الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثقافة طريق الحرير الجديد

الثقافة طريق الحرير الجديد
26 ابريل 2017 19:27
تولي الصين أهمية كبرى للمشاركة في معرض أبوظبي هذا العام، وتهتم بأن يكون تمثيلها وفعاليتها في المعرض هي الأكبر ضمن مشاركتها الدولية، حيث تهتم بترويج مبادرة الحزام والطريق التي تربط الدول الواقعة على طول طريقي الحرير، البري والبحري، حيث يمثل العالم العربي جزءاً كبيراً منه، وشريكاً مهماً لا يمكن نسيانه، لذلك تأتي المشاركة الصينية هذا العام بوفد رسمي يتجاوز أعضاءه الـ 250 شخصاً ما بين مسؤول حكومي وعارض وأديب وفنان وناشر، كما حجزت الصين مساحة 800 متر مربع في المعرض (وهي المساحة الأكبر التي تحجزها الصين في أي معرض دولي شاركت فيه من قبل)، إضافة إلى أنها تشارك بأكثر من 75 دار نشر صينية تعرض إصداراتها باللغات العربية والصينية والإنجليزية، كما سيحضر افتتاح المعرض وفد صيني رفيع المستوى على مستوى الوزراء، كما تشارك في منطقة النشر الرقمي (الإي زون) بالمعرض بأكبر شركات التقنيات الحديثة الصينية لتعرض أحدث وأفضل تقنيات النشر الرقمي بالعالم، إضافة إلى أن الجناح الصيني الرسمي سيتضمن معرضاً لنماذج جميع الأعمال التي تمت ترجمتها من الصينية للعربية ومن العربية للصينية خلال آخر عشر سنوات، وهي بالمناسبة تتخطى الـ 400 عنوان. كما يتضمن الجناح مكاناً مخصصاً للفعاليات والندوات، يشهد عقد أكثر من خمس فعاليات يومياً، وكذلك منطقة لعرض أحدث فنون الطباعة الصينية الحديثة، وعرضاً لتاريخ الطباعة في الصين، والتي هي أحد الاختراعات الصينية القديمة الكبرى، ويشتمل الجناح على قسم للنشر الرقمي، وقسم لكتب الأطفال، علاوة على أجنحة دور النشر الصينية المشاركة. حضور أدبي رفيع بالنسبة للأدب والأدباء، فقد أحضرت الصين إى معرض الكتاب مجموعة من أشهر الأدباء الصينيين الحاصلين على أرفع الجوائز الأدبية بالصين وخارجها، ممن ترجمت أعمالهم للغة العربية، ولاقت رواجاً وقبولاً كبيرين، ومنهم: أديب الأطفال تساو ون شوان، وهو أول صيني يحصل على جائزة أندرسون العالمية في أدب الطفل، والأديب الصيني الشهير ليو جين يون الذي ترجمت له خمس أعمال للغة العربية، كما حولت كل أعماله إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلقى رواجاً كبيراً في الصين، كما ترجمت أعماله إلى أكثر من 23 لغة عالمية، والأديب الصيني الشهير يوهوا صاحب رواية «على قيد الحياة» التي جرى تحويلها إلى فيلم سينمائي حاز جائزة مهرجان برلين السينمائي الدولي، وله ثلاث روايات طويلة مترجمة للعربية. ومن الأدباء المشاركين أيضاً، الكاتب الصيني الشهير ماجيا المتخصص في أدب الإثارة والجاسوسية، والذي ترجمت أعماله للعديد من اللغات، وتلقى رواجاً كبيراً في العالم، وسوف تصدر روايته الجديدة «الشيفرة» باللغة العربية خلال المعرض، وهناك الأديب الصيني سوتونغ الحاصل على جائزة بوكر الآسيوية، وله عملان مترجمان للعربية، والكاتب الصيني الشاب شيو شوي تشن الذي يمثل جيل الشباب في الصين، والذي حققت روايته «بكين بكين» في طبعتها العربية نجاحاً كبيراً. وفي الأدب النسائي، تأتي الكاتبة يي ماي، وهي الحاصلة على العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة بالصين، وتصدر روايتها الجديدة بالعربية خلال المعرض. نشاط نشري نوعي وفي فعاليات النشر والتعاون العربي الصيني في هذا المجال، تهتم الجهات الصينية ومعرض أبوظبي هذا العام باستكمال التعاون الذي بدأ قبل ستة أعوام بين الناشرين الصينيين والعرب، فهناك مؤتمر دولي لتطوير النشر الصيني العربي يشارك فيه اتحاد الناشرين العرب، ومسؤولون صينيون من قادة صناعة النشر بالصين، كما سيتم عمل مؤتمر تعريفي للناشرين الصينيين والعرب، يتبادلون فيه قوائم الكتب والترشيحات لترجمة ونشر الأعمال بين الصينية والعربية، كما تحتفل الصين من خلال مشاركتها بالمعرض بإنشاء أول دار نشر