السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نائب رئيس جامعة أوروبا الإسلامية بهولندا: يجب أن نحمي ديننا من بعض المسلمين وليس من الغربيين!

نائب رئيس جامعة أوروبا الإسلامية بهولندا: يجب أن نحمي ديننا من بعض المسلمين وليس من الغربيين!
29 ابريل 2010 21:12
أكد الدكتور مرزوق عبدالله نائب رئيس جامعة أوروبا الإسلامية بهولندا أن الجالية الإسلامية بهولندا من أقدم الجاليات الإسلامية في أوروبا، وأن الدستور الهولندي يعطي المسلمين الحق في بناء المساجد وممارسة شعائر دينهم بكل حرية، إذ يبلغ عدد المساجد في هولندا 450 مسجداً. وقال الدكتور مرزوق في حواره مع “الاتحاد” إن من أبرز الإنجازات التي حققها مسلمو هولندا في الأعوام الماضية إقامة الجامعة الإسلامية بروتردام لإعداد الأئمة والدعاة ويرى أن سلوك بعض المسلمين في أوروبا ضد العقيدة الإسلامية وأنه في الغرب يجب أن نحمي الإسلام من بعض المسلمين وليس من الغربيين كما حدث في أزمة فيلم “فتنة”. والدكتور مرزوق عبدالله مغربي الأصل هولندي الجنسية أزهري الثقافة والتعليم، فهو خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1990، وكان أول من يحفظ القرآن الكريم في هولندا. وحصل على الدكتوراه عام 2004 من جامعة الأزهر عن رسالة بعنوان “الفكر الاقتصادي الإسلامي والفكر الاقتصادي الوضعي”، وهو أستاذ الإسلاميات بالمعهد الأعلى في أمستردام وعضو بالمجلس الإسلامي بهولندا. مليون مسلم وعن أحوال المسلمين في هولندا، يقول إن عدد مسلمي هولندا يقدر بنحو مليون نسمة من عدد السكان البالغ 16 مليون وكان المسلمون، مشيراً إلى أنهم يحفظون القرآن في الكنيسة لعدم وجود مسجد في تلك الفترة يقيمون فيه شعائرهم مما جعل الكنيسة توفر لهم مكاناً داخلها يقيمون فيه الصلوات؛ ولذلك فإن المساجد في هولندا بدأت من الكنائس ثم في عام 1976 أنشئ أول مسجد في هولندا اسمه المسجد الكبير ومنه انطلقت بقية المساجد حتى وصل عددها إلى 450 مسجداً، ومن المسجد الكبير بدأنا التعليم الإسلامي داخل المساجد لتعليم اللغة العربية وتدريس أساسيات الإسلام يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع، ثم فكرنا في إنشاء المدارس الإسلامية التي تدرس المناهج الهولندية، بالإضافة لتعليم اللغة العربية والعقيدة والتربية الإسلامية. وأضاف: التعليم في المساجد حافظ على الهوية العربية والإسلامية في الغرب بصفة عامة وفي هولندا بصفة خاصة؛ ولذلك فإن الأطفال المسلمين هناك مرتبطون بالمساجد لأنهم يدرسون اللغة العربية والتاريخ الإسلامي والعقيدة وأساسيات الفقه والتجويد، بالإضافة إلى حفظ القرآن. ونتيجة للحرية التي يوفرها الدستور الهولندي، أنشأنا مدارس إسلامية خاصة بلغ عددها 40 مدرسة على امتداد هولندا، ثم أقمنا الثانوية الإسلامية في أمستردام ورتوردام والجامعات الإسلامية المستقلة لكى يلتحق بها الطلاب من خريجي الثانوية الإسلامية ومنها جامعة أوروبا الإسلامية وأنا أحد مؤسسيها. الحرية الدينية وحول حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، أوضح الدكتور مرزوق أن الدستور الهولندي يكفل الحرية الدينية لكل مقيم على أرضه بشرط أن يحترم الدستور، فالكنيسة كان لها السبق في تدعيم المسلمين وفي وجود الإسلام في الغرب وفي هولندا بالذات في بداية الأمر منحت الكنيسة بعض الأموال للعمال المسلمين الذين ذهبوا للعمل في تلك البلاد ثم أعطوا المسلمين جزءاً من الكنيسة لإقامة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وتحفيظ القرآن وتعلم اللغة العربية ومن هنا بدأت المسيرة الإسلامية في هولندا. محطة إذاعة وقناة تلفزيونية وقال: نتيجة لهذه الحرية الدينية التي كفلها