الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينما الواقع في أبوظبي

سينما الواقع في أبوظبي
28 ابريل 2010 21:14
تشهد أبوظبي حتى التاسع من شهر مايو 2010 الدورة الثانية من “مهرجان جوائز أناسي للأفلام الوثائقية” تحت شعار “ملاحظة واقعية.. عين الوثائقية “، وقد رعى حفل افتتاح المهرجان في سينما رويال الخالدية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وتنظم هذا الحدث السينمائي مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي بالتعاون والتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” ومجتمع ابتكار المحتوى الاعلامي وقناة “العربية”. اللافت في هذه التظاهرة السينمائية، هو تميزها بالتنوع في المحتوى والعروض، فهنا 48 فيلما تسجيليا، تمثل أفلاما داخل المسابقة وأخرى خارجها، الى جانب بعض الأفلام من مهرجانات عالمية. أما فئات الافلام التي يتابعها الجمهور فيمكن تصنيفها ضمن جملة قوائم منها: أفلام جوائز أناسي المرشحة للمرحلة النهائية، وعروض أفلام مهرجان “جوائز الناشئة الدولي الالماني”، ويتضمن 6 افلام يتصدرها فيلم “كيفن اسمعني” للمخرج جورج بوسك ومدته 15 دقيقة، ويطرح الفيلم قصة الطفل “كيفن” الذي يكافح من أجل التغلب على “التأتأة” و”التلعثم” أثناء الحديث من خلال رصد دقيق لحالته النفسية، وتنقل الكاميرا بسرعة هائلة بين المشاهد والمناظر والأماكن التي تدور فيها الحكاية في إطار مونتاج يتمتع بالذكاء والدقة. ويتبع هذا الفيلم مجموعة متميزة من الافلام ومنها الفيلم السويدي: “مجموعة دواء ايفا الشتوية” ومدته 7 دقائق للمخرج ايرلاند بيسكو، وهناك افلام اخرى مثل: “رياضيات”، “بدي في طور الحركة”، “العرض مع الفأر”، “المدربون الخطأ” للمخرج الانجليزي كيز مارجري. أحلام الزبالة أما الفئة الثانية من العروض فجاءت من خلال مهرجان “الأمم المتحدة المتجول للأفلام” ويتصدرها فيلم مهم ناطق بالعربية بعنوان “أحلام الزبالة” انتاج مصري انجليزي واستغرق تصويره في أحد الاحياء الشعبية بالقاهرة نحو أربع سنوات ومدته 83 دقيقة. حاولت مخرجته مي اسكندر إلقاء المزيد من الأنوار الكاشفة حول مهنة جمع القمامة والنظرة المجتمعية القاصرة لهذه المهنة، ومن ثم أحلام الزبالين في الحياة. يعرض الفيلم حكاية ثلاثة مراهقين من جامعي القمامة: الاول هو “أدهم” فتى في السابعة عشرة من عمرة يتمتع بذكاء يتجاوز سنوات عمره. ونشاهد “أسامة” صاحب ال16 ربيعا، المشاغب، المتمرد والجذاب في ذات الوقت، وهو يعتقد طوال أحداث الفيلم أن وسامته تنسي الفتيات طبيعة مهنته فعيونهن تلاحقه أينما ذهب ولا يخشى في احد المواقف أن يعبر عن ذلك بفخر بقولة: “لقد أصبحت شابا حبيبا”. اما الثالث فيدعى “نبيل” ذي الثمانية عشر ربيعا وصاحب الحس الفني الرفيع. لقد ولد الثلاثة وسط تجارة القمامة، وكبروا وسط أكبر قرية لجمع القمامة على مستوى العالم. في هذه القرية تكشف لنا المخرجة عن عوالم غريبة، مزيج من العزلة والفقر والحركة وسط أطنان ومخلفات اهل المدينة، ومع تطور الأحداث يكتشف المتفرج أن حكاية المراهقين الثلاثة تدور وسط ستين ألف شخص من “الزبالين” يشكلون سكان الحي، حيث نرى على مدى أجيال كيف اعتمد سكان المدينة على “كدح” هؤلاء الذين يجملهم