التعاون لغرس عادة القراءة في النفوس بهدف إعداد جيل قادر على الحوار. واعتبر أن القراءة وعاء فكري ومدخل للمعرفة ووسيلة أساسية للثقافة. دور الأهل يبدو أن مفهوم المطالعة عند الأطفال ولكي يسلك مسلكاً آمناً، لا بد أن ينمو في ظل دعم عائلي. وتحدثت بخيتة الضحاك أم الطالب راشد المنصوري «7 سنوات» عن ملاحقتها الدائمة له لينشأ على حب اللغة العربية ويكون متميزاً في الإلقاء. وقالت ياقوت بركات: إنها تشجع ابنها «8 سنوات» وابنتها «6 سنوات» على القراءة بما يفيده ويرفع قدرته على الاستيعاب والتحليل. وتوجه صغيريها إلى وجوب منح الوقت الكافي للمطالعة والتخفيف من اللعب بالأجهزة الإلكترونية. ولفتت إلهام صالح إلى دور الأهل في تهيئة الأجواء المناسبة لأبنائهم ليبدعوا. وهذا ما تفعله مع ابنتها «8 سنوات» لتحقق أكبر قدر من المعرفة في سن صغيرة، لا سيما أنها كرمت أكثر من مرة في المدرسة عن أدائها اللغوي الذي يتخطى حسن الإلقاء إلى ما يشبه التمثيل القصصي.وأشارت نسرين قنديل إلى أهمية دور الأهل في الإصغاء لأبنائهم ومنحهم الوقت للنقاش. وذكرت أنها تجلس يومياً مع ابنتها لتشرح لها أبعاد الأفكار المطروحة ومعاني المفردات الجديدة التي تصادفها أثناء القراءة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©