السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة الليبية تنسحب من البريقة وتؤكد مواصلة القتال

14 مارس 2011 13:13
طرابلس (وكالات) - سيطرت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أمس، على مدينة البريقة النفطية الاستراتيجية وأجبرت قوات المعارضة المسلحة على التقهقر تحت وطأة القصف العنيف، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد ميلاد حسين في مؤتمر صحفي بطرابلس أن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تتقدم باتجاه الشرق بهدف “تطهير” باقي المناطق مما أسماه بـ”المجموعات الإرهابية”، مبيناً أنه تم “تحرير الزاوية والعقيلة ورأس لانوف والبريقة والجيش يتقدم لتطهير باقي المناطق”، وتحدث عن أنباء جديدة ستعلن اليوم على أبعد تقدير. وبالتوازي، أكد معارضون مسلحون أن الهجوم على مصراتة المدينة الوحيدة بغرب البلاد الخاضعة لسيطرة المعارضة، تعطل ليومين نتيجة اندلاع قتال جديد بين أعضاء من قوات الأمن التابعة لمعمر القذافي لكن الحكومة نفت حدوث تمرد بين الجنود، وتحدث مقاتل آخر في مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية، عن أن تمرداً ادى إلى ابطاء فرقة يقودها خميس نجل الزعيم الليبي لدى تقدمها إلى المدينة أمس الأول مع انضمام 32 جندياً إلى قوات المعارضة التي تسيطر على المدينة. من ناحيته، أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي المؤقت مصطفى عبد الجليل أمس “أن الجهاد مستمر حتى الاطاحة بالنظام الديكتاتوري” مشدداً في تصريح لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية على أنه “لاخيار أمام ديكتاتور ليبيا سوى الفرار والتخلي عن السلطة”. وتحد خسارة البريقة ومصفاتها النفطية، من امكانيات حصول قوات المعارضة على الوقود بعد خسارتهم أيضاً لرأس لانوف بشكل كامل أمس، وهي المدينة النفطية الأخرى على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب على طول الطريق الساحلي حيث تقع أغلب المدن الليبية المهمة. وتدنت معنويات مقاتلي المعارضة المسلحة بعد هزيمتهم. وقال نبيل تيجوري وهو مقاتل دمر مدفعه الرشاش أثناء القتال، “لم تعد هناك انتفاضة.. كنا في رأس لانوف ذلك اليوم ثم البريقة.. سيصلون إلى بنغازي بعد غد”. وذكر المتحدث بالجيش الليبي على شاشات التلفزيون الرسمي أمس، أن القوات الحكومية طهرت البريقة من “العصابات المسلحة”. وتقع البريقة على مسافة 220 كيلومتراً إلى الجنوب من بنغازي معقل المعارضة المسلحة ولا يفصلها عن أكبر مدن الشرق سوى بلدة أجدابيا. ومن اجدابيا هناك طرق تقود إلى بنغازي وطبرق بالقرب من الحدود المصرية. واستعدت المعارضة المسلحة في أجدابيا لمواجهة هجوم من القوات الحكومية بتمركز شاحنات صغيرة تحمل مدافع آلية في نقاط استراتيجية. وتجمع رجال في المدينة لبحث استراتيجيتهم لمواجهة الهجوم المرتقب. وقال أحد أفراد المعارضة المسلحة ويدعى محمد “اتوقع أن يقتل الكثير من الناس.. سيقتل الكثير واخشى على أجدابيا لأنهم مستمرون في الحضور إلى هنا ونحن نتقهقر. ليست لدينا أسلحة ثقيلة”. وفي بوابة أجدابيا التي تعتبر محور طرق شرق البلاد وجنوبها، شوهدت دبابة واحدة. واقيمت حواجز ترابية على يمين ويسار البوابة بينما جرى ملء أكياس بالرمل لاقامة تحصينات. لكن الحركة بدت شبه طبيعية في أجدابيا حتى ظهر أمس، حيث اصطفت طوابير أمام المخابز. وتمنح الطبيعة الصحراوية المنبسطة القوات