المجتمع حينما يطلق عليهم صفة “عمال النظافة”. في مناظر متعددة نرى مجموعة من الزبالين المخاطرين بحياتهم على الدوام كيف ينجحون في إعادة تدوير النفايات وتحويلها الى أشياء تساعدهم في زيادة دخلهم المحدود جدا، وكأن مخرجة الفيلم تريد لفت انتباهنا إلى أن ما يقوم به جامعو القمامة يمثل أفضل طريقة للتخلص من النفايات في العالم. أما عقدة الفيلم فتتلخص بقرار مفاجئ بالتخلص من “الزبالين” والاستعانة بمجموعة شركات متعددة الجنسيات للقيام بمهمة جمع القمامة. وعندما يجد هؤلاء أنهم دخلوا ما يمكن تسميته بعولمة مهنتهم فانهم يسارعون الى البحث عن بدائل جديدة تؤمن لهم قوت يومهم، فيما يقف المراهقون الثلاثة على مفترق الطرق ويبدأون ببث أحلامهم، وتستمر حياتهم بعد أن يكون الفيلم قد قدم للمتفرج العديد من المظاهر الشعبية في الحي مثل الافراح الشعبية وحركة المقاهي والشوارع المزدحمة، فيما نجحت كاميرا مي اسكندر في تكثيف الاحداث ورصد الحالات التلقائية للمراهقين الثلاثة الذين بدوا لنا في إطار إنساني يدفعنا للتعاطف معهم. لكن أهم ما في هذا الفيلم هو “المونتاج” الجميل الذي صنع لنا نقلات سريعة وربط متناسق ما بين عالمي المدينة والاحياء الفقيرة في ظلال صورة رمادية مغبرة من تراب ورماد مئات الأطنان من ركام القمامة. سطوة المياه من جملة الأفلام الاخرى والمهمة التي عرضها لنا مهرجان الامم المتحدة المتجول افلام مثل: “سليم بابا” انتاج بوليفي أميركي مشترك للمخرج تيم سترنبرج، وفيلم “تدفق حبا بالماء” انتاج هندي سويدي كندي فرنسي مشترك للمخرجة آيرينا سالينا، التي تسلط الضوء من خلال هذا الفيلم على تفاصيل كارثة عالمية ناشئة حيث يقوم سباكون أفارقة بإعادة توصيل مواسير المياه في المناطق العشوائية تحت جنح الظلام لضمان استمرار مجتمعهم على قيد الحياة. الفيلم الذي يقع في 94 دقيقة يتحدث صراحة عن مشكلة المياه في العالم، وعن مشكلات تتعلق بالخصخصة وأهمية الشراكة العالمية في حماية الناس من هذه الأزمة. أما أهمية مثل هذا الفيلم فتكمن في مجال تدفق الصورة الحرة وجمالياتها التي تكشف عن طبيعة ساحرة تتعرض للايذاء البشري، من خلال حس إنساني يمنح القيمة التسجيلية بعدا جماهيريا نحو مناقشة القضية التي يطرحها فيلم اقترب كثيرا من الجانب الروائي. أما آخر افلام هذا المهرجان ولعله أكثرها نجاحا في طرح قضية الطاقة العالمية وهو بعنوان “معركة من أجل نهر الزينجو” انتاج برازيلي أميركي في 11 دقيقة لمخرجته ايارا لي المولودة لابوين كوريين، وتربت في البرازيل، وقد بدأت حياتها العملية في عالم صناعة الافلام كمنتجة ومبرمجة في مهرجان سان باولو العالمي للافلام في الفترة ما بين 1984 الى 1989 ومن هناك انطلقت لتستقر في نيويورك لتؤسس شركة لإنتاج الافلام تحت اسم “كيبرينا للافلام”. أما فيلمها الذي نحن بصدده فيوجه الجمهور نحو نهر الزينجو الذي يعتبر أحد روافد نهر الامازون وهو موطن لما يزيد عن عشرة آلاف من المواطنين الاصليين الذين يعتمدون في معيشتهم على هذا النهر. انقلاب الاحداث في الفيلم يأتي من خلال قرار للحكومة البرازيلية في انشاء ما سوف يعتبر ثالث أكبر سد لتوليد الكهرباء من المياه في العالم والاستفادة من مياه النهر، الامر الذي يعتبره السكان تهديدا