سرمد الطويل، وكالات (بغداد)
فشلت القوات العراقية في إحراز تقدم في المحورين الجنوبي والجنوبي الشرقي لمدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، في المعارك التي استمرت في الفلوجة بأسبوعها الثالث، وسط سقوط المزيد من القتلى بين المدنيين، وكذلك بين عناصر الطرفين المتحاربين، تنظيم «داعش» من جانب، وقوات الجيش العراقي ومليشيات «الحشد الشعبي» والعشائر التي قتل 66 من عناصرها.
وقالت مصادر عسكرية عراقية، إن 8 من مليشيات «الحشد الشعبي» قتلوا وأصيب 14 آخرون في تفجير عربة عسكرية ملغمة يقودها انتحاري استهدف تجمعا للمليشيات في محيط الصقلاوية، أعقبته اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش»، وأضافت المصادر أن معارك كر وفر تشهدها مناطق وأحياء بمحيط الصقلاوية.
في السياق نفسه، تشهد الأحياء الجنوبية والجنوبية الشرقية للفلوجة مناوشات متواصلة، مع قصف جوي من قبل الطائرات الحربية للتحالف الدولي على المدينة ومحيطها، وقصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الطرفين. ولم تستطع القوات الأمنية، وفقاً للمصادر، إحراز أي تقدم في المحورين الجنوبي والجنوبي الشرقي منذ بدء عملية استعادة الفلوجة قبل 16 يوماً.
من جهتها، ذكرت مصادر أمنية بالأنبار أن 15 عسكرياً قتلوا، وأصيب 25 آخرون بمواجهات مع «داعش»، بعد محاولة القوات المشتركة التقدم باتجاه الفلوجة من محورها الجنوبي.
وذكرت مصادر عسكرية أن 30 فرداً من القوات المشتركة قتلوا وأصيب العشرات بهجوم واسع شنه التنظيم على تجمعات وثكنات مشتركة في منطقة السجر شمال شرق الفلوجة وشمالها.
وفي جنوب غرب الفلوجة، قتل 13 من القوات المشتركة و6 من التنظيم باشتباكات بمنطقتي الحصي وألبو هوى.
من جانبه، ذكر مصدر في الأنبار أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير معمل غاز الفلوجة، مضيفاً أن «القوات تواصل تقدمها لتحرير بقية مناطق المدينة».
وفي شأن متصل، أعلن أعضاء من مجلس محافظة الأنبار، أن المجلس تسلم عدداً من المعتقلين الذين بدت عليهم آثار تعذيب. وأكد المعتقلون المفرج عنهم أنهم تلقوا أشد أنواع التعذيب على يد ميليشيات «الحشد الشعبي».
وكان 605 من المعتقلين وصلوا إلى ناحية العامرية شرق الفلوجة، وجميعهم تم اعتقالهم في الصقلاوية، ووصفت المحافظة حالات عدد منهم بالحرجة ويتلقون العلاج في مستشفى عامرية الفلوجة، كما سجلت 4 حالات وفاة بين المعتقلين جراء التعذيب الشديد.
وطالب عدد من أعضاء مجلس المحافظة رئيس الوزراء حيدر العبادي بفتح تحقيق عاجل لمعرفة الجناة وتقديمهم للعدالة.
ورفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاعتداء على أهالي الفلوجة، وقال إن «كل من اشترك أو ساعد أو تعاطف مع الإرهابيين فهم ليس منا، وإن المستضعفين والخائفين هم أخوتنا لا نقبل بالتعدي عليهم أو نعتهم بأوصاف سيئة، لا سيما من قاوم الإرهاب من داخل هذه المدينة المنكوبة».
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش دعا جميع أطراف النزاع في العراق إلى بذل كل ما بوسعهم لحماية المدنيين والالتزام التام بالقانون الإنساني الدولي، معربا عن قلقه إزاء تقارير تحدثت عن خروقات لحقوق الإنسان ضد المدنيين الهاربين من القتال في الفلوجة.
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس ارتفاع عدد الأسر النازحة من الفلوجة، فيما استطاع آلاف المدنيين الخروج من المدينة والوصول إلى مخيمات النازحين خلال اليومين الماضيين. ودب خلاف بين الجيش العراقي ومليشيات «الحشد الشعبي» حول أساليب قتال «داعش». واتهم أحد قادة المليشيات الحكومية «بالخيانة»؛ لأنها حركت فرقة مدرعة إلى منطقة مخمور قرب الموصل بضغط من الولايات المتحدة، ما نفاه متحدث باسم الجيش. ويشير الخلاف إلى تفاوت الأولويات بين العبادي والجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران. من جهة أخرى، نزح سكان ثلاث قرى زراعية محررة شمال شرق بعقوبة بسبب تكرار استهداف أبنائها من قبل عصابات «داعش». وفي بغداد، قتل 4 مدنيين وأصيب 12 آخرون أمس، في تفجيرين منفصلين قرب محال تجارية في منطقة الطارمية شمال بغداد، وفي سوق تجارية في حي البياع جنوب غرب بغداد.
أميركا: معركة الفلوجة ستظهر «داعشاً» جديداً
بغداد (وكالات)
حذر مسؤولون أميركيون أمس، الحكومة العراقية من أن حملتها العسكرية لاستعادة الفلوجة بمحافظة الأنبار قد تؤدي إلى ظهور نسخة أخرى من تنظيم «داعش». وقالت صحيفة «صنداي تايمز» في تقرير لها أمس، إنه في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتجنب الطائفية، فإن الولايات المتحدة قلقة من أن تنجح الحملة العسكرية في هزيمة تنظيم «داعش»، لكنها قد تدفع إلى عودته في شكل آخر جراء الغضب السني. ولفتت الصحيفة إلى أن العبادي ورغم التحصينات القوية، فقد تعهد الأسبوع الماضي بانتصار سريع، معلنا أن العلم العراقي سيرفع داخل الفلوجة خلال أيام قليلة. وأوردت أن القوات العراقية ومن تدعمها من ميليشيات وقوات التحالف، يقاتلون نحو 900 مسلح من تنظيم «داعش» داخل الفلوجة التي يوجد داخلها حاليا 50 ألف شخص.
وبحسب مسؤولين عسكريين أميركيين، فإن المدافعين عن المدينة شيدوا دوائر من الألغام صممت لتدمير أي قوة متقدمة، وأقاموا منازل متفجرة بأكملها إذا دخلها أي شخص فإنها تنفجر وتحطم نصف مساحة الحي الذي توجد به.
أمير قطر يدعو للإفراج عن المختطفين القطريين بالعراق
الدوحة (وكالات)
دعا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس، السلطات العراقية إلى تكثيف جهودها من أجل الإفراج عن المختطفين القطريين «وضمان عودتهم سالمين إلى وطنهم في أقرب وقت ممكن».
جاء ذلك خلال استقباله وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي والذي ناقش خلاله قضية المختطفين، وتسلم رسالة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تناولت علاقات البلدين.
من جانبه، أكد الوزير العراقي أن حكومته «تبذل كل ما في وسعها من أجل إطلاق سراح المختطفين القطريين وإعادتهم إلى بلدهم».
وكان مسلحون مجهولون اختطفوا في ديسمبر الماضي 26 قطرياً من مخيم للصيد في منطقة صحراوية جنوب العراق قرب الحدود السعودية، بعد أن دخلوا بصورة مشروعة وبتنسيق بين سلطات البلدين.
عدد اليوم
