الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمن «الحية» ينتهي لتبدأ مرحلة «الطيور الغاضبة»

زمن «الحية» ينتهي لتبدأ مرحلة «الطيور الغاضبة»
11 مارس 2012
يبدو أن النجاح تلو النجاح الذي حققته شركة آبل من خلال منتجاتها "الذكية" المختلفة، وخصوصاً هاتفها الذكي آي فون وكمبيوترها اللوحي آي باد، والطفرة التي صاحبت هذا النجاح الذي سمع صداه في العالم أجمع، جاء بثماره ليس فقط على الشركة وحدها، وما حققته من أرباح قياسية، لم تحققها عشرات الشركات "العتيقة في هذا المجال" على مدى سنوات طوال، إنما جاء أيضاً وبصورة مباشرة على أصحاب البرامج والتطبيقات ومصمميها في متجر آبل للبرامج، والذين باتت أسماء بعضهم تنافس وبقوة اسم شركة آبل نفسها. من منا لم يسمع عن لعبة “الطيور الغاضبة/Angry Birds”؟! وهي اللعبة التي ملأت بنجاحها وتفوقها رغم بساطتها وعدم تعقيدها، العالم أجمع، وخصوصاً عشاق الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، التي تعمل باللمس. هذه اللعبة التي أحبها الكبير قبل الصغير.. وتحدى على إنهاء مراحلها بنجاح ودون ضياع أي نجمة أو أي علامة، مئات الآلاف من الفتيات والفتيان... ومن النساء والرجال... وحتى العديد من كبار السن، وجدت هذه اللعبة طريقها إلى أجهزتهم وهواتفهم، وعلى مستوى العالم بأسره، والتي أزالت معها علامة “الفئة العمرية”، فأصبحت لعبة “كل من ليس لديه لعبة”، وأصبحت مراحلها المختلفة والمتعددة، سبباً لفرحة البعض وتعاسة البعض الآخر، وأصبح “المايسترو” هو من يقدر على إنهائها بأقل عدد ممكن من الطيور مختلفة الأشكال والأحجام والوظائف. وأصبحت هذه اللعبة وغيرها المئات من ألعاب الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، سبباً مباشراً لشراء العشرات لهذا الهاتف الذكي أو ذلك الجهاز اللوحي الذكي أيضاً. شركات تدخل السوق لن نقول أولاً إن الصدفة والحظ كانا سبب نجاح لعبة الطيور الغاضبة، ولن نقول ثانياً إن براعة منتجي ومصممي هذه اللعبة كانت السبب المباشر أيضاً وراء النجاح المهول الذي حققته هذه اللعبة، ولن نقول ثالثاً وأخيراً إن بساطة اللعبة وسهولتها وعدم تعقيدها، والفكرة الجديدة تماماً التي جاءت بها اللعبة، كان لها الفضل في نشر اللعبة وانتشارها في العالم أجمع، لدرجة أصبحت معها جزءا لا يتجزأ من أي هاتف ذكي جديد مهما كان نوعه، أو أي كمبيوتر لوحي ذكي مهما كان شكله أو حجمه أو نوعه. ولكن! سنقول ونؤكد أن السبب الرئيسي والمباشر في نجاح لعبة الطيور الغاضبة وغيرها من الألعاب الأخرى، هما متجر آبل ومتجر أندرويد للبرامج والتطبيقات، واللذان كان لهما الأثر المباشر والكبير على نشر اللعبة وانتشارها بشكل مجاني أو مدفوع الثمن، على أجهزة وهواتف الكبار قبل أجهزة وهواتف الصغار. هذا النجاح التي حققته لعبة الطيور الغاضبة والأرباح التي عادت على منتجيها في فترة زمنية قصيرة، والتي قدر العديد من المحللين، أن تتجاوز الأرباح التي حققتها عشرات الشركات العالمية المصنعة والمصدرة للتكنولوجيا على مدى سنوات ليست بالقليلة، كانت السبب في إغراء وتحريك ألعاب العشرات من الشركات ذات السمعة والصيت الكبيرين في عالم ألعاب الفيديو، والتي اختصرت طاقاتها وقدراتها في السابق على إنتاج ألعاب مخصصة لمنصات تشغيل الألعاب والكمبيوترات الشخصية، أما اليوم ومع بروز نجم الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، كإحدى أهم أدوات التسلية واللعب، عكفت شركات الألعاب العالمية على تخصيص جزء كبير من طاقاتها وإمكانياتها، لإنتاج