الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللغة العربية·· خط الدفاع الثقافي الأول والأخير

اللغة العربية·· خط الدفاع الثقافي الأول والأخير
5 يونيو 2008 01:15
وفي المائدة المستديرة التي نظمتها جامعة القاهرة ضمن الاحتفال بمئويتها تحدث د· عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ''ايسيسكو'' عن أهمية اللغة العربية كأداة للحوار والتحديات التي تواجهها وحالة التدني اللغوي في الأمة وتوظيف التكنولوجيا لتطوير مناهج اللغة ومسؤولية التعليم والإعلام وتعريب العلوم ودور اللغة في تأكيد الهوية· وعاء الفكر ودعا د· محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى وضع برامج محددة للنهوض باللغة العربية على كل المستويات، وقال إن اللغة العربية هي وعاء الفكر وأداة التواصل والحافظة لتراثنا وثقافتنا، وقد كانت شعلة العلم حتى القرن الثالث عشر الميلادي، وسبقت في حضارتها كل اللغات الحية، ولكن في السنوات الأخيرة تراجع العرب عن مكانتهم العلمية بالإضافة إلى الهجمة الشرسة على اللغة العربية من أعدائها· وأكد أن هناك قوى تحتية أو خفية تتربص باللغة العربية مشيراً الى ما يجري على الساحة اليوم من انتشار العامية بصورة لم يسبق لها مثيل وانتشار لغة غريبة على ألسنة الشباب وانتقال هذه اللغة الى الفضائيات وإلى كل أوجه الحياة المختلفة· وقال إن اللغة العربية تواجه مأزقاً حتى في المؤسسات التعليمية مشيراً الى وجود 250 مدرسة في مصر تعتمد في كل مناهجها من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية على اللغات الأجنبية بمنأى عن العربية والأزمة تبدو أكثر خطورة في التعليم الجامعي حيث إن نصف الطلاب في مصر يتعلمون باللغات الأجنبية· وشدد على أن اللغة العربية يجب أن تكون أداتنا في الحوار مع الآخر أو مع ذاتنا· والمهم أن نعني باللغة ونطورها ونجعلها قادرة على أن تكون لغة العصر والعلوم والحضارة لنتمكن من محاورة الآخر دون أن نشعر بأي تقصير أو أن نلجأ للغة أجنبية لنعبر عما نريد· وأشار الدكتور محمود حافظ إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها مجمع اللغة العربية لتطوير اللغة وتحديثها مؤكداً أن العربية في طليعة لغات العالم من حيث انتشارها أو الناطقين بها ولابد من التفاؤل بمستقبل اللغة العربية وهناك دول عربية نجحت في تعليم الشعب باللغة العربية مثل سوريا التي سبقت غيرها· وأكد أن مجمع اللغة العربية في مصر نجح في تعديل تشريعي ينص على أن تصبح اللغة العربية ملزمة للهيئات المختلفة في الدولة مؤكداً أن العربية باقية إلى أبد الآبدين فهي لغة القرآن الكريم والذكر الحكيم· ووصف د· عبدالله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة اللغة العربية بانها ''بيت الكينونة'' ومن يضحي بها يضحي بشرف أمته وذاكرتها ولابد أن يحاسب والاستهانة باللغة العربية لا يكون من تآمر الآخر فحسب بل من بعض أبنائها· وقال إننا أمام ظاهرة من ظواهر ''الاستلاب الحضاري'' لأن اللغة ليست فقط لغة إبداع وشعر وأدب وحضارة وإنما هي كل ذلك كما انها لغة علم لأن العرب كانوا يبدعون العلم بالعربية ولابد أن نتجاوز محنة التشخيص الى البحث عن حلول ونبتعد عن الخطب الرنانة إلى برامج عمل يحسن فيها تحديد الأهداف والمتابعة والمراجعة ونقد الذات· وأضاف أن أحد المشاكل التي تواجه العرب عند مناقشة أي قضية هي ثقافة التنظير وهي تختلف عن ثقافة الإنجاز، مشيراً إلى ما طرح في ''اليونسكو'' قبل نحو شهرين حول تخوف بعض الأمم من اندثار بعض اللغات لكن العربية ليست من بينها، وهذا لا يعني أن نطمئن بل علينا دائما أن نذكر قانون ابن خلدون اللغوي ''إذا عز القوم·· عزت لغتهم''· وحول دور القيادات والحكومات في الحفاظ على اللغة من خلال الوثائق القومية والتشريعات قال التطاوي إن كثيراً من دول العالم تبحث عن كيانات كبيرة تحتمي فيها وربما لا تملك المقومات ونحتاج إلى أن نشعر بقيمة ما نملك ونحترم ما ترك السلف وربما نحتاج لصدمة حضارية لاستعادة التوازن بالشكل المناسب· واستنكر حالة التراجع الثقافي والعلمي العربي قائلا: إلى متى سنظل نصاب بالدهشة من الإنجاز الثقافي والحضاري الذي يجري حولنا ونحن أمة ''إقرأ'' أمة ''العلم'' ويكفي أن خطابنا الديني دائما لأولي الألباب وأولي النهي وأين نحن من عنصر الصعود والترقي بين الأمم وقد كنا من قبل حريصين عليه وعلى كل المستويات· والتحدي الحقيقي للناطقين باللغة العربية هو أن نتحول إلى مرحلة الإنجاز· وقدم د· عبدالله التطاوي عدة مقترحات للنهوض باللغة العربية والتعليم منها تدارس تجارب الدول العربية في إعداد وثائقها القومية المطورة للأخذ بأفضل ما ورد في كل منها، ووضع أجندة عمل عربية شاملة تضم بنداً واحداً أمام وزراء التعليم والثقافة والإعلام العرب حول أزمة اللغة العربية والخروج ببرامج عمل محددة تتبنى تطبيق المعايير الدولية في تعليم اللغات باعتبارها جزءا من أمننا المجتمعي والإقليمي والقومي ووضع جداول ميسرة للأخطاء الشائعة في الأداء اللغوي والإملائي والنحوي والسياقي مع وضع معاجم ''جيب'' صغيرة للغة في إطار الاستعمال العصري اليومي على غرار معاجم اللغات الأجنبية· لغة الاستعمار وركز د· سامي نجيب رئيس جمعية لسان العرب على تأثير الاستعمار في طمس الهوية واللغة العربية مشيراً إلى فرض المستعمر لغته وثقافته على الشعوب المحتلة كما حدث في بلاد المغرب حيث انتشار اللغة الفرنسية وفي مصر حيث فرض الإنجليز لغتهم وجاءت حركات التحرر في صالح اللغة العربية التي بدأت تستعيد مكانتها· وأشار إلى دور جمعية لسان العرب في محاولة تحرير اللغة العربية من بعض القيود حيث نادت من منبر جامعة الدول العربية برفع يد وزارات التعليم عن منبر مجمع اللغة العربية· واقترح أن يكون مجمع اللغة العربية المصري تابعاً لرئيس الوزراء بسبب تشعب القضايا وتنوعها مؤكداً على أهمية أن يتدخل المجمع في المناهج التعليمية· وطالب د· محمد يونس الحملاوي نائب رئيس جمعية تعريب العلوم بأن يسعى علماء اللغة والمختصون في أي مؤتمر أو ندوة إلى تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وألا يتذرعوا بضرورة صدور قرار علوي، مشيراً إلى أن أحد أمراضنا في العالم العربي أننا ننتظر شخصاً ليفعل شيئاً حتى نتبعه·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©