الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: إيران وإسرائيل.. والعرب

غدا في وجهات نظر: إيران وإسرائيل.. والعرب
10 مارس 2015 22:22

إيران وإسرائيل.. والعرب
استنتج محمد خلفان الصوافي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم أن مخاوفه من إيران غير حقيقية، بالنووي أو بدونه.. فالجانبان يتبادلان أدواراً على حساب العرب!
إيران وإسرائيل هما شغف وسائل الإعلام العالمية هذه الأيام. وإذا كان ظهور إيران مؤخراً زاد بشكل لافت للنظر رغم وجود العديد من الأحداث السياسية في المنطقة، فذلك يرجع لسببين رئيسيين: الأول يتعلق باستهداف السياسة الإيرانية للعرب وتدخلها في أوضاعهم السياسية والأمنية بشكل سافر، خاصة العراق وسوريا، حيث يبرز اسم «قاسم سليماني» باعتباره مَن يدير هاتين الدولتين. أما أحدث تغلغل إيراني، وربما أخطره، فهو في اليمن، إذ قد تصبح إيران شريكاً في «صناعة القرار» اليمني إذا ما تمكن الحوثيون من السيطرة على الحكم. لذلك فالمؤشرات لا تبشر بالخير فيما يخص مستقبل العلاقات الإيرانية العربية على المدى المنظور على الأقل.
أما السبب الثاني، فكان خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- المعروف عنه انشغاله بإيران خاصة في فترة الانتخابات البرلمانية- والذي ألقاه أمام الكونجرس الأميركي، حيث «أيقظ» الهواجس من مخاطر الوصول إلى اتفاق بين إيران ومجموعة (5+1) والمتوقع في نهاية هذا الشهر. هذا الخطاب، دفع إلى الاهتمام بإيران باعتبارها اللاعب الإقليمي «الأخطر» من دون السلاح النووي في المنطقة، فكيف سيكون الحال إذا ما امتكت ذلك السلاح؟!
الشيء الذي ينبغي الانتباه له أن نتنياهو بخطابه قاد حملة إعلامية ودعائية لمصلحة إيران في المنطقة. وقد رأى البعض أن هدف حملته ليس التحذير من إيران بقدر ما هو بناء إعجاب لهذه الدولة عربياً في جانبين، باعتبار أن إيران هي الوحيدة القادرة على إيقاف «تجاوزات إسرائيل». وبالتالي طالما أنها تمثل خطراً على وجود إسرائيل فهذا هو «عز الطلب». أما الجانب الثاني من خطاب نتنياهو فيؤكد أن إيران هي من تتلاعب بالأحداث في المنطقة، وهي معلومة تبدو أقرب للحقيقة، من خلال نشاطها السياسي الذي يبدو أنه مقنع للإدارة الأميركية، وتحاول الاستفادة منه في سبيل «الخلاص» من حالة الفوضى الأمنية القائمة في المنطقة.

معركة نتنياهو- أوباما في الكونجرس
يرى د. وحيد عبدالمجيد أن «معركة الكونجرس» في الأسبوع الماضي تتيح فرصة لفهم قواعد إدارة الخلافات الأميركية الإسرائيلية حين تبلغ أعلى ذروة لها في تاريخها، فقد وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منصة الكونجرس ذي الأغلبية الجمهورية لإلقاء خطاب، متحدياً إدارة الرئيس أوباما التي اعترضت على توجيه رئاسة مجلس النواب الدعوة إليه من دون تشاور وتنسيق معها.
فلم يصل الخلاف بين إدارة أميركية وحكومة إسرائيلية منذ 1948 إلى هذا المستوى الذي بلغه منذ أن أحبط نتنياهو جهود أوباما لتحريك عملية السلام عام 2009 بسبب الإصرار على الاستمرار في بناء المستوطنات.
وظل التباعد مستمراً بينهما إزاء سبل التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبشأن كيفية التعاطي مع أزمة برنامج إيران النووي، لكن الخلاف دخل مرحلة غير مسبوقة منذ توقيع الإطار المبدئي للمفاوضات بين مجموعة «5 + 1» وإيران، والمعروف إعلامياً باسم اتفاق جنيف، في 24 نوفمبر 2013.
فقد رفض نتنياهو هذا الإطار منذ اللحظة الأولى، لكنه لم ينجح في إقناع إدارة أوباما بسلبياته، فاتجه إلى التصعيد وصولاً إلى قبول دعوة الرئيس الجمهوري لمجلس النواب لإلقاء خطاب أمام الكونجرس من وراء ظهر أوباما.

