الحكومة اليمنية تستأنف مهامها في عدن بشكل دائم

بسام عبدالسلام (عدن) عادت الحكومة اليمنية أمس إلى عدن لممارسة مهامها بشكل دائم وفق ما أكد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، مشيرا إلى أن هناك جملة من الملفات التي سيتم العمل عليها بشكل سريع والمتعلقة بإنهاء أزمة الكهرباء والوقود. وأضاف لدى استقباله برفقة 9 وزراء أبرزهم وزراء الداخلية والنقل والشؤون القانونية والأوقاف في مطار عدن الدولي من جانب محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير الشرطة اللواء شلال شائع وعدد من القيادات المحلية إن الحكومة ستضطلع بكافة مهامها في حل القضايا العالقة في أقرب وقت. وأكد المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة غمدان الشريف أن عودة الحكومة ستكون دائمة من أجل تطبيع الحياة في المحافظات المحررة، والوقوف عن قرب على حاجات المواطن اليمني، وحل كثير من مشاكله خصوصاً الخدمية منها من كهرباء ومياه وصحة، مضيفاً «أن وصولها إلى مطار عدن يأتي مع عودة الملاحة الجوية في المطار بشكل دائم ومنظم أمام جميع الرحلات ومن جميع دول العالم». وقالت مصادر حكومية في عدن لـ«الاتحاد» إن الوزراء عادوا جميعا ما عدا المشاركين في مفاوضات الكويت، وإنه جرى ترتيب إقامتهم في قصر المعاشيق لمباشرة مهامهم من هناك. وأضافت أن لقاءات مكثفة سيعقدها رئيس الحكومة خلال الأيام المقبلة من أجل تذليل الصعوبات أمام الخدمات الأساسية من بينها الكهرباء والمياه والمحروقات، وإن الوزراء أيضا سيباشرون مهامهم في مكاتب الوزارات في عدن وسيعملون على حل القضايا المرتبطة بكل وزارة. إلى ذلك، أفشلت أجهزة الأمن في عدن هجوما مسلحا استهدف مطار عدن الدولي، بعد 48 ساعة من إعلان الحكومة استئناف نشاط المطار بشكل نهائي ومستمر أمام الرحلات الدولية. وأفاد مصدر في المطار لـ«الاتحاد» أن عناصر مجهولة ملثمة حاولت اقتحام البوابة الخارجية للمطار في خورمكسر، إلا أن قوات الأمن والجيش تمكنت من التصدي لهذه المحاولة واشتبكت مع العناصر الذين فروا إلى أحياء سكنية بالمنطقة. وأكدت إدارة شرطة عدن أن الوضع الأمني في مطار عدن مستقر وتحت سيطرة القوات الأمنية والتحالف العربي اللذين يتوليان حماية وتأمين هذا المرفق الحيوي. وأشارت إلى أن هناك مجاميع مسلحة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة وافتعال زوبعة إعلامية عبر مطابخ المخلوع صالح والحوثي وقوى حزبية أخرى في الوقت الذي يتأهب المطار لاستئناف نشاطه الملاحي في استقبال الرحلات بشكل رسمي. وأفاد سكان محليون لـ«الاتحاد» أن أصوات اشتباكات عنيفة سمعت في محيط المطار أعقبه تحليق كثيف لطائرات الاباتشي التابعة للتحالف العربي، وأن وحدات أمنية تابعة لشرطة عدن معززة بآليات وعربات وأطقم عسكرية انتشرت في محيط المطار وشرعت بإقامة حواجز أمنية وتنفيذ حملات مداهمة لأحياء متفرقة في خورمكسر لتعقب العناصر المسلحة الخارجة عن النظام والقانون». وقالت مصادر طبية إن مدنيا قتل جراء إصابته بعيار ناري