الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الآلات تستحوذ على %41 من وظائف البشر خلال 10 سنوات

الآلات تستحوذ على %41 من وظائف البشر خلال 10 سنوات
1 ابريل 2018 19:58
حسام عبدالنبي (دبي) تستكمل المؤسسات المالية والمصرفية، مسيرة استغلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تقليص أعداد الموظفين ممن يقومون بالمهام المتكررة، حيث تشير الدراسات العالمية إلى أن 41% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 25 عاماً، ويقيمون في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، يؤمنون بأن وظائفهم الحالية سيحل محلها تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات في غضون العقد المقبل. وحسب خبراء في شركات استشارات ومؤسسات مصرفية، فإن الإمارات تمتلك القدرة والمكانة اللتين تؤهلانها للاستفادة من مرحلة تلاشي الحواجز بين العالمين الواقعي والرقمي. وقالوا، إن 45% من الوظائف التي يتم تنفيذها حالياً في الشرق الأوسط يمكن أن تكون مؤتمتة، بما يمثل نحو 20 مليون وظيفة في دول مثل الإمارات والبحرين ومصر والكويت وسلطنة عمان والسعودية، مؤكدين أنه رغم التوقعات بزيادة الاعتماد على عملية الأتمتة، فإنه لا يزال هناك وقت قبل أن تحل الآلات محل العنصر البشري في تنفيذ الوظائف التي تتطلب التدخل البشري، وخاصة المناصب في قطاعات الترفيه والتعليم والضيافة. وأشار الخبراء إلى أنه بالرغم من أن الآلات والمعدات قد يمكنها تنفيذ الكثير من الأعمال في المستقبل، فإنها بحاجة إلى العقل البشري لإدارتها لضمان سلاسة العمل، منوهين إلى أن حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات وميكنة الخدمات يمكن أن تؤدي إلى إلغاء 30% من العمليات المتكررة في البنوك واختفاء بعض الوظائف مثل أمين الصندوق «الكاشير»، فضلاً عن تخفيض عدد فروع البنوك بنسبة 30% وتقليل عدد الموظفين في تلك الفروع بنسبة تتجاوز 50% خلال السنوات الخمس المقبلة. ووفقاً لدراسة أجرتها شركة «فورسايت فاكتوري» العالمية، فإن 41% من المشاركين في الدراسة (تبلغ أعمارهم 25 عاماً، ويقيمون في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط) يؤمنون بأن وظائفهم الحالية سيحل محلها تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات في غضون العقد المقبل. وأكدت الدراسة أن التطبيقات المختلفة باتت تمتلك تأثيراً متنامياً وواعداً وتشكل منعطفاً تاريخياً لأعمال الشركات وحياة الأفراد في المجتمع الإماراتي، مشيرة إلى أن الحواجز بين العالمين الواقعي والرقمي بدأت بالتلاشي، كما أن دولة الإمارات تمتلك القدرة والمكانة اللتين تؤهلانها للاستفادة من هذه المرحلة، نظراً لاحتضانها للقوى العاملة المتنامية من شريحة الشباب المتصلة بشبكة «الإنترنت» على الدوام. وظائف مؤتمتة وقال نادر حفار، الشريك ورئيس قسم الاستشارات الإدارية والقطاع الحكومي في شركة «كي بي إم جي»، الشركة العالمية لخدمات التدقيق والضرائب والاستشارات، إن الدراسات تشير إلى أن 45% من الوظائف التي يتم تنفيذها حالياً في الشرق الأوسط يمكن أن تكون مؤتمتة من خلال تطبيق التقنيات الحالية، مؤكداً أن هذه النسبة تمثل نحو 20 مليون وظيفة في دول مثل الإمارات والبحرين ومصر والكويت وسلطنة عمان والسعودية. وأوضح حفار، أن الاعتماد على عملية الأتمتة يزيد في العديد من المجالات، حيث يرجح أن تكون قطاعات مثل التصنيع والتخزين والنقل، التي تتضمن عمليات ميكانيكية أو عمليات متكررة، هي أولى القطاعات التي ستشهد تغييرات واسعة النطاق في هذا الصدد. ودلل على ذلك بتشغيل أطول قطار من دون سائق في العالم في مدينة دبي، مشيراً إلى أنه رغم التوقعات بزيادة الاعتماد على عملية الأتمتة، لا يزال هناك وقت قبل أن تحل الآلات محل العنصر البشري في تنفيذ الوظائف التي تتطلب التدخل البشري، وخاصة المناصب في قطاعات الترفيه والتعليم والضيافة، ومرجحاً في الوقت ذاته أن تبدأ الأتمتة للوظائف التي لا تؤثر على تجربة العميل بشكل عام. ووفقاً لـ حفار، فإن إدارات الموارد البشرية تواجه في الوقت الحالي سيناريو فريداً من نوعه يتمثل في تصور خاص للقوى العاملة التي تتميز بالتنوع ليس فقط من المنظور الثقافي ولكن أيضاً من جميع الجوانب، حيث يزداد تعامل الإنسان مع الآلات والمعدات المبرمجة بشكل كبير. وأضاف، أن فرق الموارد البشرية ستحتاج أولاً إلى تبديد مخاوف الموظفين من فقدان وظائفهم نتيجة الاستعانة بالآلات في تنفيذها، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يرتفع معدل البطالة بين الشباب، داعياً إلى التركيز على إعادة التأهيل، أي