الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كرزاي: «طالبان» تقتل الأفغان وتتفاوض سراً مع أميركا

كرزاي: «طالبان» تقتل الأفغان وتتفاوض سراً مع أميركا
11 مارس 2013 11:22
كابول (وكالات) - أعرب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس عن غضبه لأن “حركة طالبان، بارتكابها اعتداءات انتحارية في أفغانستان تخدم الولايات المتحدة التي تتفاوض معها من وراء ظهر السلطات الأفغانية”. وقال الرئيس الأفغاني في خطاب إن “أميركا تقول إن طالبان ليسوا أعداءها وإنها لا تخوض حربا ضدهم ومع ذلك ترعب طالبان شعبنا يوميا”. ونفذ المتشددون أمس الأول هجومين انتحاريين في كابول وخوست، أحد معاقلهم شرق البلاد ما أسفر عن سقوط 17 مدنيا بينهم ثمانية أطفال وشرطيان و15 جريحا. وبرر ناطق باسم طالبان ذلك بالقول “إننا أردنا توجيه رسالة مفادها أننا ما زلنا قادرين على استهداف كابول رغم وجود مسؤول كبير من وزارة الدفاع الأميركية فيها”، في إشارة إلى وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل الذي زار العاصمة الأفغانية. وقال كرزاي إن “القنابل التي فجرت لم تستعمل لإثبات قوتهم أمام أميركا بل لخدمتها. ذلك خدم شعار الانسحاب في 2014 الذي يرعبنا ويقول إنهم (الأميركيون) إذا لم يبقوا هنا، فإن شعبنا سيقضى عليه”. ورد مسؤول عسكري أميركي كبير بالقول إن “ذلك غير صحيح” مضيفا أن “الولايات المتحدة والحكومة تتفقان بشأن وجهة النظر القائلة بأن طالبان هي العدو”. ولا تروق هذه الخطابات التي يلقيها الرئيس كرزاي للولايات المتحدة، لا سيما بينما يقوم وزير الدفاع الجديد بأول زيارة إلى أفغانستان. وأشار كزراي أيضا إلى أن “قادة طالبان يلتقون الأميركيين يوميا.. سواء في أوروبا أو في دول الخليج”. وازدادت خلافات كابول وواشنطن قبل سنتين من موعد انسحاب القسم الأكبر من القوات الأميركية من أفغانستان. وكانت حركة طالبان علقت المحادثات قبل عام قائلة إن واشنطن تقدم إشارات متضاربة بشأن عملية المصالحة الأفغانية الوليدة. وصرح كرزاي خلال تجمع للاحتفال بيوم المرأة العالمي “يجري زعماء كبار في طالبان والأميركيون محادثات في قطر بشكل يومي”. وقالت الحكومة الأميركية إنها ملتزمة بالتوصل لحل سياسي يتضمن إجراء محادثات مع حركة طالبان إلا أن إحراز تقدم يتطلب اتفاقا بين الحكومة الأفغانية والمتشددين. وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه عندما سئل عن تصريحات كرزاي “هذا ببساطة غير صحيح.. ما زلنا ندعم عملية مصالحة سياسية يقودها الأفغان”. ونفى المتحدث باسم طالبان في أفغانستان ذبيح الله مجاهد أن تكون المفاوضات مع الولايات المتحدة استؤنفت وقال إنه لم يتم إحراز تقدم منذ تعليق المحادثات. وأضاف “طالبان ترفض بشدة تصريحات كرزاي”. ويسعى دبلوماسيون أميركيون إلى توسيع المحادثات التمهيدية مع طالبان والتي بدأت سرا في ألمانيا بنهاية عام 2010 بعد أن عرضت طالبان فتح مكتب تمثيل لها في قطر. وأشارت باكستان قبل عدة أشهر إلى أنها ستدعم عملية السلام من خلال الإفراج عن محتجزين من طالبان الأفغانية، ما قد يسهم في تشجيع عملية السلام. لكن لم تظهر مؤشرات ملموسة على أن هذه الخطوة أدت إلى تقدم في عملية المصالحة. في غضون ذلك، أعلن مسؤولون أميركيون طلبوا عدم كشف هوياتهم، لصحفيين أن المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس الأفغاني حامد كرزاي ووزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل الذي كان مقررا مساء أمس، أُلغي “لأسباب أمنية”. وكان يفترض أن يعقد المؤتمر الصحفي في القصر الرئاسي غداة العملية الانتحارية قرب وزارة الدفاع الأفغانية التي أدت إلى مقتل تسعة أفغان. ورفض المسؤولون تحديد المخاطر المحتملة التي أدت إلى تأجيل المؤتمر الصحفي. ورأى مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني أن إلغاء المؤتمر الصحفي مرده أسباب “تتعلق بمواعيد العمل”. لكن جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون قال إن هذا التوتر الجديد في العلاقة الأميركية-الافغانية ليس وراء إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا في ختام أول زيارة لأفغانستان لوزير الدفاع الجديد. وأعلن المتحدث أن “المؤتمر الصحفي لم يلغ بسبب التصريحات الأخيرة للرئيس” كرزاي، مضيفا أن هيجل “مسرور” للقائه مع كرزاي. وأضاف المتحدث أنه تم اتخاذ هذا القرار “بالتشاور مع شركائنا الأفغان”. واشتهر الرئيس الأفغاني بإصدار تصريحات حادة اللهجة ينتقد فيها الولايات المتحدة التي تربطه بها علاقة متوترة. وستطرح قضية حجم القوات الأميركية بعد انسحاب العام القادم، وحينئذ سيتعين على واشنطن خفض قواتها إلى نصف 66 ألف جندي هو الحجم الحالي، ضمن قضايا رئيسية في جدول الأعمال خلال محادثات بين هيجل وكرزاي. من جهة أخرى، اتهمت حكومة كرزاي أمس القوات التي تقودها الولايات المتحدة والأفغان الذين يعملون معها بإساءة معاملة طلبة الجامعة واعتقالهم وحثتهم على التوقف عن مثل هذه التصرفات. وقال مجلس الوزراء الأفغاني في بيان “نطلب من قيادة قوات الائتلاف الدولي التوقف عن مثل هذه التصرفات التي تنتهك السيادة الوطنية لأفغانستان”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©