ألعاب صغيرة الحجم وقليلة الثمن، إنما تأتي بمردود قد يتجاوز توقعات هذه الشركات عشرات المرات إن لم يكن أكثر. 25 مليار تحميل احتفلت شركة آبل مؤخراً برقم 25 ملياراً، وهو عدد التحميلات التي قام زوار متجر آبل بتحميل وشراء البرامج من خلاله. وكان تحقيق هذا الرقم أو الوصول إلى رقم قريب إليه ضرباً من الخيال في السابق، أما اليوم ومع انتشار وكثرة المبرمجين والمصممين للبرامج والتطبيقات على متاجر البرامج والتطبيقات المخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، ومع رخص هذه التطبيقات، أدى هذا لامتلاء متاجر البرامج هذه بأعداد لا حصر لها من البرامج والتطبيقات، التي إن تمكنا من معرفة وتحميل بعضها، لا يسعفنا الوقت للتعرف أو تحميل بعضها الآخر. تغيير اسم متجر “جوجل” منذ أن قامت آبل بطرح هاتفها آي فون عام 2007، بدأت بمسلسل طويل، لم تنته حلقاته حتى يومنا الحالي، وهو مسلسل المحاكم والقضايا، التي رفعتها آبل بدايةً على غيرها من الشركات التي قلدتها وانتهكت “حسب آبل” براءات الاختراعات التي قامت بطرحها سواء في هواتفها أو أجهزتها الذكية. وفي الجهة المقابلة هناك القضايا والاتهامات التي رفعت ضد آبل من قبل شركات أخرى، تتهمها بانتهاك براءات اختراعاتها وابتكاراتها. قبل أيام قليلة، فوجئ ملاك الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، بأن هنالك تحديثا جديدا على متجر أندرويد للبرامج، والأشخاص الذين قاموا بعمل هذا التحديث والموافقة عليه، فوجئوا بأن “متجر أندرويد للبرامج/Android Market” قد تغير شكلاً واسماً إلى “جوجل بلاي/Google Play”. وبتصفح المتجر بشكل سريع، تلاحظ أن جوجل قامت بعمل تعديلات عديدة وإضافات جديدة على البرامج والتطبيقات التي يتضمنها المتجر، من حيث الألعاب والبرامج والكتب والموسيقى والأفلام... وغير ذلك العديد والعديد من الأمور الأخرى. اصنع برامجك بنفسك مؤخراً طرحت جامعة ماساتشوسيتس للتقنية برنامج “آب إنفنتر/App Inventor”، والذي يمكن أي شخص لا يمتلك أي خبرة في مجال برمجة وتصميم البرامج، على عمل وتصميم البرامج والتطبيقات الخاصة به، بسهولة ويسر ودون تعقيدات تذكر، حيث يقودك هذا البرنامج المتوافق من الهواتف والأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، من خلال خطوات بسيطة لعمل وتصميم البرنامج الذي ترغب به، وحسب معطياتك وأوامرك أنت الشخصية، وبصورة مجانية. وإذا كنت ترى في نفسك القدرة على تصميم وعمل البرامج المتخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، يمكنك الذهاب إلى الموقع الرسمي المخصص لهذا البرنامج(appinventoredu.mit.edu)، واستخدام بريدك الإلكتروني من “جي ميل” وابدأ بإطلاق العنان لمخيلتك، لتبحر في عالم البرامج والتطبيقات غير المنتهي والمخصص للهواتف والأجهزة الذكية. «الطيور الغاضبة» بلا حفظ لا يخفى على أحد أننا نعيش في زمن أصبح فيه اليوم يمر وكأنه ساعة من الماضي، وأصبح التسارع هذا جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فإن كنا فيما مضى قادرين على اللعب لساعات طويلة لعبة “الحية/Snake” والتي طرحتها شركة نوكيا قبل عشر سنوات، دون أن نعمل “SAVE” للمرحلة التي وصلنا إليها، فاليوم نحن قادرون على إتمام بعض مراحل لعبة “الطيور الغاضبة” على هواتفنا وأجهزتنا الذكية، من دون حفظ المراحل التي وصلنا إليها، لأننا وببساطة لا نملك الوقت الكافي لبدء اللعبة من جديد كلما خرجت منها، كما كان في السابق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©