الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيف بن زايد: الإعاقة لا تقف عائقاً أمام الإبداع ومساندة المعاقين واجب إنساني

سيف بن زايد: الإعاقة لا تقف عائقاً أمام الإبداع ومساندة المعاقين واجب إنساني
13 مارس 2011 23:32
أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن الإعاقة لا تقف عائقاً أمام الإبداع والإنتاج، وأن مساعدة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة واجب إنساني ووطني وشرعي، وليس عطفاً أو شفقة. وأشار سموه خلال افتتاح فعاليات مؤتمر أبوظبي العالمي الخامس لذوي الإعاقة “أكسس أبوظبي” مساء أمس إلى أن برامج إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة التي أنشئت العام 2002 لتجسيد الرؤية الإنسانية لقيادتنا العليا وتوجيهاتهم النبيلة بتأهيل وتدريب الدارسين في تلك المراكز من ذوي الاحتياجات الخاصة وإتاحة الفرصة لهم ليلتحقوا بمجالات العمل المختلفة، حيث بلغ عدد الذين انضموا لتلك البرامج حتى اليوم 457 متدرباً، عٌين منهم 183 في وزارة الداخلية وتم توظيف الباقي في سوق العمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة. وقال سموه خلال المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة تحت شعار “القيادة الملهمة لتحقيق رفاه المجتمع” إننا مؤمنون تماماً بواجبنا الأخلاقي تجاه تلك الفئة التي حرمتها الأقدار من نعمة السلامة الجسدية أو الذهنية دون أن تحرمها الإرادة والبصيرة أو تضعف من قدرتها على التعلم والعمل وتحقيق الذات، وهذا يجعلنا أمام التزام أخلاقي تجاهها بتوفير سبل الحياة الكريمة وتنويع المساعدات الإنسانية والابتكار في طرق ووسائل وآليات تقديمها لهم بحيث تكون مساعدة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معاني المودة والحب والاحترام والتقدير. ووجه سموه خلال المؤتمر الذي تستمر أعماله ثلاثة أيام دعوة لكل القطاعات والمنشآت في الدولة لفتح أبوابها وتوفير سبل التدريب والتوظيف لأخواتنا وإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الإنتاج من باب احترام قدراتهم وتقدير مواهبهم وليس من منطلق الشفقة على إعاقاتهم حتى يسهم الجميع في بناء هذا الوطن والمشاركة في مسيرة نمائه ورفاهيته. وقال سموه إن الإنسان كان دائماً محور اهتمام مؤسس دولتنا وباعث نهضتنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وعلى هذا النهج الإنساني سار قادتنا مقتدين به، وما زلنا بفضل الله نحصد ثمار زرعه ونجني الخير من بعده. وتابع سموه “لقد بين لنا الوالد أن القائد الملهم هو الذي يجد بذكائه ويبحث بحكمته عن الفكرة الخلاقة التي يمكن أن يجتمع الناس حولها ويقتنعون بضرورة التكاتف لتحقيقها، فلم يجد “رحمه الله” أفضل من الخير طريقاً للقلوب ولا جهداً أنبل من تقديم العون والمساعدة لمن يحتاجها. وعلى هذا الدرب سار خير خلف سيدي صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله وولي عهده الأمين على ذات الخطى والقيم الإنسانية تجاه المجتمع، ولم تنقطع مكارمه السامية تجاه كل فئات المجتمع وفي مقدمتهم إخوتنا وأخواتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولفت سموه إلى المساعي الحكومية الصادقة والجهود الكريمة التي يبذلها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتوفير كل سبل العيش الكريمة لهذه الفئة تدريباً وتأهيلاً وتوظيفاً. وتابع سموه: لقد تواصلت مسيرة الخير والعطاء في دولة الإمارات لتحقيق النهضة الاجتماعية الشاملة التي يسهم بها الجميع، وأوجدت دوراً منتجاً وفعالاً لأخواتنا وإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة تعتمد على اكتشاف مواهبهم وقدراتهم والعمل على الاستفادة منها في دعم عمليات التنمية بكل محاورها من خلال البرامج التأهيلية المختلفة لأن يكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع مثل غيرهم من الأصحاء، مؤكداً التزام الحكومة التام بتشغيل ما نسبته 3% من ذوي الاحتياجات الخاصة. وخلال الجلسة الافتتاحية، أكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية أن دولة الإمارات تقدم اليوم نموذجاً متطوراً للعالم فيما يتعلق برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينها من