الحريري يتجه للإعلان «فجأة»عن حكومته المرتقبة قبل نهاية الأسبوع

استدعت تطورات الأحداث المتسارعة في جنوب لبنان على خلفية انفجار مستودع الأسلحة في بلدة خربة سلم الحدودية، تحركاً سياسياً سريعاً لحسم موضوع تشكيل الحكومة، لمواجهة التحديات، وسط توقعات بأن يعلن النائب سعد الحريري المكلف بتشكيلها، «فجأة دون سابق إنذار». ففي هذا الإطار، استقبل الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان على عجل أمس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الجنوب اللبناني مايكل وليامز ومعه مستشار الشؤون السياسية دييجو زوريليا واطلع منه على تطورات الأوضاع في الجنوب والقرار 1701. وأشار رئيس الجمهورية إلى الخرق المستمر للقرار عبر شبكات التجسس الإسرائيلية والخروقات اليومية، لافتا إلى «ضرورة العمل على الحفاظ على استقرار الأوضاع في الجنوب وتمتين العلاقة بين الجيش والقوات الدولية «يونيفيل» والاهالي. ومع بروز معطيات إيجابية لإنهاء ذيول حادث الاهالي مع «يونيفل»، تقرر ان تقوم وحدة تابعة للقوة الايطالية بزيارة إلى خربة سلم اليوم الأحد للاعتذار والتصالح مع الاهالي، على ان يعقب ذلك غداً الاثنين عقد اجتماع في بلدة تبنين في الجنوب يضم قائد «يونيفل» الجنرال كلاوديو جراتسيانو وممثلا عن الجيش اللبناني وممثلين عن «حزب الله» وحركة «أمل» لإنهاء تداعيات الحادث وذيوله، على ان يلي هذا الاجتماع لقاء ثلاثي لبناني – دولي – إسرائيلي في الناقورة بعد غدٍ الثلاثاء بهدف تنفيس الاحتقان وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحادث. وعلمت «الاتحاد» من مصادر موثوقة في بيروت ان هذا الاخراج لتسوية موضوع الجنوب، جاء بعد اجتماع بين الرؤساء الثلاثة: سليمان ونبيه بري والحريري، بعيداً عن الأضواء الإعلامية، بحث تسريع ولادة الحكومة، ورجحت ان يعلن الحريري فجأة وقبل نهاية الشهر الحالي حكومته. وكان لافتاً في هذا المجال توقع وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار (القوات اللبنانية)، في حديث إذاعي أمس ان يعلن الرئيس المكلف فجأة تشكيل الحكومة، وكشف ان «الثلث الضامن» لم يعد مطروحاً، وقال ان المخرج يكون في يد رئيس الجمهورية من خلال اختباره الوزير الشيعي السادس ضمن حصته، مشيراً إلى وجود حلول تحفظ للأكثرية نتائج الانتخابات وتؤمن للأقلية الضمانات اللازمة لقيام حكومة وحدة وطنية.وفيما أبلغ الحريري الصحفيين في القصر الجمهوري بعد اجتماعه الرابع مع الرئيس سليمان مساء أمس الأول، ان الامور تسير حكومياً على الطريق الصحيح، كشف قيادي بارز في فريق المعارضة لـ «الاتحاد» ان المعارضة ترى ان البلد بحاجة ماسة إلى حكومة وحدة وطنية فيها شراكة حقيقية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وأكد القيادي نفسه رداً على سؤال لـ «الاتحاد»: هناك صيغ شبه نهائية تطرح، والامور أصبحت في يد الرئيس المكلف وخلال أيام سيتم اعتماد صيغة ما. وقال عضو كتلة «حزب الله» النائب نواف الموسوي نطالب بصيغة ابداعية في تشكيل الحكومة تؤمن الشراكة الحقيقية والفعلية «معتبراً انه إذا غلب منطق الأكثرية والأقلية سيسقط العيش المشترك في لبنان». وأعرب عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب غسان مخيبر عن قناعته بتوصل الحريري بالتعاون مع رئيس الجمهورية، إلى صيغة للحكومة الجديدة بأسرع وقت لأن الوضع الحالي لا يحتمل أي عرقلة، لافتاً إلى ان اعتماد النسبية في تشكيل الحكومة لا يعني التحكم بالقرارات أو سلبها للأكثرية. بموازاة ذلك، رفضت مصادر مقربة من الرئيس المكلف رداً على سؤال لـ «الاتحاد» ما يشاع عن وجود عقبات في وجه التأليف وأكدت ان العمل جار على صيغة محددة لكن بسرية مطبقة. وقالت ان الامور تطبخ على نار هادئة لتنضج بالقدر الكافي لإنتاج حكومة قادرة على إدارة شؤون البلاد ومواجهة التحديات, وعندما تصبح جاهزة تعلن بدون مقدمات.