السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي بن تميم: قواعد الحجب والمنح واحدة

علي بن تميم: قواعد الحجب والمنح واحدة
20 مارس 2014 11:49
أبوظبي (الاتحاد) - عشية إعلان الفائزين التسعة النهائيين في دورتها الثامنة، تكون جائزة الشيخ زايد للكتاب قد كرّست للعام الثاني على التوالي قاعدة المرور بالقائمتين الطويلة والقصيرة للمرشحين المتنافسين. وفي رأي الدكتور علي بن تميم الأمين العام للجائزة، فإن هذه الآلية الجديدة التي اعتمدتها الجائزة، ليست مجرد تقليد للجوائز العريقة الأخرى، وإنما هي أمر نابع من عمق التراث العربي عندما اختيرت عيون القصائد من قائمة طويلة، ثم اختصرت إلى قائمة أقصر سميت المعلقات. وإذا كان هذا الأمر يحقق عدالة بين المتنافسين، فإن تلك العدالة في رأي الدكتور تميم هي صنو للموضوعية، وللقواعد النقدية الصارمة التي تعتمدها الهيئة العلمية للجائزة، ولجان التحكيم ولجان القراءة. لقد كانت مهمة لجان القراءة هذا العام عسيرة، بعدما تقدم إليها في الفروع التسعة 1385 ترشيحاً، بنسبة نمو وصلت إلى 12% مقارنة بالدورة السابقة. فكيف أنجزت لجان التحكيم مهمتها؟ وما هي القواعد التي اعتمدتها؟ ومن سيكون الفائزون في الدورة الثامنة؟ عن السؤالين الأولين وغيرهما، يجيب الأمين العام للجائزة الدكتور علي بن تميم باستفاضة، أما السؤال الثالث فإنه يتركه في عهدة لجان التحكيم. ? تستعد جائزة زايد للكتاب لإعلان الفائزين بجوائزها في الشهر المقبل، فكيف تقيّمون مسيرة الجائزة خلال الأعوام الماضية؟ ? ? لقد حققت جائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي ترعاها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، منذ انطلاقتها عام 2007، مجمل الأهداف التي وضعتها لنفسها فيما يتعلق بدعم الإبداع العربي في مختلف المجالات وتكريم المبدعين المحليين. لقد كان هدف تشجيع المبدعين والمفكرين في مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية، هو الهدف الأسمى الذي وضعته الجائزة، انطلاقا من المبادئ العظيمة التي التزم بها وعمل من أجلها، الرجل الذي تحمل الجائزة اسمه مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله). ومن يتابع مسيرة الجائزة خلال السنوات الماضية، ومن خلال الأسماء العلمية والأدبية فضلا عن المؤسسات العريقة والجهات الاعتبارية التي حملت جوائزها، يلاحظ أن الجائزة بفروعها، قد استطاعت بالإضافة إلى تكريم المبدعين والمفكرين المساهمة في تشجيع النشر العربي وحث الناشرين على تقديم كل ما يساهم في الارتقاء بالعقل العربي ويرفد الثقافة العربية، بما هو جديد ومميز ومواكب لقضايا العصر. ويتبدى ذلك بالدرجة الأولى في مجالات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: تنشيط حركة الترجمة الجادة ودعم الأعمال المميزة التي تسهم في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الوطن العربي، والاهتمام بأدب الطفل العربي وحض الكتاب المختصين على طرق المجالات الإبداعية التي تسهم في تنمية عقل الطفل العربي وإنارة وعيه من أجل خلق جيل واع لقضايا العصر. استعدادات ? أين أصبحت استعدادات الجائزة، لإعلان نتائج مسابقات فروعها لهذا العام؟ ? ? في الواقع عقدت قبل أيام الهيئة العلمية للدورة الثامنة من جائزة الشيخ زايد للكتاب اجتماعاتها في أبوظبي، لدراسة تقارير لجان التحكيم في فروعها التسعة، وفحص الأعمال المرشحة لعرضها على مجلس أمناء الجائزة، لاعتمادها. وقد تمت خلال الاجتماعات دراسة تقارير لجان التحكيم وفحص الأعمال المرشحة وإعداد القوائم القصيرة في فروع الجائزة التسعة. وقد تميزت المشاركات بالثراء والتنوع، وبلغ عددها في الفروع التسعة 1385 ترشيحاً، بنسبة نمو وصلت إلى 12% مقارنة بالدورة السابقة. وتعتمد الهيئة العلمية في تقييماتها على النظر في تقارير لجان التحكيم، ودراسة توصياتها وقوائم الترشيحات الطويلة، قبل وضع القوائم القصيرة لفروع الجائزة، تمهيداً لرفعها إلى مجلس الأمناء، الذي يرأسه الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس أمناء الجائزة، لاعتمادها، على أن يتم الإعلان عن الفائزين في شهر أبريل (نيسان) المقبل، وتقديم الجائزة في احتفالية ثقافية وفكرية كبيرة تقام يوم 4 مايو (أيار) بالتزامن مع معرض أبوظبي للكتاب. قائمتان ? لجأتم منذ دورتين إلى اعتماد آلية القائمة الطويلة والقائمة القصيرة، فهل تجدون أن هذه الآلية تخدم أهداف الجائزة، وتحقق المزيد من التنافس بين المرشحين؟ ? ? في الحقيقة أن اعتماد هذه الصيغة، أو الآلية، نابع بالدرجة الأولى من تجارب عريقة في التراث العربي. ولعلنا كلنا نعرف أن أبرز مثال على آلية هذا الاختيار يتمثل في منتخبات الشعر العربي وتكريم الشعراء. والمرجعية الأبرز في هذا المجال هي المعلقات السبع التي اختيرت بعناية من بين مئات أو ربما ألوف القصائد، فأصبحت أول قائمة قصيرة في تاريخ الآداب والفنون على مستوى العالم. ونحن نرى أن أغلب الجوائز العالمية، تعتمد صيغة القائمتين الطويلة والقصيرة، وفي ذلك توسيع لقاعدة الفائدة بين جموع القراء من ناحية، وتوسيع قاعدة العدالة بين المرشحين والمتنافسين في ناحية ثانية. فمجرد وصول المرشح، إلى القائمة الطويلة، ومن ثم إلى القائمة القصيرة، هو اعتراف علمي موضوعي بمنجزه الإبداعي، على طريق الوصول إلى الجائزة النهائية، حتى وإن لم يصل إليها. يضاف إلى ذلك كله، أن آلية القائمتين، الطويلة والقصيرة، توفر للجائزة نفسها نوعاً من التواصل الدائم بينها وبين المهتمين من مبدعين وقراء. دينامية ? تحتل الجائزة بين الجوائز العربية الشبيهة، مكانة مرموقة، فهل ترى أن الجوائز قادرة على دفع الحركة الثقافية، وحركة التأليف والنشر، إلى تحقيق الحيوية وتجاوز معرقلاتها؟ ? ? نعم، هذا هو الهدف والمبرر الأول لإقامة الجوائز الأدبية سواء في العالم أو على الصعيد العربي. وقد حققت الجوائز المرموقة هذا الهدف بنسب متفاوتة. ومما لا شك فيه أن الجوائز عندما تعلن قوائم المرشحين إليها، والفائزين بها، تخلق دينامية مشهودة سواء في حركة النشر أو على مستوى الترويج للمنتج الأدبي أو العلمي. وبالأرقام، نستطيع أن نعرف أن كل الكتب التي فازت بالجوائز الأدبية أو العلمية، حققت نسب مبيعات عالية جدا سواء في الغرب أو في منطقتنا العربية. ولم تشذ جائزة الشيخ زايد للكتاب عن هذه القاعدة، فحققت نجاحات مشهودة في مسألة دعم حركة التأليف والنشر، وبث الحيوية في الحركة الثقافية عموماً، وهو ما يؤكده على كل حال الفائزون بالجائزة في فروعها التسعة، والأرقام التي حققتها مبيعات كتبهم. حجب ? خلال السنوات الماضية تم حجب الجائزة في بعض الفروع، فهل يدل هذا الأمر على ضعف الإنتاج الثقافي والفكري العربي في المجالات المعنية، أم أنه ينحصر في ما تتلقاه الجائزة من ترشيحات؟ أريد أن أؤكد في معرض الإجابة عن هذا السؤال، الذي كثيرا ما يطرح في بعض الأوساط الثقافية والإعلامية، أن الحجب هو حكم موضوعي مثله مثل المنح. وهو يدل بلا مواربة، على أن ما وصل إلى لجان القراءة في الجائزة لم يرق إلى مستوى المعايير العلمية والأكاديمية التي وضعتها وأعلنت عنها. إن الأحكام التي تصدرها الجائزة، تصدر بمجملها عن قواعد ورؤى نقدية، ويتم اعتمادها من هيئة واسعة من المحكمين يتراوح عددها بين 30 و40 محكماً، لذلك فإن كل ما يصدر عنها، لا يمكن إلا أن يكون معبرا عن النزاهة والموضوعية بعد فحص دقيق للمادة المعنية. وبالتالي فإن الأحكام التي تنطبق على المنح هي نفسها التي تعتمد في الحجب. أما ما يشير إليه السؤال من أن ذلك قد يكون له علاقة بضعف الإنتاج بشكل عام، فالجواب هو أننا معنيون بما يصل إلينا، وليس بما لا يصل. حتى اليوم تبدو آلية الترشيح للجائزة، غير واضحة المعالم، أو أنها غير معروفة على نطاق واسع، فهل تتم الترشيحات عن طريق الأفراد في الواقع، تستقبل الجائزة الترشيحات بمختلف الطرق الممكنة. إذ قد يكون الترشيح من قبل المؤلفين أنفسهم، أو من قبل الناشرين، أو من قبل المؤسسات العلمية والأكاديمية. المهم أن تستوفي الترشيحات الشروط الموضوعة من قبل الجائزة. حوار ? حققت الجائزة حضورا لافتا على الصعيد العالمي، خصوصا لجهة اختيار مستشرقين لنيل جائزة شخصية العام الثقافية، بالإضافة إلى الندوات العديدة التي أقيمت في عواصم العالم.. فهل تجدون أن الجائزة استطاعت أن تلعب دورا في صياغة حوار جديد بن الحضارات؟ ? ? يمكننا القول إن الجائزة تمكنت خلال الأعوام الماضية من أن تصبح جسرا من جسور التواصل بين الثقافات والآداب بجذورها المتباينة، ومنصة للحوار والتقارب بينها. وهي في هذا الإطار تنهض بدور ريادي في تشجيع المواهب الشابة، وتحفيز المؤسسات والهيئات ومراكز البحوث ودور النشر العربية وغير العربية، التي ترعى الإبداع والثقافة وترسخ القيم الإنسانية القائمة على الحوار والتسامح. هذا من جانب، أما من الجانب الآخر، فإننا نسعى إلى تشجيع الحضارات والثقافات الأخرى على الانفتاح على الثقافتين العربية والإسلامية، وإلى إيجاد فرص للقاء والتواصل بين حضارتنا والحضارات الأخرى. وعلى هذا الأساس كان الانفتاح من جانبنا في السابق على اللغة الإنجليزية بآدابها وأعلامها، بينما هذا العام فإننا نعتمد اللغتين الروسية والإيطالية، وسوف نعلن قريباً عن اللغة التي اخترناها للعام المقبل. إن الحوار بين الحضارات هو معيار أصيل في ثقافة الانفتاح على الآخر، وهو هدف لا ينحصر فقط بجهة رسمية، أو بهيئة مختصة، إنه جهد ثابت يقع على عاتق المهتمين بالدرجة الأولى بالثقافة بكل تجلياتها، ووفق هذه الرؤية تولي جائزة الشيخ زايد للكتاب أهمية كبرى من أجل ترسيخ ثقافة الانفتاح والتلاقي. ? هل تعتبر معايير اختيار أعضاء لجان التحكيم وقبول الترشيحات واختيار الفائزين، ثابتة أم أنها تخضع للتغيير من دورة إلى أخرى؟ ? ? من حيث المبدأ، فإن القواعد والمعايير لا تتغير، ولكنها خاضعة للتطوير، والقبول بكل جديد بما يحقق الموضوعية. أما أعضاء لجان التحكيم أنفسهم، فإن نسبة منهم تتغير وتتبدل من عام إلى آخر، وفقاً لظروف خاصة، فضلاً عن الرغبة في التنويع والتجديد. فروع الجائزة 1 - جائزة الشَّيخ زايد للتنمية وبناء الدولة جائزة تقديرية تشمل المؤلَّفات العلمية في مجالات الاقتصاد، والاجتماع، والسياسة، والإدارة، والقانون، والفكر الديني، من منظور التنمية وبناء الدولة، وتحقيق التقدُّم والازدهار، سواء كان ذلك في الإطار النظري أو بالتطبيق على تجارب محدَّدة. 2 - جائزة الشَّيخ زايد لأدب الطفل والناشئة جائزة تشجيعية تشمل المؤلَّفات الأدبية، والعلمية، والثقافية المخصَّصة للأطفال والناشئة في مراحلهم العمرية المختلفة، سواء كانت إبداعاً تخييلياً أم تبسيطاً للحقائق التاريخية والعلمية في إطار فني جذاب يُنمِّي حب المعرفة والحس الجمالي معاً. 3 - جائزة الشَّيخ زايد للمؤلِّف الشاب جائزة تشجيعية تشمل المؤلَّفات في مختلف فروع العلوم الإنسانية، والفنون، والآداب، بالإضافة إلى الأطروحات العلمية (المنشورة في كتب) على ألا يتجاوز عمر كاتبها الأربعين عاماً. 4 - جائزة الشَّيخ زايد للترجمة جائزة تقديرية تشمل المؤلَّفات المترجمة مباشرة عن لغاتها الأصلية من اللغة العربية وإليها، بشرط التزامها بأمانة النقل، ودقَّة اللغة، والجودة الفنية، وأن تضيف جديداً للمعرفة الإنسانية، وللتواصل الثقافي. 5 - جائزة الشَّيخ زايد للآداب جائزة تقديرية تشمل المؤلَّفات الإبداعية في مجالات الشِّعر، والمسرح، والرواية، والقصَّة القصيرة، والسيرة الذاتية، وأدب الرحلات، وغيرها من الفنون. 6 - جائزة الشَّيخ زايد للفنون والدراسات النَّقدية جائزة تقديرية تشمل دراسات النَّقد التشكيلي، والنَّقد السينمائي، والنَّقد الموسيقي، والنَّقد المسرحي، ودراسات فنون الصورة، والعمارة، والخط العربي، والنحت، والآثار التاريخية، والفنون الشَّعبية أو الفلكلورية، ودراسات النَّقد السَّردي، والنَّقد الشِّعري، وتاريخ الأدب ونظرياته. 7 - جائزة الشَّيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى جائزة تقديرية تشمل جميع المؤلَّفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم الإنسانية، والفنون، والآداب بمختلف حقولها ومراحل تطوُّرها عبر التاريخ. 8 - جائزة الشَّيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية جائزة تشجيعية تمنح لدور النشر والتوزيع الورقية، ولمشاريع النشر والتوزيع والإنتاج الثقافي، الرقمية، والبصرية، والسمعية، سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة لأفراد أم لمؤسسات. 9 - جائزة الشَّيخ زايد لشخصية العام الثقافية جائزة تقديرية تُمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة، وعلى المستوى العربي أو الدولي، بما تتميز به من مساهمة واضحة في إثراء الثقافة العربية إبداعاً أو فكراً، على أن تتجسَّد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة، والتسامح، والتعايش السِّلمي. القيمة المادية للجائزة تمنح جائزة الشيخ زايد للكتاب للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وذلك وفق معايير علمية وموضوعية. وتبلغ القيمة المادية للجائزة سبعة ملايين درهم إجمالاً، حيث يمنح الفائز في كل فرع جائزة مالية قدرها 750 ألف درهم وميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة المعتمد، إضافة لشهادة تقدير للعمل الفائز. في حين