الميليشيات ذريعة لـ«داعش».. وبالعكس
يقول رشيد الخيُّون: إرهاب الميليشيات وصل إلى حد بعيد، مع وجود ضباط إيرانيين يتصدرون قيادة الحشد الشعبي، أو جيش رديف ولاؤه المطلق لولاية الفقيه!
على عادة فقهاء الدِّين لا يُفتى ولا يُصرح إلا بعد سؤال، فيأتي الجواب، وقد سأل علي عباس البيضاني السَّيد مقتدى الصَّدر، بخصوص أفعال الميليشيات: «إن ما يشهده العراق من انفلات لكثير من الميليشيات المسلحة، والتي عاثت في الأرض فساداً، من قتل وخطف وانتهاك للحرمات، وخصوصاً في بغداد الحبيبة، بحيث أصبحت كأنها ثكنة عسكرية، فلم يعد أحد في مأمن، وآخر ما حصل في حادثة اغتيال الشيخ قاسم سويدان الجنابي مع مجموعة من مرافقيه، واختطاف أحد النواب في نفس الحادث.. وقد وقفتم ضد هذه التوجهات، لتحافظوا على وحدة العراق وأمنه. فما تعليقكم على هذه الرزية؟ جزاكم الله. 27 ربيع الثاني 1436» (موقع كتلة الأحرار الرسمي).
عرض لاستفتاء (17 فبراير 2015) قضية خطيرة، تحدث بها آخرون ووصفوا بأعداء للطائفة التي تنتسب إليها الميليشيات، حتى صار البيضاني، وهو من طائفة الميليشيات، ومن تيار أسس وجمد ميليشيات، ليس بآمن، فإثرها جمد الصدر «سرايا السلام» و«لواء اليوم الموعود» الذي استثني عندما جُمد «جيش المهدي» (2007)، وقد كان الفصيلان المسلحان مع «الحشد الشعبي»، على أمل أن يتحول إلى حشد وطني.

العرب في انتظار ما لا يأتي.. ومن يفتي!
يقول محمد أبوكريشة إن العرب أدمنوا لعبة الثوابت ورذيلة الرواسخ التي لا تقبل النقاش ففوجئوا بأن كل القطارات فاتتهم ووقفوا وحدهم في محطة مهجورة في انتظار ما لا يأتي.
هُناك فريضة أو فضيلة غائبة تماماً عن العرب ربما منذ مئات السنين، وهي فريضة أو فضيلة إعادة النظر، وإعادة ترتيب الأولويات في كل مجال خصوصاً في مجال الدين ومجال السياسة. والخطابان الديني والسياسي لدى العرب أُبتليا منذ زمن بعيد برذيلة أظنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن توقف نمونا العقلي والفكري. وهذه الرذيلة هي ما نسميه في أدبياتنا العجيبة «الثوابت» التي لا تقبل النقاش ولا التفاوض واللاءات الكثيرة التي جعلتنا أمة الفرص الضائعة، مثل لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف ولا مساس ولا مساومة ولا تنازلات. ومليون (لا) أخرى لا أكاد أحصيها.
في الدين لا يوجد سوى ثابتين لا يتغيران. ثابت الإسلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وثابت الإيمان: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)، سورة البقرة: الآية 285». وما عدا ذلك كل شيء قابل للنقاش وحضور الفضيلة أو الفريضة الغائبة، وهي فضيلة إعادة النظر وترتيب الأولويات والاجتهاد.
وفي الاجتهاد وإعادة النظر نختلف ومِنَّا مَنْ يخطئ ومِنَّا من يصيب. لكن لا ينبغي أن يقتل بعضنا بعضاً أو يكفر بعضنا بعضاً أو يتهم بعضنا بعضاً بالخروج عن الملَّة ما دمنا نجتهد تحت سقف (لا إله إلا الله محمد رسول الله) - والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©