ساركوزي: العقوبات على إيران تقترب

اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس ان وقت فرض العقوبات الجديدة على إيران يقترب بسبب الافتقار للحوار البناء معها. في وقت قالت مصادر ان ايران تقدمت بعرض جديد الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اقتراح تبادل اليورانيوم المنخفض التخصيب بالوقود النووي يتضمن كمية اقل وحدوث المبادلة في اراضيها. وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني هوجين تاو في بكين “ان الصين تأمل أن تمنح الحوار كل فرصة ممكنة، وفرنسا تتفهم هذا، والمسألة كلها تكمن في بحث أي مرحلة يجب أن يؤدي الافتقار للحوار البناء إلى العقوبات، والجميع مقتنعون بأن هذه اللحظة تقترب”. لافتا الى إبلاغه الرئيس الصيني بـ”أن تقدم إيران نحو التسلح النووي ربما يضر بالاستقرار العالمي”. وناقش الرئيسان الفرنسي والصيني ايضا ملفات اقتصادية ثنائية كالتعاون الثنائي في المجال النووي المدني الذي قال ساركوزي انه يريد احراز تقدم فيه، وسط وضع الحجر الأول لثاني مفاعل نووي للمياه الثقيلة (اي بي ار) باعته شركة “اريفا” الفرنسية الى الصين. كما اكد الرئيسان في بيان مشترك على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بعد الخلاف الذي استمر اشهرا حول مسألة التبت، والعزم على بناء شراكة استراتيجية شاملة تكون دائمة وسليمة ومستقرة ومنفتحة على العالم. وشدد ساركوزي على اهمية دور الصين على الصعيد العالمي، وقال “لدي اقتناع بأن النمو لن ينتعش من دون استقرار العالم وان استقرار العالم ليس ممكنا من دون مشاركة اكبر للصين”. واضاف “نحتاج الى صين تتحمل كامل مسؤولياتها وكامل مكانتها في العالم”. واضاف “سنعمل بنشاط كبير لاعداد الرئاسة الفرنسية لمجموعة العشرين من خلال التفكير بنظام نقدي جديد متعدد الاقطاب، وباريس وبكين ستفكران ايضا في تنظيم اسعار المواد الاولية”. الى ذلك، قالت مصادر ان ايران تقدمت بعرض جديد بشأن اقتراح الامم المتحدة الخاص بإرسالها 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج لاعادة معالجته وتحويله الى قضبان وقود نووي تصلح لمفاعل طهران بهدف تهدئة التوترات، لكن الشروط التي تقترحها لا تزال غير مقبولة بالنسبة للقوى الكبرى. واوضحت المصادر انه خلال اجتماع عقد الاحد الماضي عرض وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو اقتراحا جديدا بان تتم المبادلة في الاراضي الايرانية على ان تشمل كمية أقل من اليورانيوم المنخفض التخصيب عما ورد في اقتراح الوكالة الدولية، وتجري مبادلتها في نفس الوقت بنصف كمية الوقود المطلوبة للمفاعل على ان تصل باقي الكمية في وقت لاحق. وذكرت المصادر انه لم يتضح ما اذا كانت هذه الخطة ستقضي بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب الى خارج ايران وهو شرط رئيسي في اتفاق الوكالة الدولية. وقالت ان متكي أبلغ أمانو أيضا ان بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم الى مستوى يبلغ 20 في المئة. وقال مصدر مطلع على المحادثات “انهم يحاولون مجددا طرح تغييرات على اتفاق المبادلة.. انهم يريدون كسب الوقت لكنهم يعلمون. ان هذه الشروط لن تقبل”. واوضح مصدر آخر “هي في الأساس نفس الافكار التي طرحتها ايران من قبل وبناء عليه لم يحدث تقدم في هذه المسألة”. فيما قال دبلوماسي “ان الوكالة الدولية لا تجري مفاوضات وإنما تستمع إلى كل الأطراف”.