الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلقات القرآن.. ماراثون الإيمان

حلقات القرآن.. ماراثون الإيمان
7 يونيو 2016 14:00
أحمد السعداوي (أبوظبي) حفظ وتلاوة القرآن الكريم، من أفضل العادات خلال شهر رمضان المبارك بعد تأدية الفرائض، ولذلك يتنافس المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في هذا الماراثون الإيماني، الذي يحل كل عام محملاً بالخير والرحمات، فتكثر حلقات القرآن، التي تضم جميع الفئات والأعمار يوحد بينهم حب كتاب الله تعالى ورفع مكانته في القلوب، وهي الغاية التي يسعى إليها الجميع على مدى أيام وليالي شهر رمضان الكريم، عبر تلاوة وحفظ أكبر قدر من كتاب الله تعالى، مع تعلم القراءة بطريقة صحيحة وتحسين مهارات النطق وأحكام التلاوة. فضل كبير ويقول فضيلة الشيخ يحيى محمد عيشان، مشرف حلقات تحفيظ القرآن في جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، إن هناك فضلا كبيرا لتلاوة القرآن الكريم في كل زمان ومكان، لكن شهر رمضان له خصوصية، كونه أنزل فيه القرآن وتتضاعف فيه الحسنات، كون الصائم يكون متفرغاً للعبادة عليه الذكر والتقرب من الله. وفيما يتعلق بدورات تحفيظ القرآن، وأهمية ذلك في تشجيع حفظ كتاب الله تعالى، أكد عيشان أن وجود هذه الدورات وتفعيلها بشكل سليم يحمل فائدة كبرى للمجتمع، حيث يربط الناس بالقرآن بعيداً عن انشغالات الحياة اليومية، ولذلك تشجع هذه الدورات الكثيرين على حفظ ومدارسة القرآن، كما أن تهيئة الأجيال الجديدة لدراسة وحفظ القرآن يفيدهم من حيث تنشئة جيل يحفظ كلام الله تعالى، ويدرس تعاليمه، وتكون حياته مرتبطة بالقرآن، وهذا كله بفضل الأدوات المتوافرة في المجتمع، وبفضل الله تعالى المجتمع الذي نعيش فيه يقدم كل ما يليق ببركة القرآن الكريم، الذي ييسره الله لمن أراد وسعى إلى ذلك. التدبر وحول الكيفية التي تمكن الفرد من الخروج بأكبر فائدة من تلاوة القرآن في شهر رمضان، أورد أن الأصل في القرآن هو التدبر والعمل به، الأمر الثاني التفرغ للعبادة عن شواغل الدنيا وزحام الحياة، خاصة مع توافر فرصة لقراءة القرآن يومياً بوقت أطول. وأوضح أن هناك تأثيراً عظيماً لحفظ القرآن على الإنسان نفسياً واجتماعياً، أهمه تقوية الإيمان وزيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، وارتباط الإنسان بالطاعات وتحسن أخلاقه وتعاملاته، فالقرآن يهذب الإنسان في سائر أمور حياته، ويشعره بأن له قيمة في الحياة كما يبقيه في شوق وتلهف لما عند الله سبحانه وتعالى من الأجر والمثوبة، كما أن القرآن يعين الإنسان على الحياة في كثير من المجالات العلمية والتعليمية، ويعينه أيضا على تربية نفسه وأبنائه وأداء الحقوق خاصة حق الوالدين والأبناء. وبالنسبة لتشجيع الأبناء على حفظ كتاب الله تعالى، يشدد عيشان، على قيمة القدوة من الأب والأم والاستماع الدائم للقرآن سواء في البيت أو السيارة أو أي مكان، وعلى الأهل أيضا أن يرسخوا لدى الأبناء قيمة القرآن الكريم ومحبتهم له، ثم يبدأان تدريجيا في تشجيع الابن على حفظ القرآن، بحسب فئاتهم العمرية وإمكاناتهم اللفظية وقدرتهم على الحفظ والاستيعاب، على أن يكون ذلك في البداية دون أي شعور بالإلزام على الطفل، وإنما يأتي في إطار التسلية حتى يحب الطفل حفظ القرآن إلى أن يصل عمر 5 أو 6 سنوات حينها يكون التركيز معه وتشجيعه على حفظ وتلاوة كتاب الله تعالى بالشكل الصحيح. وعن النصائح التي يوجهها عيشان إلى الراغبين في حفظ القرآن الكريم، يذكر أنه ليس هناك أفضل من كلام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، حيث هناك منافع كثيرة من وراء حفظ القرآن الكريم منها أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يقال لقارئ القرآن في الآخرة «اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا»، كما أن حافظ القرآن يلبس والديه تاج الوقار في يوم الحساب إن شاء الله. ويؤكد عيشان أن حفظ القرآن الكريم سهل ويسير لمن أراد ذلك، وهو ما يتبين من قوله تعالى «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر» وقوله تعالى «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، فالمسألة كلها مرتبطة بالاستعداد النفسي للشخص إذا وضع في باله أنها ستكون مسألة صعبة، سيبقى الأمر كذلك طول العمر، وإذا توكل على الله ورآها سهلة ستكون يسيرة بأمر الله، وليس هناك سن معينة للبدء في حفظ القرآن وتلاوته بشكل سليم، وهو شخصيا يعرف أحد المشايخ بدأ بحفظ القرآن في سن 45 والآن يتلوه بالقراءات العشر، وهناك نماذج كثيرة مشابهة يعرفها كل من اهتم بحفظ وقراءة القرآن الكريم، الذي يجعل الله له بإذن الله مقدارا كبيرا في الدنيا والآخرة. تجربة جميلة ومن أصحاب التجارب الجميلة مع حفظ القرآن الكريم، يقول زين جابر علي، مهندس معماري، «42 سنة» إنه بدأ بحفظ القرآن منذ 3 سنوات بعد عودته من رحلة العمرة، وكان يعتمد على حفظ وقراءة القرآن في كل وقت اعتماداً على الأقراص المدمجة في السيارة والمنزل، إلى أن وفقه الله من الانتهاء من حفظه كاملا خلال عام واحد، إلا أنه وقع في خطأ واحد يعمل على تداركه الآن، ألا وهو عدم تلقي القرآن وطريقة القراءة بشكل سليم على يد محفظ متخصص، وبالتالي يخطئ أحياناً في كثير من أحكام التلاوة، كون القرآن علما عظيما ولا ينبغي أخذ العلم إلا من أهله، ولذلك يحضر حلقات القرآن الكريم في جامع الشيخ زايد ليتعلم النطق الصحيح لجميع مفردات ومعاني القرآن حتى يأخذ الأجر كاملاً من الله سبحانه وتعالى، مبيناً انه يصطحب معه ولديه زياد «11 سنة» ويحفظ ثلاثة أجزاء و إسلام «8 سنوات» يحفظ جزءاً، في حلقات التحفيظ ليبدأوا رحلتهم مع القرآن مبكرا حتى يكون خير معين لهم في الدنيا والآخرة. وينصح علي الجميع بأن يضعوا القرآن في مقدمة اهتماماتهم، لأنه أفضل جليس في الدنيا والأخرة ولا نركن إلى وساوس الشيطان بالقول بأنه ليس هناك وقت وتعدد مشاغل الحياة، لأننا جميعا لدينا أوقات فراغ ولكن لا نحسن استغلالها. أما عبدالرحمن أحمد، «22 سنة» طالب الهندسة في جامعة أبوظبي، ويحفظ القرآن الكريم كاملاً أيضاً، يقول إنه أتم حفظ القرآن في سن 11 سنة، واستغرق ذلك عاما واحدا فقط، ولكنه كان متفرغاً تماماً في هذا العام واعتذر عن الدراسة الابتدائية لمدة عام كرس فيها كل وقته من السادسة صباحا وحتى عصر كل يوم في قراءة وحفظ القرآن حتى أكرمه الله بحفظه، والآن يحرص على الجلوس في حلقات التحفيظ حتى لا ينسى، كما يحافظ على النطق الصحيح لحروف وكلمات القرآن بالجلوس إلى كبار المحفظين في المساجد المختلفة بالدولة. قصار السور يوسف سلطان المعمري، «موظف»، لا يحفظ سوى قصار السور، والتحق بحلقات تحفيظ القرآن بتشجيع من شقيقه، ويأمل أن يكرمه الله، ويسير في درب الهداية وحفظ القرآن كاملاً بإذن الله، مشيراً إلى أن أفضل الأوقات التي يجلس فيها ليقرأ القرآن في شهر رمضان، أعقاب الصلوات، خاصة صلاة العصر التي يستغل الوقت بعدها وحتى آذان المغرب في تلاوة ومراجعة ما يحفظه في حلقة التحفيظ التي يتردد عليها بأحد مساجد أبوظبي. بداية الطريق فيصل سعيد الحمودي، بدأ طريقه في حفظ القرآن حديثاً، ويتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعينه على هذه النعمة الكبيرة، ويستطيع حفظ القرآن حتى لو استغرق ذلك بعض الوقت، لأن ذلك من أفضل النعم التي يمكن أن يحصل عليها الفرد، خاصة خلال شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الأجور والحسنات، ويكون الذهن فيه متهيئاً لقراءة وحفظ القرآن أكثر من أي وقت على مدار العام. حصيلة قرآنية أوضح محمود صالح الدرعي، أنه يحفظ جزئي تبارك، وعمّ، ويسعى الآن إلى زيادة حصيلته من القرآن مستغلا الأجواء الإيمانية الجميلة التي تغلف الحياة كلها خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن مشكلة النسيان التي يعانيها البعض أثناء حفظ القرآن يمكن علاجها بسهولة عن طريق المراجعة المستمرة لما تم حفظه والقراءة بهذه الصور أثناء الصلوات، وبالتالي تبقى هذه الآيات والسور في القلب والعقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©