الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فهد نعمان: «البشتختة» تستقبل زبائني.. ومقتنياتي تذهل السياح

فهد نعمان: «البشتختة» تستقبل زبائني.. ومقتنياتي تذهل السياح
26 يوليو 2009 23:41
قبل الدخول إلى متجر فهد نعمان، يرى الزائر القطع والتحف الأثرية موزعة هنا وهناك داخل وخارج المتجر. فالأبواب والنوافذ الخشبية المزينة بالنقوش تقف شامخة أمام البوابة، بينما القطعة الموسيقية «البشتختة» تزين الباب وتلفت انتباه الكثير من المشاهدين الذين بمجرد شروعهم بالدخول يندهشون بالتحف والقطع القديمة التي تملأ المكان، فالجدران والأسقف والطاولات جميعها تحتضن تحفاً مختلفة منها مجسمات فيلة وإطارات مرايا وكراس وصناديق وأساور وقلادات وغيرها الكثير. هواية ومهنة يهوى النعمان التحف القديمة التي يعود تاريخها إلى مئات بل آلاف السنين، فقد سبقه والده إلى هذه المهنة- الهواية، يقول: «ينطبق علينا المثل القائل «هذا الشبل من ذاك الأسد» فقد سرت على نهج والدي، وها أنا بعد أن مارست هواية جمع التحف لسنوات، اتجهت إلى التجارة وبتّ أشرف على هذه التحف والمقتنيات القديمة، فتجارة التحف تدر ربحاً وفيراً». يصمت برهة ثم يضيف: «معظم ما هو موجود في المتجر حصلت عليه من خلال السفر إلى الخارج وخاصة الدول التي تبيع تلك المقتنيات القديمة مثل (الهند واليمن وأفغانستان وسوريا ومصر وأفريقيا)، ومن هذه الدول تجمعت لدينا الكثير من المقتنيات النادرة والقديمة جداً، جلبتها إلى المحل لبيعها». السياح الأجانب يتجه النعمان نحو ركن يضم بعض التحف ويشير إليها قائلاً: «للناس فيما يعشقون مذاهب» هناك الكثير منهم يحبون التحف القديمة ويفضلون شراءها حتى لو كانت باهظة الثمن، ومعظمهم من السياح الأجانب، يأتون إلينا لشراء تلك القطع النادرة، وقد تصل مشترياتهم للقطعة الواحدة (7 آلاف درهم). أما العرب فلا يميلون كثيراً إلى اقتناء التحف كما الأجانب. يضحك ثم يتابع: «كلفتني تلك الهواية كثيراً في الواقع، ولكن بالمقابل هناك عائد ممتاز، وكما يقال «قطعة تشيل قطعة»، فبيع تلك القطع قد تدر عند البعض الملايين، وبالنسبة لأسعار القطع الجميلة والقديمة التي أبيعها تبدأ من (10-7000) درهم، وهي في متناول الجميع وليست غالية إلى هذا الحد مقارنة ببقية المحلات الأخرى التي تبالغ في السعر». مجموعات تراثية حول المقتنيات التي تملأ المكان وتزين أسقف وجدران المحل، ويكاد لا يوجد موقع لقدم أن تمشي في المتجر يقول النعمان: «قد يصل عدد مجموعة القطع الأثرية التي أملكها ما يقارب من 600 قطعة أثرية و200 عملة أجنبية». ويضيف مشيرا بأصابعه إلى مجموعات ممتلكاته من التحف، معرفاً بها: «هذه مجموعة من الثريات القديمة جدا، تأتي بأشكال ملونة، وهنا مجموعة متميزة من السيوف القديمة، والآلات الموسيقية الميكانيكية التي تجمع بين البراعة والمهارة والحس الموسيقي العالي للحرفيين الذين قاموا بتصنيعها، وهذه أعمال فخارية قديمة ومعاصرة، وعملات وسبحات متعددة الأحجام والأشكال، وميداليات، وأوان منزلية، وسلاسل وأساور فضية تراثية، ترغب بشرائها السائحات الأجنبيات كهدايا لصديقاتهن، بجانب السيوف والخناجر اليمنية التي قد يصل عددها ما يقارب أكثر من 50 خنجراً مختلفة الأحجام، ومن ضمن المقتنيات أيضا ما استخدمته المرأة قديماً من حلي وملابس وأدوات زينة ونحوها». أدوات قديمة يوجد في المتجر الأشبه بالمتحف، قطع وأدوات خاصة للمهتمين بالزراعة، يعددها النعمان قائلاً: تتوفر قطع غارقة في القدم مثل (الأدوات الحرفية القديمة، والزراعية كالمحراث والغرب والدراج والمحال وأدوات الاستصلاح الزراعي القديمة وأدوات الحصاد) فيما يزين أحد الجدران تصدّر راديو قديم جداً، ويعد تحفة أثرية يبتسم لمرآه كل من يزور المتجر، بل إن الكم الهائل من القطع الأثرية التي يراها الزائر تمده براحة نفسية، فكل هذه القطع التي تتصف بطابع معين وأشياء أخرى لا تخطر ببال إنسان، قد أضافت على المتجر لمسة فنية واحترافية ممزوجة ما بين القديم الأثري، والقديم المحدث». هذه هي حياة فهد نعمان كل من يختم رحلته في محله لا يستطيع مغادرته، لأنه يشعر وكأنه رجع مئات السنين إلى زمن الأجداد، وزمن شعوب أخرى ليتذكر أشياءً مضت وتاريخاً غابراً. ولا ينسى فهد نعمان أن يلفت إلى أن «جمع وبيع المقتنيات الأثرية جلب له أصدقاء كثر، وهم ممن يحبون شراء تلك الأشياء القديمة، يأتون إليه ويتمتعون بمشاهدة القطع النادرة التي ربما لمحوها في الكتب خلال قراءاتهم، ووجدوها مجسدة لدي هنا على أرض الواقع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©