صينية إماراتية في أبوظبي، كما ستوقع اتفاقية تعاون استراتيجي بين مشروع «كلمة» بالإمارات ومؤسسة انتركونتننتال الصينية، لتبادل ترجمة ونشر عشرة أعمال صينية عربية. وفي مجال تبادل الترجمة والنشر، تحتفل الصين والدول العربية خلال المعرض بمشروع تبادل ترجمة ونشر الأعمال الكلاسيكية بين الصين والدول العربية، والذي صدر منه حتى الآن 16 عملاً مترجماً من الصينية للعربية، و11 عملاً من العربية للصينية، إضافة إلى الاحتفال بمئة كتاب على طريق الحرير، وهي الفعالية التي تنظمها بيت الحكمة للثقافة والإعلام، لتحتفل فيها بمائة من ترجماتها الصينية العربية، تعاونت فيها مع أكثر من 20 ناشراً عربياً و30 ناشراً صينياً. كما سيعقد في المعرض مؤتمر الأدب على طريق الحرير الذي يجمع بين أدباء صينيين وعرب وناشرين ومترجمين من الجانبين، وكذلك مؤتمر دولي في مجال النشر الرقمي بتنظيم مشترك من معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض بكين، ويتم خلاله إطلاق رابطة النشر الرقمي على طريق الحرير، كما سيتم توقيع اتفاقية إدخال الكتب الإلكترونية للناشرين المصريين إلى الصين بالتعاون مع (منصة ايتونغ) وهي الوحيدة المخول لها بيع الكتب الأجنبية الإلكترونية بالصين، وسيتم توقيع اتفاقية بين اتحاد الناشرين المصريين والشركة الصينية برعاية بيت الحكمة بخصوص هذا الشأن. وللاقتصاد حضوره وفي مجال الاقتصاد الصيني الذي يهتم به القارئ العربي كثيراً، دعا المعرض البروفيسور لين أي فوو النائب السابق لرئيس البنك الدولي والاقتصادي الشهير لحضور المعرض، وعقد ندوة عن الاقتصاد الصيني، وطرق التعاون مع العالم العربي، وكذلك الاحتفال بإصدار كتاب «قراءة في الاقتصاد الصيني» الذي يصدره مشروع كلمة باللغة العربية. وفيما يخص الناشرين، سيقدم الناشرون الصينيون من خلال مشاركتهم في المعرض الكثير من الأعمال الجيدة التي تناسب النشر في العالم العربي. كما سيتحمل الجانب الصيني بعض تكلفة الترجمة. وتحظى مشاركة الصين كضيف شرف في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدعم كبير من اتحاد الناشرين العرب الذي يشارك أعضاء مجلس إدارته في أغلب الفعاليات، والقيام بالتنسيق الدائم مع بيت الحكمة التي تقوم بالتعاون مع الجانب الصيني والعربي لتنسيق المشاركة الصينية وفعاليتها. وقد بدأ اتحاد الناشرين العرب التعاون مع الصين وفتح آفاق جديدة للنشر العربي ليصل إلى الصين منذ انعقاد الدورة الأولى لـ «منتدى التعاون في مجال النشر» بين الصين والدول العربية، الذي عقد في الصين العام 2011 بمشاركة عربية كبيرة، ثم توالت الفعاليات الكبرى بين الجانبين، وهو في تقديري - الأمر الذي شجع الصين على أن توسع فعالياتها ومشاركتها في أبوظبي هذا العام. بيت الحكمة الصيني أما عن بيت الحكمة للثقافة والإعلام التي تعمل كجسر ومنصة للتبادلات الثقافية الصينية العربية، فبخلاف دورها في تنسيق المشاركة الصينية، والتعاون الكبير مع إدارة معرض أبوظبي واتحاد الناشرين العرب، ستقوم بيت الحكمة خلال المعرض بترجمة بيانات كل أعضاء الناشرين العرب للغة الصينية، وتقديمها في شكل كتيب تعريفي للناشرين الصينيين لتسهيل التواصل. كما تعرض في جناحها بالمعرض بعض نماذج الثقافة الصينية العريقة، وأحضرت في هذا الصدد خطاطاً صينياً شهيراً يكتب باللغة العربية والصينية، ونحاتاً صينياً يشكل التماثيل بالطين والخزف، إضافة إلى فنانة تشتهر في فنون قص ولزق الورق، إضافة إلى متخصصين في تقديم عروض الشاي الصيني. وسيكون جناح بيت الحكمة بالمعرض منصة لترويج الكتب الصينية لرواد المعرض وترويج كتب الناشرين العرب الذين تتعاون معهم بيت الحكمة فضلاً عن أنها ستطلق خلال المعرض مشروع مترجم بيت الحكمة الإلكتروني، وهو أول موقع في العالم للترجمة الدقيقة بين الصينية والعربية. وتتكفل بيت الحكمة خلال المعرض بتقديم الترجمة مجاناً للناشرين العرب للتواصل مع الناشرين الصينيين وترشيح الكتب ومتابعة تفاصيل التعاون كافة، ومساعدة الناشر العربي في ترشيح الكتب التي يرغب في نشرها عن الصين، وكذلك ترويج الأعمال العربية للنشر بالصين. وأعتقد أن المشاركة الصينية هذه العام في معرض أبوظبي سوف تكون حدثاً فارقاً في تاريخ العلاقات الثقافية الصينية العربية بجهود الجانب الصيني والجهود الحثيثة للقائمين على معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وكذلك دعم اتحادات النشر العربية، وعلى رأسها اتحاد الناشرين العرب، وما تقدمه بيت الحكمة من جهد لدعم هذه التعاون. 