الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جهود مكثفة لإنجاح قمة الكويت وترميم الصف العربي

جهود مكثفة لإنجاح قمة الكويت وترميم الصف العربي
19 مارس 2014 11:42
محمد نوار وحازم خالد (القاهرة، الكويت) - تبدأ غدا في الكويت التحضيرات للقمة العربية العادية الـ 25 التي تستضيفها الكويت في الـ25 من الشهر الجاري، حيث يعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي اجتماعاته التحضيرية غدا وبعد غد لإعداد مشروع قرار اجتماعي إضافة إلى متابعة تنفيذ قرارات سابقة. وعشية بدء التحضيرات، أكد مسؤول رفيع المستوى بجامعة الدول العربية لـ «الاتحاد» أنه توجد جهود دبلوماسية كويتية كثيفة قبيل انعقاد القمة في اتجاه السعي «لتنقية الأجواء العربية من الخلافات وترميم الصف العربي؛ لإعادة وحدته في قراره؛ ووحدة الصف الخليجي مرتكزا أساسيا للقرار العربي»، مشيرا إلى أن «هذا هو المدخل الأساسي لمعالجة جميع الخلافات في البيت العربي». وقال أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الاتحاد»: إن الاجتماعات الرسمية للقمة العربية تبدأ غدا الخميس 20 مارس وذلك باجتماع على مستوى كبار الاقتصاديين للتحضير لاجتماع وزراء الاقتصاد العرب في اليوم التالي يعقبه اجتماع للمندوبين الدائمين في جامعة الدول العربية يوم 22 الجاري يعقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب لوضع مقترح التوصيات الختامية للقمة لعرضها على الرؤساء والملوك العرب. وعن تفعيل مجلس السلم والأمن الغذائي العربي قال بن حلي: مع الأسف المجلس الحالي عاجز عن حل الخلافات والأزمات العربية الموجودة. وليس أدل على ذلك من فشل تدخل الجامعة العربية لإيجاد حل للأزمة السورية؛ فانتقل الملف من الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة.. والأزمة السورية قد اتجهت إلى منحى خطير بفشل الجولة الثانية من محادثات السلام «جنيف ــ2»، وهذا الملف أحد الملفات الحيوية المعروضة على قمة الكويت.. كذلك الموضوع الليبي وإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية في حاجة إلى مساندة ودعم عربي مشترك. وأكد السفير أحمد بن حلي أن قمة الكويت «ستؤكد على الدعم السياسي والمعنوي لصمود الشعب الفلسطيني، وهذا موقف ثابت للجامعة العربية . لكن - مع الأسف - المناخ التفاوضي مع إسرائيل ليس إيجابيا؛ فإسرائيل تراوغ في استئناف المفاوضات والالتزام بالتفاهمات والاتفاقيات.. ونأمل أن يتغير المشهد الشهر المقبل ؛ حيث تقدم الولايات المتحدة الأميركية مقترحات جديدة بشأن آلية التفاوض». وبشأن موقف الجامعة من قرار مصر بإدراج الإخوان المسلمين جماعة إرهابية والتزام الدول العربية بهذا الإدراج قال نائب الأمين العام للجامعة العربية :« نحن ملتزمون بالاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وتتضافر الجهود العربية لمواجهة الأعمال الإرهابية.. وبالنسبة للقرار المصري بشأن الإخوان المسلمين فقد عممت الأمانة العامة للجامعة مذكرة مصر بهذا الشأن على الدول العربية؛ وهناك تعاون بين الجامعة ووزراء الداخلية العرب بهذا الشأن؛ كما أن مجلس وزراء العدل العرب يتابع هذا الموضوع قانونيا وأمنيا. لكن حتى الآن الأمر متروك لكل دولة في اتخاذ ما تراه مناسبا للتعامل مع هذا الموضوع». وحسب مصادر كويتية تحدثت لـ«الاتحاد»، تبذل جهود سياسية خليجية بالتعاون مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي بحيث لا تؤثر على قرارات القمة العربية، التطورات الأخيرة على الصعيد الخليجي المتمثلة في سحب الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين سفراءها من قطر. وحسب هذه المصادر القريبة من كواليس القمة، فإن دولة الكويت لم تقدم على اتخاذ نفس الخطوة التي اتخذتها دول خليجية أخرى بشأن قطر؛ لكونها تبذل مساعي وجهود لرأب الأزمة على مستوى مجلس التعاون الخليجي، كما أن الكويت تبذل جهدا ومساعي دبلوماسية بين قطر ومصر لرأب الصدع العربي، وتقريب وجهات النظر ضمن جهود تهدف إلى تنقية الأجواء قبل التئام الزعماء العرب على أراضيها. وأفادت مصادر صحفية كويتية أن