الدستور الهولندي، أنشأنا إذاعة ومحطة تلفزيونية إسلامية باللغة الهولندية تبث كل يوم أحد لمدة ساعة موضوعات تتعلق بالإسلام وبعض القضايا الاجتماعية التي تهم المسلمين هناك، وهذه البرامج مصحوبة بترجمة باللغة العربية والتركية، كما فكرت وزارة العدل الهولندية في إنشاء ما يسمى المرشد الروحي الذي يتعهد المسلم المريض، كما في الديانة المسيحية واليهودية، وذلك نتيجة لتزايد عدد المسلمين هناك والذي وصل إلى مليون مسلم لهم كافة الحقوق. وأوضح أن من مظاهر الحرية الدينية في هولندا التحاق المسلمين بالمؤسسات العسكرية وتوفير أئمة يصلون بهم ويلقون عليهم الدروس في أماكن للعبادة داخل هذه المؤسسات، وكذلك الحال في السجون فمن حق السجين المسلم أن يلتقي بالإمام المسلم أو المرشد الروحي والديني ومن مظاهر الحرية الدينية هناك بناء مساجد في المستشفيات العامة والخاصة والمطارات. قصور في التواصل وعن أهمية التواصل مع الآخر، أوضح الدكتور مرزوق أن المنهج القرآني حتى مع الأعداء منهج تعارف وتقارب وحوار واستخدام المنهج القرآني في أوروبا أقرب إلى العقلية الأوروبية، ولكن نحن المسلمين عندنا قصور في التواصل مع الآخر فمثلاً المؤسسات الأكاديمية العلمية في الغرب مفتوحة لشتى أنواع الفكر، وبالتالي يمكن أن ندخل إلى فكر الغرب عن طريق تلك المؤسسات أو عن طريق الأبحاث والتواصل معهم وإذا استطعنا أن نقنع المؤسسة الفكرية العلمية في الغرب بمعتقداتنا وأفكارنا، ففي هذه الحالة يمكن أن يحملوا أفكارنا وينشروها لأن لديهم مغالطات عن العالم الإسلامي يجب علينا أن نصححها وهم في حاجة إلى معرفة الحقيقة وخير مثال على هذا عندما ألمت بهم الأزمة المالية العالمية كانوا يبحثون عن معلومات عن الاقتصاد الإسلامي لأنهم سمعوا أن فيه المخرج والحل من تلك الأزمة. فيلم “فتنة” وعن الأزمة التي أثيرت حول قضية الفيلم الهولندي “فتنة” والذي أنتجه السياسي الهولندي غيرت فيلدرز قائد حزب «من أجل الحرية»، الذي يسيء إلى الإسلام والمسلمين يقول: الإعلام صور هولندا على أنها ضد الإسلام والمسلمين والواقع يخالف ذلك، وهناك قلة من الهولنديين يرون أن الإسلام يشكل خطراً على الهوية والتقاليد الهولندية، وهؤلاء لهم أفكار متطرفة والمشكلة أن بعض المسلمين هناك أعطوهم الفرصة لكي يأخذوا فكرة سيئة عن الإسلام مثل المغربي الذي قتل المخرج الهولندي الذي أخرج فيلم فتنة “المسيء” للإسلام والمسلمين، بالرغم من أن هذا المخرج كانت له أفكار خاصة يقتنع بها ليست فقط ضد الإسلام بل ضد المسيحية أيضاً، وهو لا يخفي هذه الأفكار، وأخرج هذا الفيلم الذي يظهر فيه جسد امرأة عارية مكتوب عليه آيات قرآنية ويتكلم عن الإرهاب والقتل والتدمير والقاعدة ويقرن هذه الجرائم بالإسلام وبث الفيلم وأحدث مشكلة داخل المجتمع الهولندي بين المسلمين والهولنديين. وأدى ذلك إلى أن شاباً مغربياً قرر أن يقتل هذا المخرج فترصد له وذبحه في الشارع وغرس في قلبه رسالة تقول إن هولندا في وقت قصير ستصبح دولة إسلامية تطبق الشريعة، وإن البرلمان الهولندي سيرفرف عليه بعد وقت وجيز العلم الإسلامي، وتوعد الهولنديون بالانتقام والقتل والحرق، وبالتالي أوجد هذا الشاب برسالته نوعاً من التخوف من الإسلام داخل المجتمع الهولندي بالرغم من أن الحكومة الهولندية والبرلمان رفضا هذا الفيلم وامتنع التلفزيون الهولندي عن عرضه، وأصدرت الكنيسة الهولندية بياناً تدينه وتؤكد دعم المسلمين في هذه القضية وتم بثه فقط على الإنترنت بعد تسريبه. وأوضح أن سلوك بعض المسلمين في أوروبا وتصرفاتهم تكون ضد العقيدة الإسلامية ويجب أن نحمي الإسلام من بعض أتباعه وليس من بعض الغربيين المتطرفين والمعادين للإسلام، وإنما من بعض المسلمين