الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ألوان وتكوينات تعكس بيئات متعددة

ألوان وتكوينات تعكس بيئات متعددة
28 يوليو 2009 01:27
ضمن أنشطة الصيف ينظم جاليري «جرين آرت» بدبي معرضا تشكيليا لعدد من الفنانين العرب، ويستمر حتى نهاية سبتمبر القادم، يعرضون خلاله تجارب فنية تشكيلية متعددة التجارب. ومن الأسماء المشاركة في المعرض كل من العراقيين رافع الناصري وجبر علوان، والسوريين ليلى مريود وجبر العظمة، كما يشارك في المعرض واحد من أهم أعمال الفنان الراحل فاتح المدرس. وقد سبق لهذا الجاليري أن أقام معارض فردية لهؤلاء الفنانين. والتالي وقفة عند أبرز هذه التجارب. باستثناء لوحة فاتح المدرس التي تحمل عنوان «فتيات من قلمون»، والتي تعود للعام 1989، فإن الأعمال التي تجتمع في هذا المعرض هي أعمال منتجة حديثا، وهي كذلك متعددة الاتجاهات والتقنيات والخامات. وتمثل لوحة الراحل فاتح المدرس مرحلة مهمة من مراحل نتاجه الفني والتي اتبع فيها أسلوب الواقعية التعبيرية، سواء على مستوى رسم الوجه بأشكال مربعة، أو من خلال استخدام الألوان الحارة القريبة من التراب والطبيعة، لذا فلوحته «فتيات من قلمون» تعبر عن حميمية عالية في التعامل مع البيئة التي انطلق منها الفنان، كما تنطوي على قدر من الشاعرية في خطوطها وألوانها. وتشارك الفنانة ليلى مريود بمجموعة من الصور الفوتوغرافية المتداخلة مع الرسم التي تقدم الجسد في أشكال مختلفة بالأبيض والأسود، وتتناوله من زوايا متعددة تبرز جمالياته ومفاتنه، ظروف المرأة وأحوالها هي الموضوع الذي يحتل المساحة الأعظم من المعرض. أعمال تبدأ من اللمسات التي تحيل على التصوير الفوتوغرافي، وتختلط بلمسات ريشة الرسامة وألوانها التي تميل إلى الفضي. وتبرز هنا الدقة في التعامل مع أعضاء الجسد كلها، في محاولة لإظهار المرأة في وضعها الطبيعي حينا، وفي أوضاع جسدية ونفسية متعددة حينا آخر. وفي أكثر من عمل لرافع الناصري يقف على أسلوبه في مرحلته الأخيرة، دون أن يفتقد سمات عمله الأساسية القائمة على المزج بين الحروفية والجرافيك والتلوين، في أعمال ذات شفافية عالية في التعبير عن دواخل محتشدة بالأزمنة والأمكنة، من خلال خلطات لونية وتكوينات وخطوط تحتضن حروفا وكلمات بالخط العربي. فهو يتنقل بين أسلوب الحروفية الحفر والطباعة الجرافيكية في لوحة تستوقف المشاهد للمزيد من التأمل باستمرار. وكما يتنقل بين أساليب عدة يجمعها في إطار واحد منتقلا بين البني ودرجاته والأزرق الساطع بشفافيته، وهو قليلا ما يستخدم الأخضر، فهو يحمل كل عمل بقدر عال من التعبيرية والدلالات. وبالانتقال إلى أعمال جبر علوان نجد أن اللوحة عنده ذات بعدين، تكويني ولوني، وهي نافذة نطل من خلالها على العالم المحيط بنا، وهذا العالم يتألف، قبل كل شيء، من الأشكال التي هي الأجساد والألوان، ثم تأتي الأمور الأخرى. لذلك يجب التعامل مع هذا العالم بالنظر إليه، برؤيته ضمن حالته القائمة، أي كمعطى بصري، ثم تأتي بعد ذلك العلاقات والرموز والتفسيرات. ففي واحدة من لوحاته يبدو اللون طاغيا على الشكل، لكن التأمل فيها يكشف حضور الفتاة المترنحة أمام مقدمة سيارة صفراء بلون النار، فتتكامل الرؤية البصرية والدلالية. وفي سياق حديثه عن حضور اللون في عمله يقول علوان إن اللون «هو فلسفة تعبيرية بحد ذاتها، وأنا أحاول من خلال اللون تجسيد مفاهيم خاصة بي، فمن خلاله أستطيع التعبير عن الشكل الجمالي للإنسان، عن حالات الفرح أو الوحدة، ومع الزمن تطور هذا اللون، فوصلت في أعمالي الجديدة من خلال اللون إلى مرحلة التحليل النفسي للشخوص المرسومين».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©