الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سجــال الصحــراء المغربيـــة يفضح «خيبات» فنزويلا

سجــال الصحــراء المغربيـــة يفضح «خيبات» فنزويلا
27 ابريل 2017 01:44
يسرى عادل بينما تشهد فنزويلا تظاهرات مليونية للمطالبة برحيل الرئيس نيكولاس مادورو أدت إلى مقتل 24 شخصاً واعتقال 600 على مدار ثلاثة أسابيع، خرج المجتمع الدولي مندداً إزاء تلك الأحداث الدامية داعياً كاراكاس إلى ضبط النفس والمحافظة على الفصل بين السلطات وضمان حقوق الأشخاص في ما يتعلق بحرية التجمع السلمي وحرية التعبير. وبدت السلطات الفنزويلية غير آبهةٍ بتصريحات الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي وتسع دول من جاراتها في أميركا اللاتينية التي طالبتها باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان الحقوق الأساسية وحماية السلم الأهلي. وفي محاولة يائسة للهروب من أزمتها الداخلية المتفاقمة انخرطت فنزويلا في سجال مع المملكة المغربية التي حذت حذو الدول الأخرى وأكدت أنها تتابع «ببالغ القلق» الوضع الداخلي في الجمهورية البوليفارية مشيرةً إلى أنها تأسف لكون المظاهرات السلمية خلفت العديد من الضحايا واعتبرت في بيان لها أن «المظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا هي نتيجة للتدهور العميق للوضعية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في البلاد». وكان موقف الرباط جاء ردا على مطالبة فنزويلا بإدراج الصحراء المغربية ضمن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في خطوة تنم عن إفلاس سياسي وجهل بجهود المملكة المغربية في تنمية الأراضي الصحراوية. وبدا واضحا أن فنزويلا تصدر أزمتها السياسية والاقتصادية للخارج وتفتعل كعادتها مواقف عبثية في القضايا الدولية.. إذ إن الصحراء المغربية جزء لا يتحزأ من الأراضي المغربية، ، ووحدة التراب المغربي ليست للمزايدات السياسية من أي طرف.. وموقف المغرب من وحدة أراضيه بما فيها الصحراء يستند إلى حق تاريخي. وبين حقيقة وبدهية أن أراضي الصحراء تقع عليها السيادة المغربية كونها جزءا من التراب المغربي وموقف فنزويلا الذي يعتريه التخبط السياسي، يمكن رصد ملاحظات مهمة مع مقارنة بين مملكة تحترم شعبها وتحافظ على مقدراته، ونظام متهور يبدو كمن يسابق الزمن للإضرار بشعبه.. ففي الوقت الذي وضعت المملكة المغربية العديد من خطط التنمية لمنطقة الصحراء ونفذت العديد من المشاريع الاستثمارية، ينشغل النظام في كاراكاس بقمع الشعب بعد أن فرط بثروات وأموال الشعب.. والأولى أن تحل فنزويلا مشاكل الفقر والأمراض المتفشية فيها قبل أن تتحدث عن الصحراء المغربية وتنميتها. ويستدعي الموقف هنا المثل العربي الشهير أن من بيته من الزجاج لا ينبغي أن يحصب المارة بالحجارة، ويكفي تجسيد لمعنى المثل أن نذكر بأن فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، يرزح شعبها تحت وطأة الفقر، ويأكل من حاويات القمامة(حسب تقرير مصور بثته قناة سي ان ان الإخبارية مؤخرا.. ومعروف أن السلطات الفنزويلية تقمع المتظاهرين السلميين بالقوة المفرطة، وتمنع التعبير عن الرأي تجسيدا لدكتاتورية مطلقة.. ومعروف أيضا الديكتاتور الحاكم نيكولا مادورو يرهب الشعب الفنزويلي وينشر الجيش في الشوارع. ويتابع العام يوميا ملايين الفنزويليين يتحدون قمع مادورو وقبضته الأمنية، بعد أن قال كلمته وخرجوا بالملايين لتحدي إرهاب مادورو الذي يرفض خيار الانتخابات خوفاً من الهزيمة الساحقة بعد أن سحب صلاحيات البرلمان ومنع الشعب من التعبير عن رأيه، ونصب نفسه دكتاتوراً. السجال بين الرباط وكراكاس وعودة إلى السجال المشتعل بين الرباط وكاراكاس يلحظ المتابع للعلاقات بين الدولتين أن موقف فنزويلا من الصحراء المغربية منذ ما يزيد على 3 سنوات يشهد راديكالية غير مسبوقة، عبر عنها السفير الفنزويلي لدى الأمم المتحدة مراراً، الذي دائماً ما يركز اهتمامه على الصحراء في جميع الاجتماعات الأممية، وآخرها الأسبوع