«بيتكوين» تسجل ثاني أسوأ أداء ربعي منذ بدء التداول

كان الربع الأول من العام الحالي مثالاً ممتازاً ليدل على عدم شعور المستثمرين بالحماس تجاه التعاملات في أسواق العملة الإلكترونية «بيتكوين». لطالما كانت العملة الرقمية عرضة لتقلبات عنيفة في الأسعار، مدفوعة بتداول الأخبار المتضاربة بشأن أداء تلك العملة وكذلك بسبب مشاعر المستثمرين المتغيرة وبسرعة تجاهها. وفي عام 2017، دفعت تلك الاتجاهات سعر البيتكوين إلى الارتفاع القياسي 1375?، ولكن خلال العام الحالي، تبدل الأمر إلى الاتجاه العكسي وبشكل حاد. وسجلت بيتكوين ثاني أسوأ أداء خلال الربع الأول من العام الحالي. وحتى نهاية الأسبوع الماضي، حيث سجل سعر العملة انخفاضاً بنسبة 49? خلال الربع الأول فقط من 2018، ليصل سعر تداول تلك العملة الإلكترونية إلى حوالي 7115 دولاراً. هذا من شأنه أن يجعل الربع الأول الأسوأ منذ الربع الثالث من عام 2011، عندما انخفضت قيمة البيتكوين بنسبة 68?، وثاني أسوأ ربع منذ أن بدأ التداول بانتظام في عام 2010. وعلاوة على ذلك، فقد انخفض سعر العملة بنسبة 64? من الرقم القياسي التي حققته والبالغ 19800 دولار في ديسمبر الماضي. وكان هذا هو أول انخفاض للعملة الإلكترونية الأكثر شهرة منذ الانخفاض الذي شهدته في الربع الثالث من عام 2016 والذي بلغت نسبته 9.5?. يذكر أنه في الربع الثالث من عام 2011، انخفض سعر البيتكوين من حوالي 16 دولاراً إلى 5 دولارات، مما يعني أن المستثمرين قد فقدوا 11 دولاراً لكل بيتكوين. أما في عام 2018، فقد خسروا حوالي 6750 دولاراً لكل بيتكوين يملكونه. وليست البيتكوين وحدها التي تتهاوى قيمتها في الأسواق المالية فقد شهدت العملات الإلكترونية الأخرى أيضاً تراجعاً ملحوظاً في قيمتها. فقد وصلت إثيريوم إلى 1369 دولاراً في يناير الماضي ولكنها أنهت الربع الأول من العام بحولي 394 دولاراً بانخفاض 47? مقارنة بنهاية عام 2017 عندما وصل سعرها إلى 743 دولاراً. كما ارتفعت قيمة العملة الإلكترونية ريبل إلى 3.84 دولار في يناير الماضي، لكنها أنهت الربع الأول من العام عند 52 سنتاً، بانخفاض 78? مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي حيث وصل سعرها عند 2.37 دولار. وحسب الأرقام الرسمية فقد انخفضت القيمة السوقية الإجمالية لقطاع العملات الرقمية بنسبة 54 % في الربع الأول من عام 2018 إلى 277 مليار دولار. وكانت هناك العديد من العوامل المحفزة لهذا الانخفاض، ففي فبراير الماضي ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تحقق في الجوانب السلبية التي قد تسفر عن التعامل بالعملات الرقمية الغير مسجلة في أسواق تداول العملات مما أسفر عن العزوف النسبي للمستثمرين في التعامل مع العملات الرقمية. كما تعرض أيضاً هذا النوع من العملات لضربة أخرى عندما قررت شركة فيسبوك، عملاق موقع التواصل الاجتماعي وكذلك ألفا بيت وقف عرض الإعلانات الخاصة بالعملات الرقمية عبر مواقعها الإلكترونية. مشكلة أخرى ظهرت على السطح وادت إلى التراجع القياسي الذي تشهده العملات الرقمية وهي عدم القدرة على حماية الأموال بشكل فعال من الهجمات الإلكترونية مما أدى إلى أن فقدت شركة كوين تشيك اليابانية للصرافة حوالي 500 مليون دولار في يناير الماضي. كما فقدت بيت جريل الإيطالية للصرافة أيضاً حوالي 170 مليون دولار من خلال التعامل مع عملة رقمية يطلق عليها اسم نانو في فبراير 2018. مع كل هذه الضغوط التي تتعرض لها العملات الإلكترونية إلا أن معاملات البيتكوين اليومية بلغت أكثر من 400 ألف في الربع الأخير من العام الماضي. لتتراجع إلى أقل من 200 ألف في الربع الأول من العام الحالي. وعلى الرغم من التراجع الذي تشهده العملات الرقمية هذا العام، فان المستثمرين الذين يملكون بيتكوين منذ بداية عام 2017 يتمتعون حتى اليوم بمكاسب تبلغ نسبتها حوالي 650?.