أثناء المواجهات في محيط المطار. من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم عدن نزار أنور إن ما حدث في مطار عدن الدولي ليس له علاقة بأي تنظيمات إرهابية كما تحاول بعض وسائل الإعلام أن تسوق له، وإن الحادث الغرض منه إحداث فرقعة إعلامية من أجل استمرار إغلاق المطار ليس إلا. وأضاف «الحادثة جاءت عقب يوم من تصريحات وزير النقل اليمني بشأن فتح المطار بشكل نهائي ومستمر أمام الرحلات الجوية خلال أيام، إلا أن بعض الأطراف تريد خلق الأزمات وافتعالها وعدم تطبيع الحياة في عدن التي تحاول قيادة السلطة المحلية فيها جاهدة أن تحققه بمساندة الأشقاء في دول التحالف». ورفعت السلطات الأمنية في عدن حظر التجول المفروض على المدينة منذ يناير الماضي، وسمحت بالحركة الطبيعية وفق النظام والقانون مع بدء أول أيام شهر رمضان المبارك. وأصدر مدير شرطة عدن اللواء شلال شائع تعميما برفع الحظر الذي حددته الأجهزة الأمنية من الساعة الثامنة مساء وحتى الخامسة فجرا. وأكد التعميم أن الحظر الذي تم فرضه خلال الفترة الماضية جاء لظروف أمنية استثنائية شهدتها عدن وإن هذه الظروف انجلت وأصبحت الحركة مسموحا بها في كل الأوقات. وأغلقت أجهزة الأمن في عدن عددا من مراكز الإنترنت في مديرية المنصورة وسط المدينة، عقب قيام تلك المراكز بنشر تسجيلات مرئية لعمليات إرهابية تم تنفيذها مؤخرا في عدن ومحافظات مجاورة وكذلك مواد مرئية ومسموعة أخرى تهدف للترويج لهذه التنظيمات. وقال مصدر في الشرطة لـ«الاتحاد» إنه تم اعتقال عدد من العاملين في مراكز الإنترنت عقب معلومات تفيد بأن عناصر إرهابية من بينها تنظيم «داعش» تستخدم تلك المراكز لبث تسجيلات مرئية لعملياتها الإرهابية، وإن التحقيقات جارية مع المعتقلين. وقال إن هناك بعض مراكز الإنترنت متواجدة في عدن وتقوم ببث أفكار خاطئة وتغرر بالشباب وسيتم تنفيذ حملة أمنية شاملة بحق تلك المراكز التي تسهم في عمليات دهم المجتمع وتطرفه. أمين عام «التواهي» يثمن دور الإمارات عدن (الاتحاد) ثمن أمين عام السلطات المحلية في مديرية التواهي بعدن سعيد الشيباني الجهود المبذولة من قبل الإمارات لدعم خطوات استقرار المدينة في الخدمات الضرورية التي كان آخرها الدعم والمساعدة العاجلة المقدمة من أجل حل أزمة الكهرباء. وقال إن تحسناً ملحوظا طرأ على خدمات الكهرباء عقب تزويد الإمارات بمساعدات عاجلة لتأمين محطات توليد الطاقة بالوقود اللازم، وإن هذه المساعدات قطعت أيادي التأمر التي كانت تستهدف إعادة استقرار المدينة والجهود المبذولة من قبل قيادة السلطة المحلية من أجل إنهاء الأزمة. وأضاف إن الأشقاء في الإمارات استجابوا للنداءات بشكل سريع ولبوا لمعالجة أزمة الكهرباء من خلال إرسال سفن مساعدات تضمنت قطع غيار خاصة بمحطات الكهرباء العاملة في المدينة، وكذلك سفينة أخرى تحمل مشتقات نفطية من أجل تشغيل المحطات المتوقفة ومضخات المياه المتوقفة جراء انعدام الوقود. وأكد أن جهود الإماراتيين أثبتت عروبتهم وأصالتهم وعمق جذورهم التاريخية المرتبطة باليمن.