الحكومية ميزة هائلة مع سيادتها الجوية واحتفاظها بالتفوق في اعداد الدبابات على قوات المعارضة التي لا تملك غير الحماس وبعض الأسلحة الخفيفة. وبالمقابل، تمنح المدن والبلدات وحدها الغطاء اللازم للمقاتلين المعارضين وتعطيهم أفضلية جزئية. وقال المقاتل مسعود بوصير عند البوابة الغربية لأجدابيا “خرجوا من البريقة (قوات القذافي). إنه في الطريق.. ربما يكون أمامه نصف ساعة. صواريخه ستصل إلينا هنا”. وعلى طريق بنغازي التي هبت عليها عاصفة رملية حجبت الرؤية، كانت حركة السير تقريباً عادية وكان بعض المزارعين يبيعون منتجاتهم من الخضراوات على الطريق الرئيسية. وعند بوابة بنغازي قرب جامعة قاريونس، تجمع بعض الشبان بينهم 3 مقنعين لا يتجاوز عمر أحدهم 18 عاماً، يقولون لمجموعة من الصحفيين إنهم مصممون على المقاومة رغم أنهم لا يملكون أسلحة. وقبل الانسحاب من البريقة، كان الثوار والمتطوعون متجمعين صباح أمس، أمام وحول بوابة البريقة على الطريق الرئيسية التي تربط أجدابيا ورأس لانوف، يجهزون سياراتهم العسكرية، حين استهدفهم قصف عنيف نشر الفوضى بينهم. وعلى الإثر انسحب عشرات منهم بآلياتهم المحملة بالبطاريات المضادة للطيران وسياراتهم وشاحناتهم من بوابة البريقة باتجاه أجدابيا، على بعد 160 كلم غرب بنغازي، وقال أحمد مختار ابو حجر (28 سنة) وهو خريج محاسبة التحق بالثوار، “أنا لست مسلحاً، فقط لدي هذه الرمانة سأفجرها عند وصول قوات القذافي، وقال أحدهم إن لديه 3 أصدقاء ذهبوا إلى الجبهة منذ 3 أيام وإنهم “مفقودون”. وقال مقاتل آخر أكبر سناً إن المدفعية البحرية دكت عصر أمس الأول، منطقة العقيلة وقرية بشر الصغيرة، حيث جرح مدنيان في منزلهما أحدهما طفل. وعندما بدأ قصف البريقة براجمات جراد الروسية، انطلقت أكثر من مئتي سيارة محملة بالأسلحة والرجال والشاحنات والسيارات على الطريق المؤدية إلى اجدابيا في سرعة هائلة هرباً من دفعة ثانية من القذائف. وعلى الطريق شاهد مراسل فرانس برس كذلك بعض السيارات المدنية المكتظة بعائلات بأطفالها ونسائها. ولم ينسحب كل الثوار الفارين حتى أجدابيا بل توقفوا بعد عشرات الكيلومترات على جانب الطريق مستعدين للعودة إلى البريقة مجدداً. وفي مصراته، قالت قوات المعارضة إن التمرد في صفوف القوات الحكومية عطل تقدمها لليوم الثاني أمس لمهاجمة المدينة، وقال محمد وهو من مقاتلي المعارضة المسلحة بالهاتف لرويترز أمس، “منذ الصباح الباكر يقاتلون (قوات الأمن) بعضهم البعض، نسمع صوت القتال”. وأضاف “هذا الانقسام بينهم جاءنا من عند الله. حين اعتقدنا أن النهاية قادمة حدث هذا. الآن نحن ننتظر لنرى ما سيحدث”. ولم يتسن التحقق من صحة الأنباء بحدوث تمرد لأن السلطات الليبية تمنع دخول الصحفيين للمدينة في حين قال مسؤول حكومي إن هذه الأنباء غير صحيحة ومجرد شائعات. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة في تصريحات من طرابلس إن الجيش يحاصر وسط مصراتة وإن قواته في المدينة. وأضاف أن زعماء القبائل يتفاوضون مع المسلحين لاقناعهم بالاستسلام. وقال إن هناك مجموعة من مقاتلي تنظيم “القاعدة” يصرون على البقاء. وتابع أن السيناريو سيكون على غرار ما حدث في الزاوية إذ ان بعض الناس سيستسلمون والبعض سيختفون ومن ثم تتقلص أعدادهم. وأضاف أن زعماء القبائل يجرون محادثات معهم وأن الحكومة ستتعامل مع من يتبقون بطريقة مناسبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©