أعمال الشغب بجنوب أفريقيا تضغط على زوما للوفاء بوعوده

قد تدفع أعمال الشغب العنيفة والتهديدات بشن موجة جديدة من الإضرابات العمالية التي تصيب الحياة بالشلل رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما إلى الاسراع بتنفيذ وعود انتخابية قطعها والمجازفة بإبعاد المستثمرين عن أكبر اقتصاد في قارة افريقيا. وبعد ثلاثة أشهر فقط من اكتساح حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي ينتمي إليه زوما الانتخابات اندلعت أعمال عنف في المقاطعات تعيد إلى الأذهان الاضطرابات التي انتشرت أيام نظام التمييز العنصري. وكان زوما الذي يتمتع بالكاريزما والقدرة على الاقناع قد قطع وعودا كبيرة خلال حملته الانتخابية وتعهد بمساعدة الملايين من السود الذين ما زالوا يعيشون في أكواخ . وتجعل أعمال العنف الأخيرة مهمة زوما عاجلة لكن الرئيس محكوم أيضا بأول ركود يصيب أكبر اقتصاد في افريقيا منذ 17 عاما. ويجب عليه أن يطمئن المستثمرين الاجانب بأنه سيكون حذرا في الانفاق وأنه لن يوجه الاقتصاد ناحية اليسار. وقالت راضية خان الرئيس الإقليمي للأبحاث الأفريقية في بنك ستاندارد تشارتارد «نحن الآن نرى اختبارا مبكرا .. نشهد إشارة واضحة للغاية لمدى الاستياء وهو أمر لم يلحظه المستثمرون». وأضافت «إنه أمر سيضايق على المدى البعيد أي شخص مهتم بالفعل بخطوات مقبلة محتملة وبما يمكن فعله بالنظر إلى مدى الاستياء.» ويواجه زوما مصاعب على عدة جبهات. ولم تفوت اتحادات نقابات العمال أي فرصة للدفع بقوة باتجاه تطبيق سياسات اقتصادية يسارية وهو أمر سيثير غضب المستثمرين. ووافق اتحاد في قطاع الوقود على عرض برفع الأجور بنسبة 9.5 في المئة لكنه حذر من انه قد ينظم إضرابا تعاطفا مع العاملين بقطاع إنتاج الورق والمواد الكيميائية الذين اضربوا عن العمل الاسبوع الماضي. ويطالب سكان مقاطعات بإقالة مسؤولين محليين تابعين لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي يتهمونهم بالفساد والإهمال الجسيم لمناطق تفتقر إلى فرص العمال والإسكان والصرف الصحي والرعاية الطبية. ويقول محللون إنه حتى وإن امتلك زوما الموارد فإن الإنفاق على حل المشكلة لن يجدي بسبب ما وصلت إليه الحكومة المحلية من عجز وفساد. وقالت المحللة السياسية سوزان بويسن «حتى لو وضعت خطة مارشال في هذه المرحلة فنحن نعلم أن قدرة الحكومة المحلية تمثل مشكلة ضخمة» وأضافت «يشبه الأمر حائطا يصطدم به كل التشويق الذي تثيره الديمقراطية والمشاركة وتحسين الحياة». وينصب الغضب حتى الآن على السلطات المحلية ويقول سكان مقاطعات إنه من المبكر للغاية الحكم على زوما. لكن قد تعتمد مصداقية زوما الذي يصور نفسه على أنه بطل الفقراء على المواقف الحاسمة التي قد يتخذها ضد مسؤولي الحكومة المحلية.