النفط يرتفع للجلسة العاشرة على التوالي

ارتفعت أسعار النفط أمس لتسجل أطول فترة انتعاش منذ بلوغها مستويات قياسية في يوليو من العام الماضي وذلك وسط تجدد الآمال بانتعاش الاقتصاد العالمي، ولامس خام برنت أعلى مستوى خلال أربعة أسابيع. ومن المتوقع أن تسجل أسعار النفط الأميركي في التعاقدات الآجلة ارتفاعاً في نهاية تعاملات اليوم لتواصل صعودها لليوم العاشر على التوالي وتسجل أطول فترة مكاسب متتالية منذ ارتفاعها إلى 147.27 دولار العام الماضي. وبحلول الساعة 09.35 بتوقيت جرينتش زاد سعر الخام الأميركي ثمانية سنتات الى 68.46 دولار للبرميل اليوم بعد صعوده إلى 68.99 دولار أمس الأول، وهو أعلى سعر منذ الثاني من يوليو الجاري، وذلك بدعم من بيانات إيجابية عن مبيعات المنازل بالولايات المتحدة، وارتفع خام مزيج برنت في لندن 26 سنتا إلى 71.7 دولار للبرميل بعد أن سجل خلال التداولات 71.35 دولار وهو أعلى مستوى منذ أربعة أسابيع. إلى ذلك قال مصدر في تجارة النفط أمس إن شركة سونا طراك الجزائرية للنفط حددت سعر البيع الرسمي لخام مزيج صحارى للشحن في أغسطس المقبل بسعر خام برنت الفوري زائدا عشرة سنتات للبرميل، وكان سعر خام مزيج صحارى يزيد 60 سنتا عن خام برنت في يوليو الجاري. وساعدت الآمال بنهوض الاقتصاد العالمي من كبوته وانتعاش الطلب على النفط في ارتفاع أسعار النفط الخام من مستوى دون 33 دولارا للبرميل كانت قد بلغته في ديسمبر الماضي. وقال كارستن فريتش من كومرتسبنك «أعتقد أن عوامل خارجية هي التي رفعت الأسعار. ارتفاع أسواق الأسهم وضعف الدولار والتفاؤل الاقتصادي بعد بيانات مبيعات المنازل في الولايات المتحدة التي أعلنت أمس (الأول)». واستقرت معظم أسواق الأسهم الأوروبية أمس في حين تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في عام 2009 بعد البيانات الأميركية ووسط توقعات بتحقيق الشركات نتائج قوية، كما أعلنت شركة بي.بي للنفط عن نتائج أعمالها للربع الثاني لتصبح أول شركة تتخذ هذه الخطوة ضمن مؤسسات النفط الغربية الكبرى التي يطلق عليها الشركات الخمس الكبرى. ورغم انخفاض أرباح بي.بي في الربع الثاني إلى النصف ارتفع إنتاجها من النفط والغاز أربعة في المئة ورفعت هدف توفير التكاليف من ملياري دولار إلى ثلاثة مليارات. ويترقب المتعاملون البيانات الأسبوعية عن مخزونات النفط الأميركية، ومن المنتظر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة تقريرها اليوم (الأربعاء). وتوقع استطلاع لرويترز انخفاض مخزونات النفط الخام بواقع 300 ألف برميل ومخزونات البنزين بمقدار 600 ألف برميل، ومن المتوقع زيادة مخزونات نواتج التقطير بمقدار مليون برميل. وفي سياق متصل أظهر مسح أجرته رويترز وأعلنت نتيجته أمس أن سعر الخام الأميركي سيبلغ في المتوسط نحو 73 دولاراً للبرميل في عام 2010 مع تحسن الطلب على النفط على الرغم من الايقاع البطيء لهذا التحسن. وفي حين يظهر الاستطلاع الذي شمل أكثر من 30 محللاً اتفاقاً أكبر على ارتفاع الأسعار للشهر الرابع على التوالي إلا أن أغلب المشاركين حذروا من أن أسعار النفط من المتوقع أن تظل متباينة في النصف الثاني من عام 2009 وحتى عام 2010، وتوقع المسح أن يبلغ متوسط سعر النفط هذا العام 58.23 دولار ارتفاعا من 56.66 دولار في المسح السابق. ورفع 12 محللا توقعاتهم لعام 2010 في حين خفض محلل واحد توقعاته، وتوقع المحللون المشاركون في المسح أن يبلغ سعر الخام الأميركي في المتوسط 67.8 دولار في الربع الأخير من هذا العام انخفاضا من 67.54 دولار في المسح السابق بسبب استمرار الشكوك بشأن قوة الاقتصاد وتحسن الطلب على الوقود. وقال كريستوفر باريت محلل أسواق النفط في كاليون «اساسيات السوق مازالت ضعيفة ونحن نتوقع انخفاضا تصحيحيا في الأسعار خلال فصل الصيف. الطلب على البنزين في الولايات المتحدة مازال مخيبا للآمال». واتبعت ارتفاعات أسعار النفط هذا العام خطى أسواق الأسهم مع عودة ثقة مشوبة بالحذر للسوق لكن المحللين حذروا من أن البيانات الاقتصادية الضعيفة ونتائج أعمال الشركات المخيبة للآمال تشير إلى تصحيح سعري. وقال فرانك شالينبرجر مدير أبحاث السلع في لاندزبنك «اعتقد أن أسواق الأسهم تحتاج لالتقاط أنفاسها وأعتقد كذلك أن أسعار النفط الراهنة تعكس تفاؤلا كبيرا بشأن الاقتصاد. في الأجل القصير قد تنخفض الأسعار إلى ما بين 50 و55 دولارا للبرميل»، وتوقع لاندزبنك ان يبلغ متوسط سعر النفط 55 دولارا هذا العام و71 دولارا في 2010.