الذين يقومون بأعمال تتنافى مع جوهر الإسلام فهم يسيء إلى الإسلام، لافتاً إلى أن الغرب حارب من أجل الحرية الدينية والثقافية ثم يأتي إنسان ويفرض عليهم أفكاره وتقاليده فتكون الكارثة. حضارية للمسلمين ويضيف د. مرزوق عبدالله: كان هناك حديث في العالم الإسلامي حول مقاطعة المنتجات الهولندية مما ترك انطباعاً سلبياً عن الإسلام والمسلمين في نفوس الهولنديين، فقمنا بتشكيل وفد مكون من المجلس الإسلامي الهولندي ومجلس الكنائس، ووضعنا استراتيجية لمواجهة هذه المقاطعة التي تضر أكثر ما تنفع، وقلنا إن سياسة المقاطعة خاطئة ولا يجب أن نعاقب أمة بسبب فرد، وذهب هذا الوفد إلى الأزهر الشريف ورابطة الجامعات الإسلامية العالمية ودار الإفتاء المصرية وبعض الكنائس في الشرق الأوسط وعقدنا عدة لقاءات من أجل وقف هذه المقاطعة. وكانت لها نتيجة طيبة؛ ولذلك هم يستغربون موقفنا هذا، ولكننا أردنا أن نعطي صورة حضارية للمسلمين كمواطنين هولنديين أومهاجرين، وبالتالي فإن لهجة الهولنديين خفت حدتها تجاه الإسلام. وعن المرجعية الدينية في هولندا، قال: ليست هناك مرجعية إسلامية في الإفتاء داخل هولندا ومعظمها اجتهادات فردية بالرغم من وجود بعض المنظمات الإسلامية التي تجتمع، إلا أنه ليس هناك كفاءات علمية شرعية، وبالتالي ليس لدينا مانع من الاستعانة ببعض علماء العالم الإسلامي، ونسعى إلى تشكيل بعض المجالس الإسلامية العلمية، ولكن لم نصل بعد لدرجة أن تكون لدينا مرجعية شرعية ويوجد فقط المجلس الإسلامي الهولندي، وهو مكون من بعض المنظمات الإسلامية ومجلس العلاقات الإسلامية الهولندية، وهو مجلس استشاري يساعد الحكومة الهولندية في كل شيء يتعلق بالإسلام وبالقضايا الخاصة بالمسلمين وفي كيفية التعامل مع المسلمين في بعض المشاكل، كما حدث مع فيلم “فتنة” ودوره الأساسي تقديم النصيحة. مستقبل الإسلام في الغرب أكد الدكتور مرزوق عبدالله نائب رئيس جامعة أوروبا الإسلامية بهولندا أن الإسلام يحمل قوة عابرة للقارات؛ لأنه يحمل مقومات النجاح، بالرغم من أن بعض المسلمين قد يكونون عقبة في طريق الإسلام وليس الغرب، فالغرب قابل لأن يسمع ويتفهم ويناقش، ولكنه لا يجد في بعض الأحيان من يناقشه ويفهم عقليته وهذه مشكلة المسلمين، وبالرغم من تأخر المسلمين في بعض الأمور خاصة في مجال الحريات، إلا أن الإسلام ينتشر في أوروبا حتى بعد نشر كل هذه الإساءات، فكثير من الاوروبيين يبحثون عن الإسلام هناك، ومنهم من يقتنع به ويدخل فيه والبعض الآخر يتخذ موقفاً عدائياً ضده، وبالتالي كانت هذه الأعمال ضد الإسلام وسيلة ناجحة لنشر الدعوة الإسلامية في الغرب ودفعتهم إلى البحث عن الإسلام في الكتب المترجمة حتى أصبحنا نقرأ كل يوم خبر عن الإسلام في الصحف الأوروبية. جمعية للمسلمات الهولنديات ومجلة نسائية قال الدكتور مرزوق عبدالله إن المرأة المسلمة تنال حقوقها في هولندا وتقوم بدور مهم في الدعوة، حيث توجد جمعية تضم المسلمات الهولنديات اللائي دخلن الإسلام ويعملن بالدعوة الإسلامية ويصدرن مجلة نسائية إسلامية تتناول أموراً تتعلق بالعقيدة الإسلامية والتفسير، ويعقدن ندوات ومحاضرات إسلامية، وكان لهن الفضل في دخول بعض النساء في الإسلام، وحقوق المرأة المسلمة في هولندا متاحة في كل الأماكن، خاصة ارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية الهولندية وحتى النقاب ترتديه بعض السيدات بحرية في الشارع وفي المدارس العليا والجامعة الحرة، وهناك معارض لملابس المحجبات وصور المحجبات تملأ أرجاء الجامعة والمسلمات هناك متقدمات في الدراسة خاصة الدراسات العليا ويمارسن أعمالهن بكل حرية في المراكز الحكومية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©