تطوير المهارات التي تكملها العمليات الآلية. ونبه حفار، أنه بالرغم أن الآلات والمعدات يمكنها تنفيذ الكثير من الأعمال في المستقبل، إلا أن أنها بحاجة إلى العقل البشري لإدارتها لضمان سلاسة العمل، منوهاً أن التركيز ينصب حالياً على تطبيق أحدث نماذج وأساليب إدارة الموارد البشرية التي تسهم في تمكين الموظفين، وترسيخ الذكاء العاطفي، وتطوير التكامل بين المهارات البشرية والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التكيف والتأقلم مع نظام الأتمتة في مكان العمل. وفيما يخص العمل في المؤسسات المصرفية والمالية، أفاد حفار، أنه وفقاً لآخر التقارير التي أصدرتها الشركة، فإن الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين والـ «فينتك» سيكونون من الأدوات الأساسية التي من شأنها أن تغير طريقة عمل البنوك، خصوصاً أنها ستساعد في تحقق ثلاثة أهداف تتمثل في تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإيرادات وتقليل المخاطر. اختفاء وظائف من جهته، توقع معالي عبد العزيز الغرير، رئيس اتحاد مصارف الإمارات، والرئيس التنفيذي لبنك المشرق، أن تؤدي حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات وميكنة الخدمات إلى إلغاء 30% من العمليات المتكررة في البنوك، واختفاء بعض الوظائف مثل أمين الصندوق «الكاشير». وقال، إن الحاجة إلى توفير عدد كبير من فروع البنوك ومن عدد الموظفين بها ستقل في ظل التغيرات المتوقعة في طريقة تقديم الخدمات المصرفية خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث يرجح أن يقل عدد فروع البنوك بنسبة 30%، وأن يقل عدد الموظفين في تلك الفروع بنسبة تتجاوز 50% خلال تلك الفترة ومن دون الإخلال بجودة تقديم الخدمات والتواصل مع العملاء، مؤكداً أن التعامل مع البنوك سيكون أسهل من السابق، خاصة أن الأجيال الجديدة من الشباب تفضل الخدمات الرقمية، وهناك إقبال متزايد من العملاء الحاليين وكبار السن على الخدمات الرقمية بعد التيقن من مزاياها. وأكد الغرير، أن البنوك ليس لديها خيار إلا أن تتماشى مع التطورات الحادثة في القطاع المصرفي وتزيد من قدرتها على مواكبة التطورات، كشرط ضروري للاستمرار والمنافسة. ونصح البنوك بالبدء على الفور في تأهيل الموظفين لمواكبة التغييرات والعصر الرقمي، بحيث ينتقلون من الأعمال الاعتيادية إلى العمليات التي تتوافق مع التطور الحادث. بدوره، قال جين ألفاريز، نائب الرئيس في شركة جارتنر المتخصصة في مجال الاستشارات والأبحاث، إن الدراسات التي أجرتها الشركة أشارت إلى أنه سيتم تنفيذ 25% من عمليات دعم وخدمة العملاء من خلال دمج تقنيات مساعد العملاء الافتراضي VCA أو الـ «شات بوت» في أعمال متكاملة، عبر كافة القنوات التفاعلية بحلول عام 2020، بزيادة بنسبة 2% تقريباً مقارنة بعام 2017، منبهاً أن أكثر من نصف المؤسسات بدأت بالفعل بالاستثمار في تكنولوجيا مساعد العملاء الافتراضي لتعزيز خدمة العملاء، بعد أن أدرك مسؤولو تلك الشركات مزايا الخدمات الآلية الذاتية، بالإضافة إلى القدرة على إمكانية تصعيد الأمر إلى العناصر البشرية المسؤولة عن خدمة العملاء في الحالات المعقدة التي تستدعي ذلك. الذكاء الاصطناعي يعزز المهارات قال فيليب جيربيرت، الشريك الأول في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، إنه وفقاً لدراسة عالمية، شملت أكثر من 3 آلاف من رجال الأعمال والمدراء والمحللين في 112 دولة و21 قطاعاً، فإنه على الرغم من التوقعات المنتشرة على نطاق واسع بفقدان العديد من الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، فإن 47% من المشاركين توقعوا تخفيض القوى العاملة في شركاتهم خلال السنوات الخمس المقبلة، موضحاً أن 80% توقعوا بأن الذكاء الاصطناعي سيعزز مهارات الموظفين الحاليين، فيما عبر 31% من المشاركين عن خشيتهم من أن يسلبهم الذكاء الاصطناعي العديد من الوظائف التي يمارسونها في إطار مناصبهم. وأكد جيربيرت، أن نحو 75% من رؤساء الشركات يتوقعون بأن يسهم الذكاء الاصطناعي في خلق قدرات تنافسية أو مجالات جديدة من الأعمال لشركاتهم، بيد أن حوالي شركة واحدة فقط من كل خمس شركات قامت بإدراج الذكاء الاصطناعي في بعض عروضها وإجراءاتها الحالية، فيما تقوم شركة واحدة فقط من بين 20 شركة بإدراج الذكاء الاصطناعي في عروضها وإجراءاتها الحالية، منوهاً أن نسبة تقارب 40% فقط من الشركات تمتلك استراتيجية خاصة بالذكاء الاصطناعي رغم اعتقاد 85% أن الذكاء الاصطناعي سيسمح لشركاتهم باكتساب مزايا تنافسية أو الحفاظ على المزايا الحالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©