الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسواق الشعبية.. وجهة اليمنيين في رمضان

الأسواق الشعبية.. وجهة اليمنيين في رمضان
7 يونيو 2016 22:06
بسام عبدالسلام (عدن) لكل بلد إسلامي عاداته وتقاليده في استقبال شهر رمضان المبارك، لجهة الطقوس والتحضيرات، وفي اليمن تبدأ الأسر بوضع الترتيبات اللازمة لدخول رمضان على الرغم من المعاناة التي يعيشها أبناء البلد من أوضاع اقتصادية وسياسية متأزمة. وما إن يهل الشهر حتى تعود الحياة إلى الأسواق الشعبية، ويزدحم الناس فيها من أجل شراء حاجيات ومنتجات محلية متعلقة بالموائد الرمضانية التي تزخر بها البلد وتتنوع من مدينة إلى أخرى. ذاكرة تاريخية ينعش الشهر المبارك الأسواق التاريخية والقديمة مثل باب اليمن الشهير في صنعاء الذي يضم أسواقاً شعبية مختلفة للحبوب والبهارات والمنتجات الحرفية وغيرها، وسوقي كريتر والهاشمي في مدينة عدن، وسوق مسجد عمر التاريخي في المكلا، وقصر حمير والشنيني في تعز، وغيرها من الأماكن الذي تكون قبلة لليمنيين لشراء حاجياتهم المتعلقة برمضان. وتمثل الأسواق القديمة ذاكرة اليمن التاريخية المرتبطة بطباع كل منطقة، حيث تنتشر في المدن اليمنية عديد من الأسواق الشعبية التي تعد أحد عوامل الجذب السياحي نظراً لطبيعة الحياة والتسوق فيها، كما إنها تلبي احتياجات اليمنيين خصوصاً في هذا الشهر الفضيل، لاحتوائها على أقسام مختلفة من المصنوعات الحرفية واليدوية المتوارثة مثل الأواني الفخارية، والمشغولات الخزفية، والبهارات المتنوعة ومعاصر زيوت السمسم، والأدوات المنزلية والمكسرات والحلويات. عمارة فريدة تعد أسواق صنعاء القديمة من أقدم الأسواق في شبه الجزيرة العربية، إذ يبلغ عمرها 2500 عام، ولا تزال هذه الأسواق تحتفظ بعبقها التاريخي وخصوصيتها الفريدة التي تجعل أبناء اليمن قبل زوارها يصرون على التجول بشغف بين أقسامها المختلفة. وما يميز أسواق صنعاء القديمة أنها غير متداخلة، حيث تبلغ قرابة الخمسين سوقاً، وجميعها تراثية وتقليدية ظلت في مواقعها بالمباني الطينية المتراصة بمعمارية فريدة، فمثلا هناك سوق الملح المخصص للحبوب والبهارات والبن والزبيب وغيرها، وهناك سوق المشغولات اليدوية، وآخر للأواني الفخارية، وسوق البز والزي الشعبي وسوق العقيق وسوق التمور وسوق العطارين وغيرها من الأسواق تلبي احتياجات كل المتسوقين. إلى ذلك، يقول الإعلامي اليمني، أديب الجيلاني، إن الأسواق الشعبية لها تاريخها في كل مدينة، ولها ذكرياتها وقصصها القديمة التي توارثتها الأجيال، وظلت محفورة في عقول الأهالي، وهذه المعالم التاريخية تصبح قبيل رمضان وفي أيام الشهر الفضيل وجهة لكل أبناء المدينة لشراء متطلباتهم الحياتية والتي يسهل الحصول عليها أثناء التنقل بين أقسام هذه الأسواق الفريدة. وأضاف «عند زيارتك هذه الأسواق ستجد أنها تمتلئ بشكل تدريجي مع دخول شعبان وقرب رمضان وتزدحم أكثر حتى الأيام الأخيرة منه، فهي لا تزال تحتفظ بأهميتها سواء أكان الأهالي يشترون أو يأتون للتجول فيها». حركة نشطة من سوق كريتر الشعبي في مدينة عدن، تقول طيبة محمد إنه ومع دخول شهر شعبان تبدأ الحركة خصوصا من النساء إلى الأسواق الشعبية التي تبيع حاجيات رمضان، فيكثر شراء الحبوب والبهارات والأشياء المتعلقة بموائد الفطور والسحور. وتؤكد أن هذه الأسواق لا تزال محتفظة بطابعها على الرغم من حضور الأسواق الحديثة في المدينة، ولكن شهر رمضان له مذاق آخر في هذه الأماكن والجميع يصر على التواجد فيها وشراء احتياجاته منها كل عام قبيل رمضان. وتتيح الأسواق الشعبية في الشهر الفضيل فرص عمل كبيرة أمام المواطنين وأصحاب الحرف التقليدية لعرض منتجاتهم وأشغالهم اليدوية التي تكون ضمن قائمة الاحتياجات الرمضانية، فيكثر البائعة المتجولون ويفترش بعضهم الأرض. واللافت أنه على مدار أشهر السنة تظل هذه الأسواق الشعبية محصورة بأيام محدودة وشبه خالية إلا في بعض المناسبات الدينية التي تكون فيها الحركة كبيرة، وغالباً تكون فيها حركة البيع والشراء ضعيفة جدا، ويقل عدد البائعين فيها نظراً لافتتاح المراكز التجارية الحديثة بشكل كبير، وسهولة الحصول على المتطلبات فيها. إقبال على التمور التمر اليمني من أفضل أنواع التمور في العالم، ومع قرب رمضان تشهد الأسواق الشعبية حراكاً واسعاً من أجل تقديم الأصناف المحلية التي تزخر بها اليمن في مناطق حضرموت وحجر وتهامة، إلى جانب أصناف يتم استيرادها من السعودية خصوصاً. وفي أغلب أسواق اليمن الشعبية يكون هناك أقسام للتمور بشكل منظم ومنعزل، ويتم فيها تقديم أجود الأنواع المحلية المشهورة من «السرى والتهامي والحضرمي». ويقبل اليمنيون على التمور الخارجية بشكل كبير حيث يتم استيراد ما يقارب مليون وخمسمائة ألف طن من مختلف الأنواع، ويتم استهلاك ما يقارب 60 بالمائة من هذه الكمية خلال شهر رمضان فقط، وفق ما نقلتها وزارة الصناعة والتجارة في اليمن، وتحتل السعودية رأس قائمة الدول التي يتم استيراد التمور منها، تليها الإمارات العربية المتحدة. رواج التوابل والمكسرات يزداد الطلب كثيراً على التوابل والمكسرات في شهر رمضان، فتقبل النساء على المحال المتخصصة ببيع هذه المواد المكملة والمشهية لكثير من الأطعمة والحلويات. وفي سوق الزعفران، يقول البائع عوض محمد إن هناك إقبالاً كبيراً على التوابل التي تستخدمها الأسرة في عدن بشكل كبير في موائدها الرمضانية، وتقبل النساء على بعض الأنواع مثل البن والكمون والفلفل والزعتر القرفة والهيل وحبة البركة والبهارات والكاري والصبغات وغيرها من البهارات التي تضفي نكهة شهية للطعام، مشيراً إلى انتعاش الإقبال على شراء المكسرات من الفستق واللوز الصنعاني الشهير والزبيب وعين الجمل نظراً لكونها تدخل في صناعة الحلويات الرمضانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©