الاندماج في المجتمع بصورة فاعلة وعلمية. وأضافت القاسمي أن صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله يولي رعاية كبيرة وعملية لمسيرة هذه الفئات، ممن يعانون الإعاقات بمختلف أنواعها، وهي رعاية تجسدت بكثير من المبادرات النوعية في هذا المجال. ويبرز في مقدمتها إصدار القانون الاتحادي رقم (29) للعام 2006 بشأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يعد الأول من نوعه الذي يزيل جميع الحواجز التي تمنع ذوي الاحتياجات الخاصة من التمتع بحياة كريمة والحصول على الرعاية الشاملة في التعليم والصحة وخدمات إعادة التأهيل. وذكرت أن الدولة تقدم من خلال 49 مركزاً ومؤسسة قائمة لديها لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، منها 17 مركزاً في إمارة أبوظبي وفق إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية، جميع أنواع الرعاية والاهتمام لحاجات هذه الفئات لضمان حقهم في العيش الكريم وجعلهم أفراداً مؤثرين، متسلحين بالمهارات والمواهب، ومفعمين بالإيمان والثقة بالنفس للمساهمة بإيجابية في تنمية المجتمع. من جانبه، قال محمد محمد فاضل الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام لمؤسسة زايد العليا خلال الجلسة الافتتاحية إن المؤتمر يشكل نافذة علمية مهمة لنا جميعاً كمؤسسات وأفراد تعمل وتتعامل مع هذه الفئة الغالية من مجتمعنا، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها دولتنا، وما يصاحبها من تطور ونهضة مستمرة في كل قطاعات الحياة، وما يطرأ على العالم من تحولات سريعة في أنماط الحياة والتعليم والتدريب وتداخل الثقافات الناتجة عن تقدم التكنولوجيا والاتصالات والتقدم العلمي الذي يشهده العالم. وأكد الهاملي حرص مؤسسة زايد العليا على تنظيم المؤتمر بصفة دورية منتظمة، ترجمةً لدورها المتخصص في تقديم الدعم والرعاية الكاملة لأبنائنا من ذوي الإعاقة، حيث تتشرف المؤسسة بالعمل في تحقيق رؤية قيادتنا الحكيمة، وأن تكون شريكاً في تحقيق رؤية حكومة أبوظبي بالسعي نحو أن تكون واحدة من أفضل خمس حكومات في العالم. وأوضح الأمين العام أن اختيار موضوع المؤتمر “القيادة الملهمة لتحقيق رفاه المجتمع” أكسبه بعداً مميزاً بتبني موضوع القيادة محوراً رئيساً لأعماله، لأن النجاح في العمل الجماعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود قيادة متميزة تشرف على تخطيطه وتنسق جهود العاملين فيه، وتوجهها نحو الأهداف المرسومة، الأمر الذي يزيد من صعوبة المسؤولية الملقاة على القائد، لذا نهدف من مؤتمرنا إلى وضع كل شخص موضع القائد المسؤول عن عمله وأدائه باعتباره شريكاً في التطوير. وقدمت أمس خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البارونة البروفيسورة سوزان جرينفيلد، مديرة معهد مستقبل التفكير، وبروفيسورة في علم الصيدلة ورقة عمل بعنوان “قادة الجيل القادم”، تحدثت فيها عن عوامل تميز الأفراد، ودور البيئة في التأثير على أدمغة البشر. ويشارك في المؤتمر 300 شخص من الخبراء العالميين المتخصصين، ومؤسسات محلية في أبوظبي، حيث يوفر المؤتمر فرصة لتقديم وعرض نتائج البحوث العلمية والمشاركة بأفضل الخبرات في جميع المجالات. ويهدف المؤتمر بتبنيه لموضوع القيادة كمحور رئيسي لأعماله إلى وضع كل شخص موضع القائد المسؤول عن عمله وأدائه باعتباره شريكاً في التطوير، ويتحقق ذلك من خلال عرض أوراق عمل ثرية خلال جلسات اليوم وغداً، خاصة بالمفاهيم القيادية وتأثيرها على مستوى أداء الفرد ما سيساعد الفرد في تبني أفكار إبداعية للتطوير ومساعدة الكوادر على تقبل التغيير. تكريم كرم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يرافقه محمد محمد فاضل الهاملي في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، البارونة البروفيسورة سوزان جرينفيلد، والرعاة الرئيسيين للمؤتمر وهم نادي ضباط القوات المسلحة، القيادة العامة لشرطه أبوظبي، توازن الاقتصادي، وطيران الاتحاد. وتقدم أبناء المؤسسة من ذوي الإعاقة أصدقاء شرطة أبوظبي بهدية تذكارية إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان لحضور ورعاية ودعم سموه للمؤتمر ولمبادرات المؤسسة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©