الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استفتاء بريطاني تاريخي في فوكلاند حول حق تقرير المصير

11 مارس 2013 00:21
راهولاس ساليراس، لندن (أ ف ب) - دُعي سكان جزر فوكلاند إلى الإدلاء بأصواتهم في استفتاء بدأ أمس ويستمر اليوم، على حق تقرير المصير سيشكل على الأرجح فرصة لتأكيد ارتباطهم ببريطانيا على الرغم من مطالبة الأرجنتين بالسيادة على الأرخبيل. ويرجح أن يفوز مؤيدو الارتباط ببريطانيا في هذا الاستفتاء المفتوح بـ 1672 ناخبا. وتأمل سلطات الجزر الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي وكانت سبب حرب خاطفة بين بريطانيا والأرجنتين قبل 31 عاما، أن تعزز هذه النتيجة موقفهم أمام الأسرة الدولية. وقالت جان شيك النائبة في المجلس التشريعي للجزر التي تسميها الأرجنتين مالفيناس، في لندن إن “هذا الاستفتاء سيؤكد أن غالبية الناس سعداء جدا بالانتماء إلى أحد أراضي ما وراء البحار البريطانية لأن هذا الوضع يتضمن حقنا في تقرير المصير”. وأضافت هذه السيدة ،المتحدرة من الجزر وتقيم عائلتها فيها منذ ستة أجيال،”نخطىء إذا اعتقدنا أن الأرجنتين ستغير موقفها بين ليلة وضحاها، لكننا نأمل أن يوجه الاستفتاء رسالة قوية إلى هذا البلد وغيره”. ويجري الاقتراع بمباركة الحكومة البريطانية التي تسيطر على الأرخبيل منذ 1833 وترفض أن تأخذ في الاعتبار مطالب الأرجنتين التي تدين الأهداف الاستعمارية للندن. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن “سكان فوكلاند يملكون حق إسماع صوتهم وتحديد مستقبلهم ومستقبل الأجيال المقبلة”. وأضافت “نأمل أن تكشف النتيجة بما لا يدع مجالا للشك، إلى أي جهة يميلون”. وأكدت الأرجنتين التي تشدد على حقها التاريخي في الجزر التي تبعد 400 كلم عن سواحلها أنها ستتجاهل نتائج استفتاء “غير شرعي”. وهي تؤكد أن سكان الجزر هم “أشخاص تم توطينهم” من قبل البريطانيين وبالتالي لا يمكنهم المطالبة بحق تقرير المصير. وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية الجمعة الماضي إن الاستفتاء “لن ينهي الخلاف بشأن السيادة” على الجزر. وعبرت الوزارة عن أسفها “لهذه المبادرات اللامسؤولة والسيئة النية للمملكة المتحدة”، داعية بريطانيا إلى “مراجعة سياستها جديا”. من جهته، قال حائز جائزة نوبل للسلام الأرجنتيني ادولفو بيريز ايسكيفيل إن الاستفتاء يفتقد الشرعية، مؤكدا أن الأرخبيل “مستعمرة بريطانية”. وقال في رسالة وجهها الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن غياب الشرعية “لا يأتي فقط من وجود سكان قامت الحكومة البريطانية بتوطينهم بعد طرد السلطات الأرجنتينية في القرن التاسع عشر فقط، بل من واقع أن الأمم المتحدة لم تقرر هذا الاستفتاء”. وأضاف حائز نوبل للسلام في 1980 لنضاله من أجل حقوق الإنسان في عهد حكم الجنرالات (1976-1983) الذين أمروا بالتدخل في الأرجنتين “نعرف ان نتيجة الاستفتاء لن تغير الوضع القانوني والتاريخي للجزر.. ستبقى مستعمرة بريطانية وسكانها بريطانيون”. وتطالب بوينوس آيرس والأمم المتحدة ببدء مفاوضات ثنائية مع لندن لتسوية هذا النزاع الذي تسبب بحرب قصيرة بين البلدين في 1982، أسفرت عن مقتل 649 جنديا أرجنتينيا و255 بريطانيا. وأحيا التوتر بين الأرجنتين وبريطانيا بشأن الأرخبيل في 2010 حملة للتنقيب عن النفط قامت بها بريطانيا قبالة سواحل الجزر. وشهدت العلاقات بين البلدين تدهورا جديدا بمناسبة الذكرى الثلاثين للحرب بينهما. وسيجري الاقتراع على مدى يومين ليتمكن كل الناخبين المسجلين الذين يبلغ عددهم 1672، من المشاركة فيه. ويبلغ عدد سكان الأرخبيل 2500 نسمة. لكن هذا الرقم لا يشمل 1300 جندي بريطاني. ويعيش معظم السكان في العاصمة ستانلي لكن أُقيمت مكاتب متنقلة من اجل السكان الذي يعيشون في مناطق نائية. وسيرد الناخبون بنعم أو لا على سؤال “هل تريد أن تبقى فوكلاند من أراضي ما وراء البحار للمملكة المتحدة؟”. وفي حال غلب الرافضون لهذه الفكرة، ينظم استفتاء آخر لتحديد الوضع الجديد للأرخبيل. وذكرت الصحف البريطانية أن الاستفتاء سيجري بوجود فريق دولي من المراقبين لم تكشف تشكيلته، مؤكدة أنه يفترض أن يضمن حسن سير الاقتراع. وستعرف النتائج مساء اليوم بعد ساعات على اغلاق مراكز الاقتراع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©