الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسوم عباءات القطريات غريبة كأسمائها

رسوم عباءات القطريات غريبة كأسمائها
28 يوليو 2009 01:12
ترتدي النسوة الخليجيات العباءة كزي رسمي لهن خارج المنزل، وتعتبر قطعة أساسية من لباس المرأة الشرعي لها أمام الغرباء، ولا يختلف الوضع في الدوحة، حيث تتكون العباءة من القماش الأسود، وتحرص النساء الكبيرات في السن على ارتدائها من فوق الرأس إلى أسفل القدمين. لكن غالبية -وليس كل- فتيات هذه الأيام حاولن التغيير في العباءة كي تصلح للزينة والتأنق، وبدأن يغيرنها، فبعدما كانت سترا تحولت إلى عنوان للزينة وإبراز الأناقة، وبدأت متاجر بيع العباءات بالتسابق لتصميم أشكال مختلفة ومتنوعة، وفي أحيان كثيرة يتم تصميمها حسب الطلب، والمشكلة في أن العباءة الرسمية لم تعد رائجة ولا ترغب الفتيات في ارتدائها. وتعتبر الفتاة التي ترتدي العباءة بلا تطريز أو رسومات، بلا أناقة وجاهلة في الموضة والذوق النسائي! وهذا ما جعل الكثيرين من الأخصائيين الاجتماعيين والإعلاميين يطرحون هذه الظاهرة في وسائل الإعلام ويحذرون من (صرعات العبايات) على اعتبار أنها جعلت العباءة النسائية تأخذ شكلا لا يؤدي الغرض المراد من ارتدائها، وأن بعض أشكال هذه العباءات مثيرا للانتباه. جذابة وملفتة للنظر يقول عبد الله محمد- بائع في متجر للعباءات: «يتزايد الطلب على العباءات الجديدة بالموديلات الحديثة ففي كل موسم يوجد نوع وشكل معين من العباءات، وأكثر زبائننا من الشابات، ونصمم حسب الطلب بكميات كبيرة ونعرض أحدث التصاميم لجذب الزبونات، فهناك موديلات الحرير وبعدها نزلت موضة العباءة «الشبح» وهي عباءة واسعة من جهة الكتفين وفضفاضة، وهناك عباءات لهن سلاسل من عند المعصم، وعباءات ذات تطريز على الظهر (الرائجة والأكثر طلبا) لأنه في كل عام تتغير الأشكال والرسومات، وبعض الفتيات يطلبن عباءات عليها أشكال غريبة، وبعضهن يطالبن برسوم (التنين أو الثعابين) كما أن البعض منهن يضعن ألوانا ملفتة للنظر لكي تكون جذابة ومثيرة خصوصا في المناسبات والاحتفالات». يضيف: «يتم استيراد أقمشة العباءات من الأسواق الآسيوية، وفي السنوات الماضية لم تكن هذه الموديلات ولا حتى أنواع القماش موجودة بل كانت العباءات العادية ذات اللون الأسود الأكثر رواجا، ولا يتم طلب قماش من الحرير على حسب الدرجات مثل ما هو الوضع الآن، فهناك حتى للقماش مسميات ومنها «لكزس» وهو الأكثر شهرة، كما أن لكل دولة أشكالا وموضة مختلفة عن الدول الأخرى، حيث أن السعوديات يختلفن عن البحرينيات وكذلك القطريات، ولكل مجتمع أزياء تتناسب مع العادات وطبيعة الناس، ولذلك فإن العباءة القطرية تكون مناسبة للفتيات من قطر، ولكن عندما تأتي نساء من الدول المجاورة يطلبن عباءات أهل قطر لكي يلبسنها في بلدانهن، ويعرفن بأنهن جلبنها من سوق الدوحة بحثا عن الاختلاف والتغيير». تنويع ومسايرة للموضة بعض الفتيات يشترين العباءات كهدايا عند السفر، كما أصبحت النساء غير الخليجيات يطلبن العباءات الخليجية أيضا ويرتدينها، وحتى النساء الأجنبيات يشترين العباءات، باعتبارها زيا عربيا يحتفظن به