حسام محمد (القاهرة)
تُعد قضية العنف الأسري من أهم المشكلات التي تهدد البناء الأسري من أهم الظواهر التي تنتشر في المجتمعات الإنسانية دون استثناء رغم الأضرار القاسية لتلك القضية على الفرد والمجتمع، وتنعكس على كل أفراد الأسرة ولعل أكثر الأطراف التي تعاني من تداعيات تلك المشكلة هم الأبناء.
تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جعل الجنة هي أول مسكن للأسرة في التاريخ الإنساني، وقد حرصت الشريعة الإسلامية على دعم القيم التي تؤمن لكل فرد الأمن والاستقرار وترسيخ مبادئ القيم الأخلاقية والشيم التربوية في نفس كل فرد، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق ويحب الرفق في الأمر كله» وقد اهتم الإسلام ببناء الأسرة على المودة والرحمة وحسن المعاشرة حيث قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً...)، «سورة الروم: الآية 21»، وهذا من تمام رحمة الله بعباده أن جعل بين الزوجين الألفة والمودة ليكون ثمرة ذلك الأولاد الذين فطر الله القلوب على حبهم وجعلهم زينة الحياة الدنيا وعوناً لوالديهم وامتداداً لأعمالهم الصالحة.
![]() |
|
|
|
![]() |
ولم يعالج الإسلام ظاهرة العنف بين الرجل وزوجته فحسب، بل عالج أيضاً عنف الوالدين تجاه أبنائهما من منطلق أن الإسلام دين رحمة ينكر الجفاء والغلظة مع الأولاد ويفترض أن تعمهم الرحمة ويحيطهم الشفق، والرعاية والتوجيه السليم وهذا كله حق ضروري للأبناء على الآباء.