الشيخ صباح لمس، خلال جولته الخاطفة للدوحة والقاهرة، تجاوبا وكذلك ما يمكن وصفه بــ«أرضية خصبة» لعقد مصالحة مصرية - قطرية خلال القمة العربية. كما أن الكويت تقوم بجهود وساطة للمصالحة بين السعودية وإيران، كما أن الاتصالات تجرى حاليا بين الكويت والرياض وطهران وعلى مختلف المستويات لإيجاد أرضية مناسبة وتوقيت مناسب لهذه الوساطة. الانقسام العربي والإرهاب ويرى الدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة أن القمة العربية في الكويت تأتي في ظل ظروف وتحديات صعبة تحيط بالدول العربية. ويضيف: «لعل أبرز هذه التحديات هو الانقسام العربي والإرهاب الذي يهدد استقرار المنطقة والذي يحتم مواجهته بشتى السبل؛ حيث ينال من استقرار الشعوب وأمنها؛ وينال من التحديث الديمقراطي في المنطقة مما ينعكس سلبا على الأمن والسلم العربي والدولي». وأوضح غالي: أن التعاون العربي البيني في مجال مكافحة الإرهاب يمثل رسالة للمنظمات الدولية المعنية وشعوب العالم تؤكد أهمية التعاون الدولي في الحرب على الإرهاب والجريمة الإرهابية باعتبار أنها تنتهك الحق الأصيل للإنسان في العيش الآمن الكريم. ومن الضروري الاتجاه نحو التعاون في مجال ردع الإرهاب وتبادل المعلومات والخبرات التي تجفف منابعه. وأكد السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن مصر تنتظر من القمة العربية في الكويت إيجاد صيغة تفاهم مشتركة بين جميع الدول العربية من جانب وبين قطر من جانب آخر، مشيراً إلى أن المشهد الحالي يؤكد أن قطر تسير بمعزل عن جميع الدول العربية، حيث تدهورت العلاقة بين مصر وقطر منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من الحكم، لافتاً إلى أن الكويت تحرص دائماً على إصلاح كسور الوطن العربي وتهتم بمصالح شعبها، ولذلك يأمل الجميع في إنجاز كثير من الملفات العالقة التي من شأنها أن تخدم الدول والشعوب العربية، مثل تفعيل قوانين الأمن وملاحقة الهاربين والمطلوبين قضائياً من البلدان العربية. ويقول عبدالعاطي: إن القمة العربية التي تستضيفها الكويت في 25 و26 مارس تكتسب أهمية بوصفها تأتي تحت تطورات وتحديات صعبة تمر بها المنطقة العربية، فضلاً عن وجود جفاء مصري خليجي نحو دولة قطر، أسفر عن سحب السفراء الثلاثة من الدوحة، وتوقع عدم دخول الدول الثلاث في مهادنات أو مناقشات رئيسية أو هامشية على هامش القمة، في حال رأت إصرار الدوحة على التمسك بمساندة الإخوان المسلمين، موضحاً أن القضية الفلسطينية ستكون في صلب جدول أعمال القمة في الكويت باعتبارها قضية مركزية للعرب، بالإضافة إلى أن سوريا ستحتل مكانة رائدة على جدول أعمال القمة، كون شعبها يواجه مأساة حقيقية لعدم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة المسلحة. ويرى د. مصطفى الفقي مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أن المصالح العربية لابد أن تتوحد لمواجهة الأطماع الغربية والأميركية في المنطقة، والتي يوجد شكوك حول دور خفي وفاعل لدولة قطر في تنفيذ هذه المشروعات داخل المنطقة العربية، وبالطبع على رأس هذه الدول (مصر والسعودية)، رغبةً منها في إيجاد منطقة نفوذ في منطقة الشرق الأوسط. ويقول الفقي: «الكويت تطلق جهود الوساطة للمصالحة المصرية مع قطر في القمة العربية القادمة، والقاهرة لا تمانع توضيح وجهات النظر المتباينة بين الطرفين»، ولكنه يرى بأن «هنالك شرطاً يتعلق بأن على الدوحة أن تعلن موقفها بصراحة من جماعة الإخوان المسلمين قبل انعقاد القمة العربية، وإلا فإن الدبلوماسية المصرية لن تفتح مجالاً لمناقشة أمور محسومة من قطر، وسيكون تركيزها فقط على جدول الأعمال الرئيسي مثل الوضع في سوريا، ومناقشة مخاوف ترشح الرئيس السوري لولاية جديدة». وتابع: أيضاً العدوان الأخير على غزة، بجانب بعض القضايا الإقليمية التي تهم المنطقة العربية والخليجية وأبرزها تفعيل قانون عربي لمواجهة الإرهاب الذي يهدد المنطقة برمتها، وأوضح أن الكويت تحرص على توفير الظروف الملائمة لنجاح القمة العربية، ولذلك تتدخل لتقريب المسافات الدبلوماسية المتباعدة بين قطر والدول الخليجية التي