الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الوجود البشري في أميركا أقدم بكثير مما يُعتقد

1 مايو 2017 14:16
خلص علماء في دراسة نشرت حديثا إلى أن الوجود البشري على القارة الأميركية يعود إلى 130 ألف سنة، ما يعني أنه أقدم بأكثر من مئة ألف سنة من ظهور "الأميركيين" الأوائل ما يعيد النظر في تاريخ استيطان العالم الجديد. وتوضح جودي غرادوول رئيسة متحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو، المشرف على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر"، أن الآثار التي وجدت في كاليفورنيا "تدل على أن فصيلة من أسلاف الإنسان (القردة العليا) كانت تعيش في أميركا الشمالية قبل 115 ألف سنة مما كنا نعتقد". ويؤكد فريق الباحثين أنه نجح في تأريخ الأدوات الصخرية وعظام حيوان مستودون (صناجة)، وهو من الأسلاف المنقرضة حاليا للفيلة، وهي تحمل بحسب تأكيدهم آثار تدخل بشري. ويوضح ستيف هولن، وهو أحد معدي الدراسة في بيان لمتحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو، أن "عظاما وأسنانا عدة تدل بوضوح على أن بشرا قاموا عمدا بكسرها مظهرين براعة وخبرة". وينقسم علماء الأناسة والآثار حيال بدء الوجود البشري على القارة الأميركية. متى وصل البشر الأوائل إلى هذه القارة؟ عن أي طريق وبأي طريقة؟ أسئلة تتباين الإجابات بشأنها كما أن النظريات المتداولة تصبح باستمرار عرضة للتشكيك. وحتى اليوم، كانت النظرية الطاغية أن البشر الأوائل (الإنسان العاقل) الذين وطأت أقدامهم أرض العالم الجديد وصلوا عن طريق آسيا قبل حوالى 14 ألفا و500 سنة. ويؤكد علماء أن الاستيطان حصل من داخل الأرضي عبر سلوك رواق ممتد على طول 1500 كيلومتر، كان يربط سيبيريا الشرقية بالقارة الأميركية الشمالية وبات مغمورا بجزء منه بالمياه تحت مضيق بيرينغ. غير أن آخرين يقولون إن البشر الأوائل وصلوا إلى القارة الأميركية عن طريق المحيط الهادئ عبر ألاسكا، مشيا أو عن طريق البحر. لكن هؤلاء البشر الوافدين من آسيا قد لا يكونون "الأميركيين" الأوائل، بحسب هذه الدراسة الجديدة. ووفق معدي الدراسة الجديدة، فإن إحدى سلالات الإنسان العاقل قد تكون مصدر المؤشرات إلى وجود بشري التي وجدت في موقع أثري في منطقة سان دييغو معروف باسم "سيروتي ماستودون سايت" والذي تم نبشه في مطلع التسعينات. وبعد أن بقيت حتى اليوم من دون دلالات واضحة، تم الكشف عن سر هذه الآثار بفضل طريقة للتأريخ باستخدام اليورانيوم - ثوريوم تسمح بالعودة إلى مراحل ضاربة في القدم. وأكد عالم الإحاثة في متحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو توماس ديمير، وهو أحد معدي الدراسة في بيان، أن "تقنيات التأريخ تقدمت وباتت تتيح لنا القول بثقة أكبر إن البشر الأوائل كانوا موجودين في مراحل أقدم مما هو متعارف عليه". ويثير واقع أن البشر الأوائل تناولوا لحم المستودون في كاليفورنيا قبل 115 ألف سنة مما كان يعتقد أنه تاريخ وصول الإنسان الأول إلى القارة الأميركية تساؤلات كثيرة: من كان هؤلاء؟ منذ متى كانوا موجودين هنا؟ كيف وصلوا؟ هؤلاء البشر الذين تركوا أثرهم ليسوا على الأرجح من سلالة الإنسان العاقل بما أن هذه الأخيرة لم تغادر كما يعتقد افريقيا سوى قبل حوالى مئة ألف سنة. وبالنسبة للباحثين، هؤلاء البشر هم من الأسلاف المنقرضين من فصيلة الإنسان المنتصب أو إنسان نياندرتال أو إنسان دينيسوفا. ونظرا إلى أن العلماء لم يرصدوا آثارا للحمض النووي من الموقع، تبقى السلالة التي ينتمي إليها أسلاف البشر هؤلاء، والتي يرجح الباحثون أنها اندثرت، موضع غموض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©