الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موسيقى الهوية

26 يوليو 2009 23:42
بمجرد أن تطأ قدماك القاهرة، تبدأ موسيقى القرن الماضي بمداعبة أذنيك، يصدح صوت «الست» مرتفعا: حب إيه اللي إنت جاي تقول عليه؟ . وما أن تمضي في أسواقها الشعبية وتتنقل بين خان الخليلي والحسين ووسط البلد أو أي مكان آخر ستسمع موسيقى عبدالوهاب وصوت عبدالحليم حافظ يصدح في المكان، شيء يشعرك أنها القاهرة، أنها مصر. وحينما تزور سوريا ستجد صوت فيروز في كل مكان، ستسمعه إلى أن ترتبط نفسيا به، بعدها كلما صادفت صوت فيروز في مكان ستتذكر أسواق دمشق وحاراتها، أزقة باب توما وجمال مشتى الحلو واللاذقية وغيرها. بالمثل إن زرت إيطاليا أو روسيا أو ماليزيا أو أي بقعة في الدنيا، لكل بلد موسيقاه التي يعتز بها، لكل بلد صوت يعكس هويته وثقافته وحتى تراثه، إلا في وطننا العزيز! هنا حينما تزور أي مكان في الإمارات، هنا لن تسمع إلا موسيقى الراب والهيب هوب في المراكز التجارية، وستصدح الموسيقى الهندية في محال البقالة والسوبرماركت، أما الموسيقى العربية المصرية والسورية فتصادفها في كل مقهى «شيشة» . لكن من النادر أن تجد محلا تسمع فيه الموسيقى الإماراتية، برغم أن كل فناني الوطن العربي يتسابقون على غناء أغانينا والشدو بألحاننا، إلا أن موسيقانا غائبة في محلاتنا. لم يحصل أن ولجت لمحل وسمعت فيه أغاني إماراتية، أجد كل أنواع موسيقى العالم إلا المحلية، هي غائبة ومغيبة ربما لأننا تعودنا أن نقبل ما يريده التجار، سواء كان هذا الأمر رفع أسعار أو طمس هوية. يتحفظ الكثيرون على الموسيقى، ولست في جدلية تحليلها وتحريمها، لكني أمام تغييب شيء يعكس هوية بلدي، وينتقص من ثقافتها، لسنا بحاجة لموسيقى الآخرين فلدينا حصيلة فنية ثقافية تعكس هويتنا بما يكفي، ولدينا من الأصوات الجميلة والألحان الشجية ما يمكن أن يوصل صوت هويتنا للآخرين، نحن نحتاج فقط لمبادرات بسيطة تنمي حس المسؤولية تجاه المجتمع وتساهم في نشر اعتزازنا بهويتنا. فتحية البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©