قامت بسحب سفرائها من الدوحة مؤخراً، ويؤكد أن السعودية والإمارات والبحرين لن يتطرقوا إلى المصالحة مع الدوحة قبل إعلان قطر تخليها عن الإخوان المسلمين، وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية. وحسب السفير مخلص قطب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، فإن قمة الكويت «تسعى إلى تقليل الحرب السياسية الباردة بين الدول الخليجية التي ظهرت بشكل رئيسي مع الأزمة السورية، والتطورات السياسية في مصر، وأيضاً القضية الفلسطينية، وأعتقد أن الكويت تواجه مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء العرب، ووضع نهاية للحرب السياسية الباردة العربية التي نشأت بعد أحداث ما يسمى بـ«الربيع العربي». ويضيف: البيت الخليجي ليس في حالة جيدة بسبب مواقف قطر الأخيرة وتدخلها في الشأن العربي بشكل عام، وهو ما جعل بوادر الانقسام والخلاف الخليجي تظهر بشكل علني للمرة الأولى، بعد أن سحبت السفراء الثلاثة من الدوحة بسبب خلافات حادة بشأن التطورات السياسية في مصر، بالإضافة إلى الانزعاج العربي من استضافة الدوحة ليوسف القرضاوي، الذي يتدخل علناً في القضايا المحلية للدول العربية، ولذلك يقوم الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء الكويتي، والشيخ صباح الخالد وزير الخارجية، برحلات مكوكية بين القاهرة والدوحة، مروراً بالرياض والإمارات والبحرين، ولكن حتى الآن لا توجد نتائج ملموسة، وهو ما سيؤثر سلباً على نتائج القمة العربية المرتقبة. ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه من المتوقع أن تشهد القمة العربية غياب عدد من الزعماء، أبرزهم الجزائر كونها في منتصف التحضيرات للانتخابات الرئاسية، والمفاجأة قد نشهد غياب الرئيس المصري عدلي منصور، كونه رئيساً مؤقتاً ولا يستطيع الدخول في التزامات دولية طويلة الأجل، أيضاً قد تغيب ليبيا عن حضور القمة لعدم وجود رئيس للدولة، ومن المؤكد غياب الرئيس السوداني عمر البشير كونه مطلوباً من قبل محكمة الجنائية الدولية. ويرى السفير حسين حسونة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الإرهاب سيكون محوراً رئيسياً أمام القمة المقبلة في الكويت، خاصةً وأن جميع الدول العربية تعاني من تصاعد هجمات الإرهاب واستنزاف الموارد وزعزعة الاستقرار. وأوضح أن القمة سوف تناقش بعض الإصلاحات السياسية العميقة لقمع انتشار الإرهاب، في حين أن آخرين يحتاجون إلى تكثيف الإصلاحات التعليمية، وتحقيق نوع من المساواة الاجتماعية. ويشير إلى أن الشيء الغريب هو أن اجتماعات القمة العربية تتفق على هدف واحد، وهو دعم القضية الفلسطينية، ولكن الحقيقة أن هذا الهدف اختفى نسبياً من جدول الأعمال، باستثناء بضع كلمات هنا أو هناك في البيان الختامي، وتوقع أن تكون الصورة الكاملة للقمة القادمة غير سارة، حيث تجد الكويت نفسها في وضع سياسي متقلب، وآراء منقسمة، ومواقف متناقضة، وهو ما سيضع مسؤوليات وتحديات صعبة لإنجاح القمة. وفي سياق متصل يقول د.سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن الكويت تبذل جهوداً دبلوماسية قوية بين العديد من البلدان المجاورة لتهدئة الأجواء في المنطقة قبل القمة العربية، حيث سعت إلى تقريب وجهات النظر ومحاولة إصلاح العلاقة بين مصر وقطر، كما تحاول الكويت أيضاً تشجيع التقارب بين السعودية وإيران، بالإضافة إلى أن الكويت تسعى لتسوية الأزمة العالقة بين قطر وسحب ثلاث دول خليجية لسفرائها، حرصاً على نجاح القمة وتسوية الخلافات، نظراً لأنه من المتوقع تصاعد حدة الخلافات السياسية بين الدول الخليجية وقطر بعد القمة العربية في حال تمسكت الدوحة بموقفها المؤيد للإخوان المسلمين، ويرى أنه سيكون هناك قرارات من دول مجلس التعاون الخليجي أبرزها إمكانية تعليق عضوية قطر في المجلس لحين تفعيل الاتفاق الأمني بين دول المجلس. وأوضح أن القمة سوف تناقش تفعيل التقارب الخليجي مع إيران في أعقاب التفاؤل العربي النسبي من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن برنامج طهران النووي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©