مباشرا لحياتهم وللتنوع الاحيائي في منطقتهم وبالتالي حرمانهم من حقوقهم في مستقبل مضمون. سكان الامازون الذين شاهدناهم بملابسهم الوطنية وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم رفضوا القرار حماية لأسلوبهم وحياتهم المتوارثة عن الاسلاف، ونرى كيف تتواصل الاحتجاجات ومنها ما جرى في يناير عام 2009 من خلال تجمع أكثر من مائة ألف مواطن برازيلي في مدينة “بلم” بمناسبة المنتدى الاجتماعي العالمي حيث دوت مرة أخرى أصوات شعب الزينجو الرافضة لعولمة المكان وأوضحوا خلال مظاهرتهم الاحتجاجية انهم باقون للمحافظة على تقاليدهم وحماية ثقافتهم من الاندثار مهما كانت الاسباب. فيلم ايارا لي من ذلك النوع الذي يهتم بأدق التفاصيل من خلال تنويعات من اللقطات في المشهد الواحد. فيما كانت الكاميرا تلاحق وجوه وملابس المشاركين في الاحتجاجات الى جانب الكشف عن العديد من المفردات القروية والعادات الغريبة التي تساعد المتفرج على فهم جديد لثقافة شعب الامازون. فلسطين وأفغانستان وعلى المستوى الجماهيري، هناك جملة من الافلام حققت نسبة مشاهدة عالية، من ذلك فيلم بعنوان “حمودي “ وهو انتاج فلسطيني لبناني مشترك ومدته 10 دقائق، وهو للمخرج أنور صعب. الفيلم على رغم كل ما فيه من مرارة والم يمتلك جانبا من التفاؤل والبراءة في حياة الطفل “حمودي” الذي فقد أقدامه نتيجة انفجار قنبلة من مخلفات الحرب الاسرائيلية على جنوب لبنان. في الفيلم يشرح لنا حمودي عن مشاعره تجاه التحليق اليومي للطائرات الحربية في أجواء قريته، وكيف أن الأمر اصبح معتادا بالنسبة اليه، كما يتحدث عن علاقته الوثيقة مع صديقه الوحيد “عصام” وكيف يواجه إعاقته بتعلم العزف على الكمان ومتابعة التمارين على المشي بأطراف صناعية في احد مراكز وكالة الغوث مع مزيج من ضحكاته البريئة التي خففت الكثير على المشاهد من متابعة مأساته بسبب الحرب. وحمودي نموذج للطفولة الضائعة والحرمان الذي فرضه عليه “تجار الحرب” والساسة الغافلين في بروجهم العاجية عن آلام الغير. في عمل أنور صعب تختلط الحقيقية بوقائع تسجيلية تم تركيبها بعناية عبر مونتاج ممتاز وماهر في رصد الدمار الاجتماعي عن طريق روح الدعابة الحادة والغامضة. من خارج المسابقة الرسمية كان فيلم “حب وحرب في كابول” واحدا من الافلام الرائعة على مستوى المضمون والفكرة والتناول. الفيلم من انتاج الماني ومدته 86 دقيقة من اخراج هيلجا ريدميستر. والفيلم بالفعل يطرح قصة حب وسط حرب ظالمة اشعلت في افغانستان ولا زالت رحاها تدور. لقد تركت المخرجة للزوجة شيماء وزوجها حسين وبقية افراد العائلة مساحة كاملة من الحديث عن حياتهم واحلامهم وآلامهم وهم يعانون من ويلات الحرب الدائرة. أمامنا حسين الذي فقد أطرافه بسبب الحرب، وشيماء التي تقوم بكل مهمات المنزل، كما نرى والدها ووالدتها وأخواتها والجميع يحاولون الخروج ثلوج الشتاء القارص وهم يتكومون حول “مدفأة الحطب” انهم يتحدثون عن اميركا وطالبان والحرب والقوانين الاجتماعية والفقر، والمزيد من الاحلام وسط صقيع كابول، ويتكلمون صراحة عن الخلافات الزوجية والعقد الاجتماعية، لكنهم في النهاية يجتمعون حول التلفزيون مثل كل الناس لمشاهدة آخر الاخبار.. وينتظرون لعل القادم أفضل. ينقلنا الفيلم