«كيدز بارك» حيث يتعرف الأطفال على الحيوانات دون خوف

على بعد 35 كيلومتراً من أبوظبي باتجاه الطريق الأساسية المؤدية إلى دبي، تتربع حديقة الحيوانات الأليفة «كيدز بارك» على مساحة 5 هكتارات. تضم الحديقة ما يزيد على مئة صنف من الحيوانات الأليفة، وتعد معلماً رئيسياً من المعالم السياحية والترفيهية والثقافية والبيئية لأبوظبي، حيث تحتوي على الكثير من الحيوانات والطيور النادرة، وتعتبر هذه الحديقة تجربة فريدة من نوعها بإمارة أبوظبي حيث يمكن للأطفـــال الصغار التعرف على الحيوانات من غير حواجز، وستتاح لهم فرصة التعرف عن قرب على الأنواع المختلفة من الطيور والأرانب والسلاحف، ليس مجرد النظر إليهم فقط، بل يمكنهم ملامستها وإطعامها دون خوف أو تردد. تعد زيارة حديقة الحيوان بالنسبة للأطفال متعة وبهجة، هي ليست مجرد رحلة ترفيهية فقط، وإنما تعليمية واستكشافية أيضاً، فالطفل بين الثانية والثالثة من عمره يكون في الوقت المناسب ليتعرف علي عالم الحيوان، هذا ما تؤكده الدكتورة جيل ميلسون مؤلفة كتاب ‏(‏الحيوانات في حياة الأطفال‏) مشيرة إلى أهمية ذهاب الطفل لحديقة الحيوان، حيث تقول في هذا الصدد: «اذهبي بطفلك إلى حديقة الحيوان، شجعيه على مراقبة الحيوانات لتعززي مهاراته التحليلية والحركية عن تشابه الحيوان مع الإنسان، مثل قدرته على تناول الطعام واحتياجه إلى أمه، ثم اجعليه يلاحظ أنه يختلف عن الإنسان في أشياء أخرى‏،‏ فيمكن أن تقولي له مثلاً إن الطيور لها ريش فهل لك أنت ريش؟ اطلبي منه أن يفكر في الحيوانات التي لها لون واحد، مثل الضفادع والسلاحف والثعابين، اجعليه يقارن بين أحجام الحيوانات وأصواتها‏،‏ وبذلك تساعديه على فهم قواعد المقارنة بإعطائه نماذج حية‏، كذلك يمكنك استخدام الحيوانات لتعطي أمثلة لطفلك لتوضحي له الأشياء التي يكون قد بدأ فعلا في تعلمها بعمره، مثل الأرقام وصوت الحروف والكلمات، اجعليه يعد أرجل الحيوان الذي يراه في حديقة الحيوان، وغني له أغنيات عن الحيوانات تتضمن الأصوات التي تصدر عن الحيوان، ليتدرب على أسماء الحيوانات وأصواتها‏،‏ كما يمكنك استخدام الكلمات التي تكون على وزن واحد مثل قطة وبطة‏».‏ وتضيف ميلسون: «استغلي فرصة انجذابه أيضاً إلى الحيوانات لتعليمه معنى الحنان والتعامل مع الآخرين بلطف،‏ فالأطفال يمارسون كل الأساليب الخاطئة عند تعاملهم مع الحيوانات، فيجذبون ذيل القطة مثلاً، اطلبي منه أن يربت على ظهر القطة، واشرحي له كيف أنه سيؤلمها بإيذائه لها، وبذلك يدرك نتيجة أعماله‏».‏ وتتابع قائلة: «كذلك يمكن للطفل في حديقة الحيوانات أن يتعلم معنى المسؤولية من مساعدته لك في العناية بالطيور في منزلك، فيقدم لهم معك الحبوب والماء، وبذلك تعطيه الفرصة ليشعر بأن هناك من هو في حاجة إليه، ويشعر بالمسؤولية، وهو في هذه السن الصغيرة‏».‏