الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم عبد المجيد: المدونات ضد التاريخ الجمالي

إبراهيم عبد المجيد: المدونات ضد التاريخ الجمالي
28 ابريل 2010 20:57
تعد رواية “في كل أسبوع يوم جمعة” للكاتب إبراهيم عبد المجيد الأخيرة نقلة في مسيرته الروائية الطويلة، فقد خاطبت الواقع اليومي الذي أصبحت الإنترنت شيئاً أساسياً فيه، من خلال أزمة أنثى تحاول من خلال الموقع الإلكتروني أن تجد وسيلة للتطهير، واعتمدت على تيمات زمنية، أخذت الزمن باعتباره دائرة، وذلك من خلال طرح تساؤلات ورؤى حول الزمن وهل هو حركة أم سكون؟، فالرواية ليس لها بداية وليس لها نهاية، تطرح إلى حد كبير فكراً عبثياً من الحياة، مستخدمة تكنيكاً سردياً أقرب إلى تكنيك ألف ليلة وليلة. يقول إبراهيم عبد المجيد: إن الرواية تضم مجموعة من الشخصيات المتعددة تعيش في حالة من الشك، الرواية هنا رواية زمان وليس مكان، وهي تعتمد على الشخصيات الـ 19 الذين يتفاعلون عبر الموقع الإلكتروني، شكلها نتاج مجهود بهدف تقديم شيء جديد، وقد استغرقت في كتابتها عامين وهي تقع بين الرواية الورقية والإلكترونية. وأضاف: “أزعم أن لدي الخبرة للكتابة وتطوير أعمالي ومسايرة الواقع، فما زالت لدي خبرات عديدة نتيجة الحياة التي عايشتها والحراك الاجتماعي والثقافي الذي كانت فيه مصر حينما كنت شاباً، وأرغب في كتابة عمل أدبي جديد عن الإسكندرية”. ودعا إلى قراءة الرواية باعتبارها عملًا أدبياً يجسد شخصيات متعددة موجودة في العالم المحيط بنا فهي تعالج شخصيات متعددة، “قراءة الرواية تختلف عن قراءة المقالات، فالمقالات موضوع عقلاني بحت، وأن الرواية تطرح نماذج غير سوية لتعريف القارئ بطبيعة البشر بمختلف أنواعهم”. اعتبر عبد المجيد أن المدونات ضد التاريخ الجمالي للفن، وانتقد اعتبار بعض دور النشر أن المدونات تمثل الكتابة الجديدة، والتي يجب أن تسود المجتمع، على الرغم من أن كل مجتمع فيه أذواق عديدة ومتنوعة ولا يرضيها أو يشبعها هذا النوع من الكتابات، قائلاً “إن الحياة تقوم نفسها، بأيدي النقاد”. وأشار إلى أن المدونات أصبحت في مفترق الطرق، خاصة أن بعض الكتابات تكون دون المستوى وعلى الجانب الآخر هنالك كتابات تستحق القراءة، إلا أنها أحياناً تعبر عن حالة من الشيزوفرنيا في المجتمع حيث يكون الأشخاص أكثر حرية في الكتابة والتعبير، “هناك ثورة في الكتابة، وبخاصة على المواقع الإلكترونية والمدونات، مما يعكس حالة اجتماعية ونفسية نتيجة عدم البوح أو الكبت الذي يعاني منه الشباب”. ووصف عبد المجيد الحراك الثقافي في مصر بأنه “حالة جميلة من الكتابة” خاصة أن الشباب يطور ويجدد ويخلق قراء جدداً، انتقد بعض الكتاب الكبار الذين يعتبرون كتابات الشباب تافهة، لافتاً إلى أهمية دور النقاد والصحافة في تقييم تلك الأعمال. واعتبر الطفرة التي يشهدها سوق مبيعات الكتب الشبابية نجاحاً لتلك الكتابات. عن تجربته مع المدونات والإنترنت قال “روايتي نتاج تصفح وقراءة لما يكتب في هذا العالم الافتراضي، وبدأت في كتابة الشخصيات، والتي بدأت تتطور وتنمو لتفرض نفسها حتى إن شخصية الصحفية “ريم “ جعلت من نفسها البطلة على الرغم من أنني كنت أسند لها دور ثانوي”. وحول ما ينشر على المدونات والكتب الجديدة باللغة العامية، أكد عبد المجيد أن اللغة العربية لها جمالياتها الخاصة، والتي لا يمكن أن تضاهيها أي لغة أخرى، أما العامية فجمالياتها تظهر فقط في الشعر العامي عند الأبنودي وصلاح جاهين وفؤاد حداد. وأشار إلى أن الكتابة الروائية تختلف عن الكتابة للسينما أو للتليفزيون، نظراً لأن المساحة التي تتيحها الرواية لخيال الكاتب تكون واسعة، أما كتابة السيناريو تحد من خيال الكاتب خاصة أن أي فكرة يجب أن تخضع إلى حسابات الإنتاج. وذكر أن للسينما دوراً مهماً جداً في حياته خاصة أنها كانت تدفعه لقراءة الروايات الأصلية للأفلام. وألمح إلى أن الكاتب الموهوب دائماً ما توفر له الكتابة حالة من الإشباع، فهو من خلالها يستطيع أن يتغلب على صعوبات الحياة. وقال: أتمنى ألا يكون للمؤسسات الثقافية الحكومية وجود في المشهد الثقافي المصري وأن تتولى المؤسسات الأهلية هذا العبء، إلا أنه حلم صعب المنال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©