عبر لقطات عديدة الى شوارع كوابل والى تفاصيل حياة الناس وبحثهم عن الماء والطعام القليل، كما نرى الجوانب المختلفة من عادات الناس وتقاليدهم وملابسهم الوطنية ومعاناتهم التي لا تنتهي. في هذا الفيلم تواجه الجمهور بلقطات صادمة للاطفال وهم يلعبون بين مقابر الموتى، ويحلقون طائراتهم الورقية دون اكتراث، الى كل ذلك صورة الفقر المدقع لتلك الاسرة وما آلت اليه من متاعب وهي تبحث عن حياة كريمة وسط الحرب، فكيف تكون هذه المعادلة الصعبة، فجاء التناول ماهرا على مستوى اللقطات القصيرة واستخدام الكادر الذي يبرز وجوه الشخصيات بكل تفاصيلها بالاضافة الى اللقطات البانورامية التي توضح لك الخراب الذي أصاب العمران والمدينة بفعل الحرب. أفلام الأطفال وسلسة الافلام المخصصة للاطفال فقد حققت نسبة مشاهدة طيبة ومن ذلك الفيلم السويدي “برنامج مجموعة دواء ايفا الشتوية” لمخرجه ايرلاند بيسكاو والذي قام بإنتاجه ايضا لمصلحة التلفزيون السويدي. الفيلم مدته 7 دقائق ويتناول مواقف قد يمر بها الشخص خلال حياته، وتشرح ايفا فانك في هذا البرنامج للاطفال الاشياء التي يمكنهم القيام بها بأنفسهم دون طلب مساعدة من الصيدلية. الفيلم من النوع المتوسط القيمة فنيا، لكنه ينحو باتجاه تدريب عقلية الطفل باتجاه الاعتماد على الذات من خلال صورة ذكية ووسائل توضيحية عالية المستوى. بموازاة ذلك كان فيلم “برنامج العرض مع الفأر” للتلفزيون الالماني للمخرج كانجا انجلهاردت وتناول مباشرة كيف يعيش الناس في اليابان، وتكشف لنا الزيارة التي قام بها المذيع رالف كاسبرس الى طوكيو بدعوة من احدى الاسر اليابانية عن اسرار حياة هذا الشعب وجانب من عاداته وتقاليده. كما عرضت أفلام مهمة مثل: “أبو القاسم الشابي شاعر الحب والحرية” من تونس في 41 دقيقة لمخرجته هاجر ناصر. كذلك فيلم “ماريا” من فلسطين وهو للمخرج معتصم محسن ضمن 33 دقيقة تعرض لظروف فتاة فلسطينية من ذوي الاحتياجات الخاصة. وبالمجمل العام يمكن الإشارة الى ان مواضيع الافلام تلاقت عند علامة فارقة واحدة وهي “السياسة” حينما تتدخل في حياة البشر، وكيف يفسد الساسة هذه الحياة؟ وكيف تقوض العولمة الكثير من الثوابت في الحياة الانسانية البسيطة. وقد أحسنت مؤسسة “أناسي” صنعا بجلب مثل هذه النوعية من الافلام لجمهور الامارات من خلال مهرجان جمع معظم المدارس الفنية في السينما التسجيلية التي باتت تحتل اليوم أهمية بالغة في إطار سينما الواقع حيث الأبطال الحقيقيون هم الذين يتحدثون بلا تجمل او تزييف غير ما تحدثه عمليات المونتاج لأغراض فنية. صحيح ان هناك نسبة قليلة من الافلام كانت موجهة من خلال منتجيها، لكنها لم تشكل أهمية بمقابل الافلام الجريئة التي طرحت قضايا معاصرة، مثل فيلم “سليم بابا” انتاج هندي أميركي مشترك للمخرج تيم سترنبرج، وكذلك فيلم “عينان مفتوحتان” من الأورغواي لمخرجه غونزالو ارجون ويتحدث في 85 دقيقة عن الاشتراكية في امريكا اللاتينية. وقد أتاح المهرجان الفرصة للجمهور للتعرف على مخرجين كبار في مجال الفيلم الوثائقي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الكساندر ويستمير بفيلمه “وحيدا بين أربعة جدران”، كذلك المخرجة لورا باري بفيلمها “انطوان”. والمخرج الاسباني جوان لوسي دينو