للذكرى لأنه من بلاد العرب ولا وجود له في بلادهن. يقول أحد باعة العباءات: «لا توجد فتاة أو امرأة لا ترتدي العباءة، لذلك تجد صنعتنا وتجارتنا رواجا كبيرا في الأوساط المحلية، ونحرص على التنويع والابتكار ومسايرة الموضة، لكي نحافظ على مستوانا وزبائننا ولكن نعترف بأننا مقلدون، حيث أنه عندما يطرح المصممون أو دور الأزياء والمحال الكبيرة أنواعا معينة نجد أن النساء والفتيات يطلبنها منا حيث أننا نتقاضى سعرا أقل، فغالبية النساء تشتكين من ارتفاع أسعار العباءات وخصوصا التي تنزل حديثا، إذ يصل سعر العباءة إلى آلاف الريالات، ولكن هذا النوع له زبائن من ذوات الطبقة المخملية، كما أنها تكون مطلبا لمن يجهزن للعرس، فيما الأكثر طلبا هي العباءة التي لا يتعدى سعرها 600 ريال، وتحتوي على أشكال وتطريز معين سواء من جهة اليدين أو من الظهر، كما أن بعض العباءات تكون مطرزة بالكريستال أو السلاسل و رسومات بألوان مختلفة، ويطلبن ويشددن علينا أن لا نخيط مثلها مجددا»! عادات وتقاليد تقول مريم محمد: «يعرف أن النساء يقدرن الأناقة ويحرصن حرصا تاما على الاهتمام بزيهن، لذلك فالعباءة جزء من أناقة المرأة الخليجية، ومن البديهي أن تصبح العباءات مثل الفساتين لها موديلات وتصاميم، وتكون بأشكال مختلفة حسب الذوق وعلى حسب ما يليق بمن ترتديها، فهناك عباءات ضيقة وأخرى واسعة، وحسب اللون والشكل والتصميم والتطريز يختلف سعر العباءة، ولا تبالي المرأة في دفع ثمن ما يعجبها، مقابل أن تحصل على نوعية جيدة وأنيقة وتظهرها بمظهر حسن.. وللموضة دور كبير في تحديد شكل العباءة ونحن نعرف المرأة من عباءتها إن كانت أنيقة أو صاحبة ذوق وتجاري الموضة أم لبسها قديم، ولأننا في مجتمع محافظ نحاول أن نتفنن في العباءات لأننا لا نقدر على الظهور بملابسنا، بل إن العباءة شيء أساسي في حياتنا وبعض الفتيات يفضلن العباءات المزركشة والمتدلي منها الحلقات والأحجار، فالعباءة بتلك الألوان خرجت عن نطاق مفهومها المعروف وهو تغطية المرأة وليس الزينة، وفي كل الأحوال لا تخرج هذه الزينة والأزياء عن العادات والتقاليد، وتبقى في دائرة المسموح به». رفاهية وترف تقول ظبية النعيمي: «لا أحبذ النقد اللاذع الذي يقوم به البعض، حيث لا تقدر الفتاة أن لا تهتم بهندامها وخصوصا عندما تكون موظفة، وعليها أن تغير من لبسها وعباءاتها شبه يوميا، ولا يمكن أيضا أن تبقى بعباءة واحدة، والبعض لكي ترتاح من هذا الهم ترتدي العباءة «السادة» بلا تطريز أو أي إضافات، فلا تلفت الانتباه وتنأى بنفسها عن النقد، وتريح عقلها من التفكير بالجديد من الموضة، والبحث عن أشكال مميزة، أو البحث عن التنويع والتغيير بين الحين والآخر، كما أن بعض الشابات من الطالبات الجامعيات يحبذن أن يظهرن بالمظهر الحسن أمام زميلاتهن، ويكتسبن معرفة من بعضهن البعض بأبرز الموديلات والمصممين المشهورين، وبعضهن تجلب عباءاتها من الخارج فالمعروف عنا أننا شعب نحب الرفاهية والترف، لذلك تدخل العباءة ضمن هذه الأجواء، وتكون ركنا أساسيا وعنوانا للأناقة أكثر من كونها سترا وغطاء وزيا رسميا».
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©