الماضي في نيويورك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ تبجح بالقول إن «الصحراء آخر مستعمرة في افريقيا» كما وصف المغرب بأنه «يحتل الصحراء ويستغل ثرواتها الطبيعية»!! ورد السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال على مندوب النظام الفنزويلي، متحدثا عن أن المواطنين الفنزويليين «يعبرون الحدود للحصول على المواد الغذائية بسبب الجوع، ويعانون الفقر وغياب الدواء»، كما أن الأطفال في هذا البلد «يبحثون عن طعامهم في الأزبال». وأضاف هلال أن «الديكتاتورية والمجاعة تلحقان العار بهذا البلد الكبير بأميركا اللاتينية، وأنه لا يمكن تحقيق أي تنمية مستدامة في ظل الديكتاتورية التشافيزية الحالية»، مردفا أن النظام هناك يقوم بـ«تجويع شعبه، ويطلق النار يوميا على المتظاهرين السلميين المتطلعين للديمقراطية والكرامة والغذاء». وقال هلال إن من «المؤسف أن يكون سكان فنزويلا، أغنى بلد في المنطقة، بالنظر إلى نفطه وغازه، يعانون من الفقر وجراء استيلاء الأوليغارشية الديكتاتورية التشافيزية (نسبة إلى الرئيس الراحل هوغو تشافيز) على ثروات البلاد»، مستغربا ممّا اعتبره «دعوة أطلقها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لأجل حصول بلاده على مساعدة إنسانية من الأمم المتحدة، ممّا يجعله يقرّ بفشل نظام بلده وإفلاس حكومته ودبلوماسيته». وزاد السفير المغربي: « في الوقت الذي لا يجد شعبه الأدوية للتداوي، ولا الأطعمة للغذاء، ولا الحليب لإطعام الرضع، زد على ذلك إقدام الحكومة على إغلاق المدارس لتوفير الكهرباء، يسمح السفير الفنزويلي بنيويورك لنفسه بالتجول في طائرتيه الخاصتين في الولايات المتحدة وبلدان الكاريبي». وفي غضون وضع المغرب للعديد من خطط التنمية لمنطقة الصحراء وتنفيذه العديد من المشاريع الاستثمارية بتخصيص أكثر من 17 مليار دولار لإقامة مشاريع، وتأهيل الموانئ، واستخراج الثروات التي من المتوقع أن تخلق 120 ألف فرصة عمل، يقبع 67% من مواطني فنزويلا تحت خط الفقر، ويعيش 28.1% منهم في فقر مدقع، على الرغم من تسجيل فنزويلا كواحدة من أكبر احتياطات النفط والغاز في العالم، وتصنيفها من ضمن أكبر 10 دول منتجة للنفط الخام في العالم، وبالنظر لما تملكه كراكاس يُستغرب الوضع الذي يعيشه المواطن من تضخم وصل إلى 500% ومن المتوقع أن يصل إلى 1600%، ومن جوع ينهي حياة 4000 طفل سنوياً ومن ارتفاع معدلات الجريمة التي سجلت 118541 ضحية منذ العام 1999 وحتى 2010. وربما كان من الأجدى بفنزويلا أن تحل مشاكلها الداخلية الممتدة على مساحتها البالغة 916445 كيلومترا مربعا قبل أن ترشق الرباط بحجارة واهية وهي في بيت من زجاج. علاقات خارجية متهاوية ومن الجدير بالذكر أن المملكة لم تكن الدولة الوحيدة التي هاجمتها فنزويلا خلال الفترة القليلة السابقة، حيث أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الفنزويلية في المنتدى المناهض للإمبريالية أزمة دبلوماسية مع البيرو، وقالت ديلسي رودريغيز إن الرئيس البيروفي «جبان، وهو الكلب اللطيف الوحيد الذي يوجد في أميركا اللاتينية، والذي يخدم الإمبريالية» مما أدى لردود فعل غاضبة في ليما أسفرت عن استدعاء سفير البيرو في كراكاس للتشاور، كما عبرت الوزارة عن احتجاجها على التصريحات غير المقبولة. وشنت فنزويلا أيضاً هجوما على الرئيس الأرجنتيني، الذي سبق له أن انتقد كراكاس بسبب الوضع في مجال حقوق الإنسان في البلاد. ووصفته بأنه «أحد الرؤساء الأكثر فساداً في العالم» الذي «يحرص فقط على فوائده الشخصية والعائلية وفوائد الشركات الدولية الكبرى». لم تكتف الجمهورية البوليفارية بهذا القدر، ففي تصريح آخر، قالت فنزويلا إن «البرازيل عار على العالم»، واتهمت العديد من الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ البرازيلي بأنهم «متورطون في الفساد» واصفةً الأوضاع في البلاد بأنها «مهرجان الفساد» مدعوم من قبل «القوى اليمينية المتطرفة» حسب التصريح. ومع تدهور