الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم سالم يعود إلى الإخراج بعمل «أخوان شما»

إبراهيم سالم يعود إلى الإخراج بعمل «أخوان شما»
10 مارس 2012
بعد فترة غياب طويلة عن إدارة دفة الإخراج المسرحي بمهرجان أيام الشارقة المسرحية، يعود الفنان والمخرج المسرحي المخضرم إبراهيم سالم للمشاركة في الدورة القادمة من هذا المهرجان بعمل جديد يحمل عنوان “أخوان شما” من تأليف مرعي الحليان وإنتاج المسرح الحديث التابع لجمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح وبمشاركة نخبة من الفنانين المعروفين والجدد الذين يشاركون لأول مرة بأيام الشارقة المسرحية والتي تنطلق فعالياتها في الثامن عشر من شهر مارس الجاري وتختتم في الثامن والعشرين من ذات الشهر. وسبق لإبراهيم سالم أن أدار عدة مسرحيات غلب عليها طابع التجريب، خصوصا فيما يتعلق بالرؤية الإخراجية وتوزيع فضاءات السينوغرافيا، ونذكر من هذه المسرحيات: “لا هواء” و”صرخة “ و”المواطن عنتر” و”قريبا من ساحة الإعدام” و”زمزمية”، وهي أعمال شكلت علامات وبصمات راكزة في ذاكرة أيام الشارقة المسرحية، ويحاول سالم من خلال “أخوان شما” أن يستعيد لياقته الفنية وحساسيته الإخراجية من جديد، ويختبر قدراته الإبداعية المميزة في تحويل الخشبة إلى مختبر فرجوي أو ورشة تفاعلية يساهم بها كل المشاركين من أجل تطويره رؤاها الفنية وضخها بالاقتراحات والحلول الإخراجية. صيغة مخادعة وللتعرف على تفاصيل هذا العمل الذي يحمل نكهة محلية خالصة ويتضمن تحليلا ونقدا ذاتيا للإشكالات الاجتماعية الراهنة اعتمادا على مشاهدتنا لبروفات العرض، حيث التقت “الاتحاد” بإبراهيم سالم في معهد الشارقة المسرحي الذي يحتضن التدريبات التحضيرية للمسرحية. بداية أشار سالم إلى أن “أخوان شما” كعنوان يحمل صيغة مخادعة وأشبه بالفخ الذي يجذب المتفرج إلى حالات متناقضة مع التعبير المباشر والإيحاء الضمني للعنوان، ورحب سالم بعودة الكاتب والفنان والشاعر مرعي الحليان إلى المنطقة السردية التي طالما أبدع في القبض على مكنوناتها وتفاصيلها الشعبية والمحلية الساحرة والمفعمة بالحنين واسترجاعات الذاكرة. وأضاف سالم بأن العمل لا يتخلى أيضا عن هواجس وأسئلة الحاضر المتعلقة بالجيل الجديد أو جيل الوسائط والاتصالات المتطورة الذي يعيش حالة من الانقطاع الداخلي مع الأجيال السابقة، والذي يقبع وسط عزلة يراها هذا الجيل أنها عزلة زاهية فرضتها ظروف وإملاءات عصر التطور والحداثة، بينما ينظر لها الجيل القديم بكثير من الريبة والمخاوف المتعلقة بهوية وانتماء الجيل الجديد وعلاقته الملتبسة بجذوره الاجتماعية. وأوضح سالم بأن مرعي الحليان من خلال النص الذي قدمه في “أخوان شما” ومن خلال نصوص سابقة مثل “باب البراحة”، أثبت أنه واحد من أميز الكتاب المسرحيين في الإمارات وفي الوطن العربي أيضا، لأنه يقتنص الظواهر الاجتماعية المحيطة بنا والتي لا ننتبه لها غالبا، ويستخرج من هذه الظواهر مناخات سردية آسرة، ومحتشدة بأبعاد وتفاصيل شعرية وتشريحية سواء من جهة الشخوص الذين يتناولهم العمل، أو من جهة المكونات التراثية ولغة الحوار الأمينة لخصوصية وتفرد اللهجة المحلية الأصيلة والمرتبطة بروح البيئة وبمكوناتها التي باتت آيلة الآن للنسيان والتلاشي. وعن عودته بعد فترة غياب طويلة عن إدارة الخشبة، وتأثير ذلك على حساسيته الإخراجية، قال سالم “لحسن حظي أنني أعمل مع فنانين ومبدعين لهم قيمتم وثقلهم في الساحة المسرحية أمثال حسن