بفيلمه الناجح “بعيدا 100 متر”. ولا يمكن لنا في هذا السياق أن نغفل اسم المخرج المكسيكي ايجينيو بوتفسكي بفيلمه “لوس هيرودوس” صاحب اللقطات التي تكاد تشعر بأنها لقطات ساكنة بينما هي في الحقيقة لقطات عاصفة ومؤثرة. وفي النهاية ربما بدت بعض مواضيع الافلام غريبة على الجمهور مثل الفيلم السويسري “حجر زيتي” لمخرجه ماركوالفنسيرجر. ويتحدث الفيلم عن الحياة في أكبر مدينة نفطية في البحر. كذلك الفيلم الايراني “أحمر وأبيض وأخضر” لمخرجه نادر دافودي ويتحدث عن انتخابات الرئاسة الايرانية الأخيرة بطريقة تبعث على الكثير من التساؤل ما الذي يريده الفيلم بالضبط. وايضا فيلم “صوت الحشرات” لمخرجه السويسري بيتر لينشي ويتحدث عن الحياة والموت بصورة صادمة، الا ان ذلك تم تجاوزه بطريقة أو بأخرى من خلال الترجمات التي أعدت بعناية، رغم ان بعض الافلام قد خلت من الترجمة العربية، وهذا يعود بالطبع الى جهة انتاج الفيلم وليس للمنظمين. أفلام إماراتية كان للإمارات نصيب طيب من العروض، ومن ذلك فيلم بعنوان “الاطفال في عيوننا” للمخرج احمد محمد صلاح ومدته دقيقة واحدة ضمن عروض دقيقة واحدة وثائقية. كما كان هناك آخر بعنوان “الاعاقة ليست عجزا”، لمخرجته عائشة ابو المعالي. كذلك فيلم “أنا فتاة عربية” لمخرجه عبد الله قاسم محمد كريم. واخيرا فيلم “الملعب” لمخرجه وليد عشقي. أفلام وحكّام تميز المهرجان بما تضمنه من مناقشات وندوات فكرية لتقييم الأفلام، علاوة على جهود لجنة التحكيم في متابعة أفلام المسابقة الرسمية، وقد جمعت اللجنة نخبة ممتازة في المجال منهم: الممثل المصري محمود قابيل سفير النوايا الحسنة بمنظمة الامم المتحدة للطفولة “اليونسيف”، وعمر أميرالاي أحد رواد الفيلم الوثائقي عربيا، ومسعود أمرالله المدير الفني لمهرجاني دبي والخليج السينمائي، وياسمينا بوجيك الناقدة ومؤسسة مهرجان يوناف للافلام الوثائقية المتجول، ولوري آن المخرجة وعضوة الهيئة المديرة للجمعية الدولية للفيلم الوثائقي، وأياد قاسم مدير ادارة تطوير المحتوى بـ 54 twofo r، ومحمد سويد منتج أول ومخرج في قناة العربية الاخبارية. في جانب ثان بلغ عدد الافلام التي وصلت الى التصفية النهائية الى 24 فيلا وثائقي من مختلف دول العالم من بينها: روسيا، ايران كندا، بلجيكا، أورغواي، فرنسا، النيجر، فلسطين، لبنان، بولندا، المكسيك، أميركا، سويسرا، المغرب، مالي. وهذه الافلام من اصل 220 فيلما مشاركا من 40 دولة، وتطرح الافلام مواضيع مختلفة في كل من محاور: “تحديث الوثائقي” و”الطفل في عيوننا” و”دقيقة وثائقي”. اما مسابقة أفضل سكريبت فتمثلت في 15 سكريبت وصل منها للتصفيات النهائية ثلاثة أفلام من الإمارات ومصر والمانيا. والاهمية الاخيرة لهذا الحدث السينمائي ان الافلام المعروضة تركز على مواضيع جوهرية تلعب فيها السياسة دورا خطيرا في التوجيه للمشاكل التي يعاني منها العالم وبخاصة العالم الثالث مثل: التنمية الاجتماعية، اليتم، التشرد، عمالة الأطفال، عدم الإنجاب، عمل المرأة، تلوث البيئة، الإعاقة، ومواضيع تربوية متعددة تسلط الضوء على مشكلات التعليم في الوطن العربي، بالاضافة الى طرح قضايا السلطة الأبوية والتسلط الاجتماعي وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©