الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاعران فلسطينيان يكتبان بالعبرية: هي لغة العدو·· لكننا نحبها

5 يونيو 2008 01:14
التقى مؤخرا الصحفي الإسرائيلي ميرون رابورت من صحيفة ''هاآريتز''، باثنين من الشعراء الشباب الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل: سماء شقراء ومحمد أغواني، وهما يكتبان الشعر باللغة العبرية· ولأنّ الشعر مرتبط بوجدان الشاعر، يستمد صوره ولغته من الجذور والمخزون الفكري والإرث الحضاري، فقد عبر الصحفي الإسرائيلي للشابين عن استغرابه اختيارهما اللغة العبرية لكتابة الشعر، عوضا عن لغتهما الأم أي اللغة العربية، فكان جواب سماء، وفق ما جاء في ترجمة فرنسية للمقال بمجلة ''كورييه انترناسيونال''، قولها: ''تعلمت اللغة العبرية منذ نعومة أظفاري، وهي لغة أحبها''· في حين علّل الاغواني اختياره بقوله إنه من الأسهل بالنسبة له أن يعبر عن آلامه وأحزانه بالعبرية''· أبعد من الفخر والعار يذهب الصحفي الاسرائيلي إلى التأكيد في مقاله على أن الكاتب الروسي فلاديمير ناباكوف كان كاتبا فذا باللغة الانجليزية، كما أن التاريخ اليهودي يزخر بقائمة طويلة لشعراء يهود برعوا ونبغوا في كتابة الشعر باللغات الالمانية والروسية والعربية، وأورد ميرون رابور قول كل من الشاعر والشاعرة بأن كتابتهما بالعبرية ليس مدعاة للفخر أوللعار، فالأغواني يحمد الله كل يوم، حسب تعبيره، لأنه ولد عربيا وفلسطينيا في يافا، ولكنه حزين لأن لا فريقا وطنيا لكرة القدم يمثله، ولا نشيدا رسميا يعبر عنه· لكنّ سماء لها رؤية اخرى، فهي ترى أنّ إخلاصها لشعبها يمثل الدافع لها للكتابة بالعبرية لأنها اللغة الأكثر ملاءمة بالنسبة لها للتعبير عن جراحها· في قلب النزاع·· ولكن الشاعر الأغواني اكتشف اللغة العبرية متأخرا، إذ لم يكن له جيران يهود، في حين أن سماء شقراء سكنت في حي يقطنه جيران يهود، ثم اختارت أن تدرس في مدرسة يهودية· لأن أمها تعتقد أن من يدرس بمدرسة يهودية له حظوظ أوفر في الحصول على عمل، ولكن التعايش في هذا النوع من المدارس لم يكن ابدا أمرا يسيرا، حسب شهادة سماء نفسها، فالكثير من أولياء التلاميذ اليهود احتجوا على وجود تلاميذ عرب فلسطينيين مع أبنائهم، ونظموا مظاهرات احتجاج· يعترف الشاعران في حديثهما مع الصحفي الإسرائيلي بأن الكثير من العرب الفلسطينيين في إسرائيل يلومونهما لكتابة الشعر بالعبرية، لغة العدو، ولكن سماء تقول: ''نحن فعلا في قلب النزاع، ولكن العبرية، قبل ان تكون لغة العدو، هي لغة أحبها''· يشار إلى أنّ الصحفي ميرون روبرت الذي التقى الشاعرين، كان طُرد قبل سنوات من صحيفة ''يديعوت احرونوت'' بسبب مقال له نشر بعنوان 'شارون لا يقول الحقيقة''، ثم انتقل للعمل في جريدة ''هاآريتز''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©