الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيدان العاطفي

26 ابريل 2017 22:25
تتوالى الأيام ولا تتشابه، ومن سره زمن قد تسوؤه أزمان، إلى كلاسيكو الأرض بقلعة الملوك سنتياجو برنابيو، جاء ريال مدريد مزهواً بتأهله الخرافي إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، بعد موقعة كروية أمام العملاق البافاري بايرن ميونيخ حفلت بإثارة تخنق الأنفاس، وإلى نفس الكلاسيكو جاء برشلونة مترنحاً وحزيناً، يجر خيبة أمل كبيرة، بعد أن أخفق في الوصول إلى مربع الأقوياء أوروبياً بسقوطه أمام السيدة العجوز لإيطاليا. وإزاء كلاسيكو الأرض اختلفت التوقعات والسيناريوهات، فمن قال، إن ريال مدريد لن يفوت الفرصة ليزيد في غلغلة السكين ويقطع ما بقي من لحم برشلونة المهترئ، ومن قال إن برشلونة سيأتي ليثأر لكبريائه المجروح، وفي كل الحالات كان الكلاسيكو نسخة غير قابلة للنسخ أو الاستنساخ، فما شاهدناه في ذاك النزال هو من صميم روح الكلاسيكو التي لا تأتي مرتين بنفس الصورة. هل أخطأ زيدان في تدبير نزال كانت كل القرائن تقول إنه الأجدر بربح نقاطه الثلاث؟ بالتأكيد نعم، فما تحكم أكثر في استراتيجية زيدان التي تبلورت في رؤية تكتيكية وخيارات بشرية، جانب عاطفي غلب على ما عداه من جوانب عقلية وبراجماتية هي ما يجب أن تعامل بها مباراة من طينة الكلاسيكو، وهذا الولاء للعاطفة هو ما أدى زيدان ثمنه غالياً، إذ فقد ثلاث نقاط غاية في الأهمية قد تكلفه لقب الليجا الذي ناضل من أجله صيفاً وشتاءً، ليس هذا فقط، بل إن زيدان كسر الكثير من أجنحة الثقة التي ما كان ينبغي أن تهتز ولا أن تتكسر، وفريقه سيحلق بعد عشرة أيام من الكلاسيكو إلى ديربي أوروبي أمام الجار العنيد أتلتيكو مدريد، ديربي نشتم فيه رائحة الثأر، ثأر ريال مدريد من السقوط الهجين أمام البارسا، وثأر أتلتيكو مدريد من سقطتيه الأخيرتين أمام الملكي في نهائي دوري الأبطال. ولأن ريال مدريد لا يقبل بالنمطية ولا بالاستسلام لأنين الجراح، فإنه حتماً سينهض من عثرة الكلاسيكو ليكون متأهباً لموقعة الديربي بفصليها الحارقين، إلا أن ما يخيف مناصري الريال، هو ما أصبح يقفز بين الحين والآخر لبيت الريال، حالة الضياع التكتيكي بسبب سوء تقدير من زيدان، والتي شاهدنا صوراً منها في موقعة بايرن ميونيخ وفي الديربي الأخير أمام أتلتيكو مدريد وأيضاً في الكلاسيكو أمام برشلونة، حيث يعجز زيزو أن يكون في قمة رومانسيته، واقعياً وبراجماتياً في معاملة بعض المباريات المفخخة، بما يصطلح عليه بالقرارات المؤلمة. بدر الدين الإدريسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©