تبلغ القيمة المادية لجائزة شخصية العام الثقافية مليون درهم. وتشرف على الجائزة لجنة عليا ترسم سياستها العامة ومجلس استشاري يتابع آليات عملها. وتقوم على أسس علمية وموضوعية لتقييم العمل الإبداعي، تعتبر الأكثر تنوعاً وشمولية لقطاعات الثقافة مقارنة مع الجوائز العربية والعالمية الأخرى. بعد تعيينه مديراً عاماً للجائزة سعيد حمدان: علينا الوصول إلى المبدع العربي الشاب جهاد هديب «إن تراكم الخبرات في مجال ما، يمنح المرء نظرة شمولية تجعله قادرا على تطوير العمل وإضافة أبعاده المؤسسية إليه، بما يصب في خدمة فكرته العامة وتصوره الأشمل عن الأهداف التي يودّ تحقيقها». بهذه الكلمات افتتح الكاتب الصحفي سعيد حمدان الزميل صاحب المقالة الأسبوعية في «الاتحاد» ردّه على سؤال يتعلق بأثر عمله الصحفي في مهنته إعلاميا فاعلا في العلاقات العامة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، هو الذي تمّ تعيينه مؤخرا مديرا عاما لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فيشغل هذا الموقع المؤثر بعد خمسة عشر عاماً من العمل المهني في الصحافة. وأوضح سعيد حمدان: «لقد أعطاني العمل الصحفي وتراكماته وما كان يحدث على جوانبه ويتعلق به جملةً من الخبرات، وأعترف أنها كانت تجربة غنية بالفعل ومنحتني الكثير، إذ ارتبطت بالجانبين التطبيقي الميداني والبحثي النظري والثقافي معاً، فأصدرت حتى الآن ثلاثة كتب: «موزاييك» وهو مقالات متنوعة، و«من وإلى أعماق الوطن»، و«أخطاء صاحبة الجلالة» وهو عمل بحثي في الأخطاء اللغوية والمطبعية الشائعة في الصحافة العربية عموماً والإماراتية تحديداً». وعن الفارق الذي لمسه بين العمل الصحفي المباشر في الجريدة اليومية وعمله في العلاقات العامة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أوضح سعيد حمدان: «ثمة اختلاف كبير بين الجانبين، إذ هنا، أي في الهيئة، ثمة حضور كبير وواضح للمؤسسة والعلاقات العامة المتعلقة بالجوانب العملية فيها». وعما تركته هذه الخبرات في نظرته للعمل الإعلامي عموما، قال حمدان: «بفضل الخبرات تتشكل لدى صاحبها نظرة شمولية لطبيعة عمل المؤسسة وتجعل نظرته مختلفة عن شخص آخر لديه خبرات موازية في حقل آخر، خصوصاً إذا تزاوجت هذه النظرة مع خبرة في العمل الإداري والاتصال والعلاقات الخارجية والتطوير الإداري بما يتضمنه من إدارة للأفراد، أيضاً يعزز ذلك من خلق صناعة جيدة للصورة الإعلامية الذهنية لدى الجمهور، تساهم في إعادة خلق المؤسسة إذا أضفنا لما سبق التركيز على الجانب الثقافي والفكري». أما عن مهمته الحالية مديرا عاما لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فقال حمدان: «حقيقة، هي مهمة باهظة وتخيف المرء، يكفي أنها تحمل اسماً بات الآن رمزاً عربياً وليس إماراتياً فقط هو اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله»، ذلك أنه إذ تترسخ هذه الشخصية في جائزة يعني أن عليك أن تساهم أكثر وتعمل أكثر في سبيل إبراز هذه الجائزة في طريق سعيك إلى أن تضيف شيئاً جديداً إلى جهود آخرين سبقوك في هذا الموقع». وأضاف: «أيضاً زايد يتمتع بمكانة خاصة لدى المثقف العربي وليس لدى رجل الشارع العربي وحده فقط، وهذا البُعد الرمزي هو واحد من الأسباب التي منحت القوة لهذه الجائزة منذ انطلاقتها، مثلما أنه واحد من