العلاقات بين فنزويلا وجيرانها من القارة اللاتينية، وصولاً بالولايات المتحدة ومروراً بالمملكة المغربية وغيرها الكثير.... وتجسيدا للمثل العربي القائل «الطيور على اشكالها تقع»، يثار التساؤل عن، العلاقات الفنزويلية - الإيرانية، ليظهر زملاء «الثورات» على الرغم من التباعد الجغرافي. وشهدت المرحلة التاريخية من 2005-2012 وهي فترة ولاية الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد أفضل مراحل النمو والازدهار للعلاقات بين الجانبين، حيث استفاد نجاد من علاقته الشخصية بالرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في تفعيل أواصر التعاون بين الجانبين، وهو ما تم تجسيده خلال 7 زيارات لفترة 7 سنوات أي بمعدل زيارة كل عام للقارة اللاتينية. بدورها، تعهدت الحكومات المتعاقبة في فنزويلا على دعم إيران في مختلف توجهاتها الخارجية، وهو ما عبر عنه الرئيس الراحل شافيز، في أكثر من موقف بشأن دعم بلاده لإيران في مواجهة أعدائها، وهو ما استفز الولايات المتحدة آنذاك. ومؤخرًا التقى النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري بالرئيس مادورو، ووصف جهانغيري العلاقات الإيرانية - الفنزويلية بأنها «أساسية»، مؤكداً استعداد إيران الدائم لتوسيع الروابط بين البلدين على المستويات كافة. وقال السفير الفنزويلي في طهران لوكالة أنباء فارس إن فنزويلا مستعدة لأن تصبح محورًا للصادرات الإيرانية إلى دول أميركا اللاتينية الأخرى. ويرى باحثون سياسيون أن إيران استخدمت دول أميركا اللاتينية بالعموم لتعميق الخلاف الأميركي - اللاتيني، وذلك عن طريق مشروعاتها ونشر الفكر الخميني بالتعاون مع الفكر الثوري البوليفاري الفنزويلي. كما تقوم علاقة المصالح بين فنزويلا وإيران عبر وجهات نظر معادية للغرب، حيث تتحالف إيران مع فنزويلا لنشر الفكر الخميني وتضييق الخناق على الولايات المتحدة وأوروبا، بينما وجدت كراكاس في نظام الملالي وسيلة لامتلاك التقنيات النووية بالإضافة للاستثمارات المشتركة في مشاريع التنقيب عن النفط بين البلدين. وبالفعل دشنت كل من فنزويلا وإيران خطاً مباشراً بين البلدين وعبر سوريا (كراكاس - دمشق - طهران) في التسعينيات عبر شركة «إير إيران» وهو الخط الذي أشارت وسائل استخبارات وإعلام غربية إلى استخدامه لاحقاً من قبل طهران لنقل أسلحة إلى دمشق سراً،إضافة إلى نقل مواد مشعة إلى كراكاس. ولم تقف العلاقات عند هذا الحد، بل وصلت إلى إنشاء بنوك مشتركة وفتح خطوط للإقراض بين البلدين. حتى «روبرتا» لم تسلم من مادورو على غرار كل مَن يعيش على أرض فنزويلا متأثراً بالحكم الاشتراكي البوليفاري من فقر وفساد وجوع، «روبرتا» أنثى الفيل الإفريقي بمجموعة عظام يكسوها الجلد، بالكاد تستطيع الوقوف على أقدامها بعد أن فقدت 2000 كيلوجرام من وزنها. في الأثناء ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مشدداً على أن تقارير سوء التغذية هي مجرد تضليل إعلامي من جانب خصوم الحكومة لزعزعة معنويات الشعب الفنزويلي، ملقياً في الوقت ذاته باللوم على تقدم سن «روبرتا» البالغة من العمر 47 عاماً، متجاهلاً أن الفيلة يمكن أن تعيش لعمر 80 عاما. وفي حديقة حيوان «كاريكيواو زوو» التي تتسع مساحتها إلى 630 هكتاراً يوجد اثنتان من الجاموس تستلقيان في حالة من الضعف تحت أشعة الشمس، في حين أن مئات النسور السوداء تبدو عليها علامات الظروف القاسية، وهناك عدد قليل من القرود النحيلة والمشاكسة تهيم على وجوهها، أما حيوان البيسون المتسخ، فهو بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه. وبعد أن أرجع الأطباء البيطريون الحالة السيئة إلى نقص التغذية وأمراض تتسبب في الإسهال الشديد، ذهب عشرات المواطنين إلى الحديقة محملين ببعض الأطعمة، إلا ان العروض قوبلت بالرفض كونها ستكون اعترافاً بأنه ليست هناك أطعمة كافية للحيوانات. يذكر أن فنزويلا شهدت منذ بداية العام نفوق 50 حيواناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©