رجب الذي يقوم بدور رئيسي في العمل، مع وجود مرعي الحليان ككاتب وممثل في العرض، والفنانة (بدور) التي أعتبرها من أهم الفنانات المساهمات في تأكيد الحضور النسائي المميز في المسرح المحلي، وكذلك وجود فنانين جدد ومتحمسين في العمل مثل إبراهيم أستاذي والوجه الجديد سلوى الأميري” وأضاف “إن وجود هذه المجموعة المتناغمة حولي، أشعرني بثقة مضاعفة في تقديم عمل متميز بغض النظر عن طول فترة غيابي وابتعادي عن ممارسة الإخراج المسرحي”، وشدّد سالم على أهمية الاستماع لاقتراحات الفنانين المشاركين في العمل، مؤكدا على أنه اعتاد أن يضع الممثلين في قلب اللعبة الإخراجية، وتحويل الخشبة أثناء البروفات إلى مختبر متجدد، تتغير وتتحول وتستبدل فيه الأفكار والمسارات السردية والنصية، للوصول بالعمل في النهاية إلى صيغة مرضية للجميع ومتكيفة مع طاقة وخيال الممثلين وقدراتهم الأدائية. محرضات كتابة النص بدوره تحدث مرعي الحليان عن دوافع ومحرضات كتابته لنص “أخوان شما” مشيرا إلى أنه أراد أن يصل من خلال هذا النص إلى صيغة فنية تلبي متطلبات المسرح الجماهيري، وفي نفس الوقت لا تتنازل عن التقانة والحرفية المسرحية التي تقدم مسرحا جادا يتناسب مع أجواء أيام الشارقة وطبيعة العروض التي يحتضنها. وأضاف مرعي أن العمل يحمل تأثيرات الربيع العربي، بالتوازي مع شروط المكان وتقاليده التي تصنع هرمية الشكل الاجتماعي وصراعات وتصادمات هذا الهرم مع أفكار الجيل الجديد، ونوه مرعي أن العمل يوازن بين الشكل الكوميدي والآخر التراجيدي، وانبعاث هذين الشكلين أو الاتجاهين من منبع محلي يملك خصوصيته وأبعاده التي تجمع بين الرومانسية والحس العاطفي والشعور المتسامح الذي كان يطبع الجيل القديم والأوسط، وبين السلوكيات الغريبة والصادمة التي أفرزتها التقنيات الحديثة المهيمنة على الجيل الجديد. وعبّر الحليان عن تفاؤله بنجاح العمل لوجود مجموعة متجانسة ومتفهمة تعمل وتثابر من أجل إيصال المضامين والرسائل الداخلية للعمل إلى الجمهور، مشيدا في ذات الوقت بحماس المخرج إبراهيم سالم، والتنويعات الأدائية لحسن رجب بالإضافة إلى طاقم الممثلين والفنيين الذين حولوا بروفات العمل ــ كما أشار الحليان ــ إلى طقس يومي محبب، لا يمكن الفكاك من جاذبيته وحميميته. حس كوميدي وأشارت الفنانة بدور إلى أنها تجسّد في المسرحية شخصية “نورة” المسيطرة على قرارات الأسرة وتدخل في صدامات وصراعات متعددة في ظل وجود أهواء مختلفة لأفراد العائلة، وأضافت بأن شخصيتها التي يغلب عليها طابع العصبية لا تخلو أيضا من حس كوميدي يظهر في مواقف معينة وتكون هذه المواقف وليدة المفارقة التي تخلقها التناقضات والحوارات العفوية بين شخصيات العمل والتي تتواصل مع بعضها وسط حالات ونفسيات مركبة، بقدر ما تحمله من تعقيد، بقدر ما تتمتع بالطيبة والبساطة أيضا. أما الفنانة سلوى الأميري التي تمثل دور الزوجة التي تسعى إلى تماسك عائلتها وعدم انفراط عقدها، فقالت أن عمل (أخوان شما) وفّر لها فرصة الظهور لأول مرة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، حيث سبق لها المساهمة في تقديم مسرح الدمى للأطفال، وأشادت الأميري بجهد الفنانين الكبار تعتبرهم أساتذة لها مثل إبراهيم سالم وحسن رجب ومرعي الحليان، الذين أضاؤوا لها نقاطا مهمة فيما يتعلق بمهارات الأداء ومنحوها فرصة كبيرة للدخول في مغامرة التمثيل، وسط مهرجان كبير مثل أيام الشارقة المسرحية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©