10 أشياء تحدث لأول مرة ضمن المشاركة الصينية 1- أكبر تمثيل ومساحة عرض وعدد دور نشر. *** 2- سبعة من أشهر كتاب وأدباء الصين يجتمعون تحت سقف واحد. *** 3- الفن الصيني حاضر بقوة. لأول مرة في مشاركة الصين بأحد المعارض الدولية يتضمن جناحها قسماً خاصاً لفنون وتقنيات الطباعة، إضافة إلى قيام أربعة من أشهر الفنانين الصينيين في المعرض بتقديم العروض للجمهور. *** 4- مؤتمر دولي لتطوير النشر الصيني العربي. للمرة الأولى في المنطقة العربية تقوم الصين بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب وهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة بعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى، بحضور وزير صيني ومسؤولين صينيين وعرب، للتباحث في كيفية تطوير صناعة النشر الصينية العربية، وهو المؤتمر الأول من نوعه على أرض عربية بين الصين والدول العربية. *** 5- عرض أكثر من 300 كتاب مترجم للعربية، منها 100 عنوان، ترجم خلال العام الماضي، وتعرض خصيصاً لأول مرة في معرض أبوظبي. *** 6- إنشاء أول رابطة صينية عربية لتطوير النشر الرقمي. لأول مرة في معرض كتاب عربي سيعقد مؤتمر التبادلات العربية الصينية في مجال النشر الرقمي، يشارك فيه لفيف من خبراء وممثلي شركات النشر الرقمي في الصين لتبادل الخبرات وتأسيس بنوك المعلومات العربية، ويعلن خلاله إنشاء أول رابطة صينية عربية لتطوير النشر الرقمي. *** 7- الأدب يتلاقى على طريق الحرير. يعقد في معرض أبوظبي الدولي للكتاب مؤتمر «لقاء الأدب الصيني والعربي على طريق الحرير» بحضور نخبة من الكتاب العرب والصينيين ومسؤولين حكوميين من الإمارات والصين، لبحث أهمية الأدب في التواصل بين الحضارات. *** 8- إطلاق أول منصة دولية للترجمة الإلكترونية بين العربية والصينية. يتم خلال معرض أبوظبي هذا العام الاحتفاء بتدشين أول موقع وبرنامج إلكتروني معني بالترجمة المباشرة بين الصينية والعربية، وهو المشروع الضخم الذي سيستمر العمل به خمس سنوات، وسيتم الإعلان عنه وإطلاقه في معرض أبوظبي لأول مرة. *** 9- أول دار نشر صينية بالإمارات. يعلن خلال اليوم الأول لمعرض أبوظبي للكتاب هذا العام تفاصيل تأسيس أول دار نشر صينية إماراتية تعمل في مجال النشر المشترك باللغة العربية في الإمارات، وتسعى لنقل خبرات ونجاحات مجال النشر في الصين إلى المنطقة العربية عبر دار النشر الجديدة التي سيكون مقرها في أبوظبي. *** 10- ترجمة الأدب العربي للصينية. يتم لأول مرة خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب تدشين مشروع تعاون استراتيجي بين مشروع كلمة للترجمة في أبوظبي ومؤسسة انتركونتننتال الصينية لتبادل الترجمة والنشر للأعمال الأدبية العربية والصينية، بواقع عشرة أعمال أدبية من كل طرف، تصدر خلال خمس سنوات. كما ستوقع الانتركونتننتال الصينية عقد حقوق ترجمة ونشر اثنين من كتاب الإمارات خلال المعرض، على أن تصدر أعمالها بالصينية خلال معرض بكين العام المقبل. .................................. * مؤسس ومدير عام مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام بالصين ومصر، ومستشار وخبير مشروع الحكومة الصينية لترويج الكتاب الصيني في العالم، وحاصل على جائزة الدولة الصينية للإسهام المتميز في مجال الكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©