ونحن نتابع منذ سنتين الجهود الكبيرة التي يتم بذلها من طرف مجلس حكماء المسلمين، ومجلس الكنائس العالمي من أجل التقارب والتعايش، فحوار حكماء الشرق والغرب، بدأ في يونيو 2015 في فلورنسا، وتبعه عدة لقاءات وحوارات، وذلك بباريس في مايو 2016 ، وبأبوظبي في أكتوبر 2016، ثم في جنيف في ديسمبر 2016 ،والآن في القاهرة، جولات واجتماعات ولقاءات من أجل التعايش والسلام، ومحاولات جادة ودؤوبة من قبل الشرق والغرب من أجل تقليص المسافة وإلغاء الفروقات، والتركيز على نقاط الاتفاق والالتقاء، والاستفادة من تجارب كل طرف في نشر السلام والتعايش والتسامح بين اتباع الدين الواحد، وفي علاقتهم مع اتباع الأديان الأخرى.
     ونحن نذكر الرجلين اللذين يحملان روح التسامح والسلام والتعايش، وهما شيخ الأزهر والبابا فرانسيس، لابد أن نشيد بجهودهما في نشر الخير والسلام، ونذكر في هذا الصدد أول حوار للعالم المسيحي مع العالم الإسلامي، والذي قام به قبل ثمانمئة عام تقريباً البابا فرانسيس الأسيزي، عندما ذهب إلى مصر في عام 1219 ميلادي، والتقى الملك الكامل الأيوبي، وأقام أول حوار، واليوم وبعد ثمانية قرون نعيش فرصة تاريخية مهمة للتقارب، وفي ظروف يعاني فيها الطرفان تحديات كثيرة، ومن منظرين أرادوا أن يكون هناك صراع حضارات بين الشرق والغرب، واختاروا الدين أداة وسبباً لهذا الصراع، وأصبح مهماً أن يأتي من يوقف هذا الصراع، ويحوله بالحوار إلى تعايش وتكامل، فأقرب الأديان إلى بعضهما، هما الإسلام والمسيحية، لذا يجب أن نقطع جميع الطرق أمام المتطرفين من كلا الطرفين، ونوقف خطط الفتنة والشقاق، ونحن كمسلمين يجب أن نبذل جهداً مضاعفاً بعد أن أصبحنا نعاني الجماعات الإرهابية الإجرامية التي تتعدى على الدين، فتدعي أنها تطبق الشريعة فتقتل المسلم وغير المسلم، ليس لشيء غير إشباع شهوة القتل والتخريب لديهم.
     لقد حذّر شيخ الأزهر بالأمس من تطور «الإسلاموفوبيا» إلى «الدينوفوبيا».. وفِي المقابل، نحذر من تطور الإرهاب الذي يستغل الإسلام إلى إرهاب يستغل جميع الأديان، لذا فإن عملنا معاً مهم، وهذه الزيارة في غاية الأهمية، واجتماع مجلس حكماء المسلمين مع مجلس الكنائس العالمي يجب الحرص عليه، واستمراره ودعمه من جميع الدول الإسلامية.