أسباب تطورها باستمرار، لذلك فإنه في داخل تفاصيل الجائزة، كاللجنة العلمية مثلا أو مجلس الأمناء، يبقى الهدف الأسمى هو أن تظلّ الجائزة جديرة باسم الرمز الذي تحمل اسمه فتنقل جملة القيم الثقافية والإنسانية التي كان الرجل يصبو إلى تحقيقها خلال حياته محلياً وعربياً وعالمياً». أيضاً: «ساهم الاسم في زيادة شهرة الجائزة على الصعيدين العربي والعالمي فضلا عن المحلي، وعلى نحو سريع ما أعطاها خصوصية وحضورا قويين في الأوساط الأكاديمية العلمية والثقافية، فضلا عن المثقفين والمفكرين بوصفها جائزة تصل، عبر آليات الاتصال فيها، إلى الأفراد والمؤسسات المعنية بالثقافة وإلى المجتمع عموما وذلك في سياق محاولتها ترسيخ المساهمة في صناعة الإبداع وتنمية المشاريع الثقافية وتشجيع الشخصيات العلمية والثقافية على تبني ودعم المشروع العلمي والاهتمام بالثقافة والنتاج الثقافي والفكري على المستويين العربي والدولي». وكشف حمدان في هذا الصدد: «لقد أضيف مؤخرا فرع مهم للجائزة، يتمثل في منح جائزة للكتاب العربي المترجم إلى إحدى اللغات الحية في العالم، ما يعطي مؤشرا عن مدى الطموح الذي تسعى إليه الجائزة، أي سعيها إلى خلق حضور معرفي عربي في الثقافات الأخرى». وقال: «هذا كله يجعل الإحساس بالمسؤولية تجاه الجائزة كبيراً إذ عليك أن تساهم في دعمها ونشرها عالمياً، مثلما أن عليك أن تحافظ على مكانة الرمز الذي تحمل اسمه، وهذه ليست مسؤولية سهلة أبداً». وأضاف: «من الواضح أن الجائزة قد مرّت بمراحل وتطورات سابقة منذ دورتها الأولى وحتى السابعة، وتعيش الآن مرحلة من الاكتمال، وهي منجز مهم حققته الأمانة العامة للجائزة التي يرأسها الدكتور علي بن تميم وكذلك من خلال اللجنة العلمية وبدعم من مجلس الأمناء، وهذا كله يدفع المرء إلى السعي إلى المحاولة والاجتهاد في إضافة تعزز من حضور هذه الجائزة وترسخ من مكانتها في الأوساط والمجتمعات المعنية أينما وجدت». وفيما يتصل بحضور الأدب والمبدع الإماراتيين في الجائزة، علّق سعيد حمدان بالقول: «الجائزة، بحكم اسمها ومَنْ تحمل اسمه، معنية بتنمية الفكر في بعده العربي والدولي على مختلف الصعد، أي أن حضور الأدب والمبدع الإماراتيين يندرج في إطار هذا الانشغال للجائزة واهتمامها بالأدب والثقافة العربية على وجه العموم. وفي الوقت نفسه فقد استطاع المبدع الإماراتي بمنجزه الوصول إلى القائمتين الطويلة والقصيرة لفروع عديدة من الجائزة، مثلما استحقها في بعض الأحيان لا سيما صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي نال جائزة الشخصية الثقافية في إحدى الدورات». وحول المرحلة المقبلة من العمل قال سعيد حمدان: «إن المطلوب الآن هو تطوير آليات الاتصال ومدّ الجسور مع المعنيين بالجائزة والثقافة، بحيث تصل الجائزة إلى أوسع قدر ممكن من المؤسسات، وهذا ممكن، إنما من المطلوب أيضا الوصول إلى الجيل الشاب من المبدعين الإماراتيين والعرب، وأن تحفزهم على المشاركة في مختلف حقول الجائزة مثل أدب الطفل والترجمة وسواهما، دون أن يعني ذلك القفز على المعايير الصارمة للجائزة والتي ينبغي للمبدع الشاب أن يحققها في نتاجه، لأنه سيكون بالنسبة للجائزة من كتّاب المستقبل مثلما يمكن أن يكون واحداً من الفاعلين الحقيقيين في مؤسستها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©