الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة القرصنة إلى المياه الصومالية

26 ابريل 2017 00:08
أعلن مسؤولون أميركيون الأحد الماضي، أن أعمال القرصنة تصاعدت من جديد قبالة السواحل الصومالية، وذلك بعد سنوات من الهدوء النسبي .وقال الجنرال توماس ولدهوستر، المسؤول عن القيادة الأميركية في أفريقيا، إن «خمسة أو ستة» حوادث قرصنة سُجلت في المنطقة خلال فترة شهرين. وولدهوستر، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقد هنا مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، عزا تصاعد الهجمات إلى تفشي الجفاف والمجاعة في المنطقة، مشيراً إلى أن السفن التي يستهدفها القراصنة تكون في الغالب صغيرة من حيث الحجم وتحمل على متنها سلعاً مثل المواد الغذائية والنفط. وقال ولدهوستر: «إنني لن أقول إن الأمر يتعلق باتجاه عام، ولكننا سنراقب الأمر». وكان عدد هجمات القراصنة قد انخفض بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية بعد جهود دولية منسقة للتصدي للقرصنة في 2010 و2011، شملت تسيير دوريات إضافية لسفن بحرية أميركية وأوروبية في المياه المحيطة بالصومال. ولكن ذلك تغير خلال الأشهر الأخيرة، حيث يقول النقيب البحري ريتشارد رودريجيز، قائد القوة الأميركية في منطقة القرن الأفريقي، إنها قد ازدادت بكل تأكيد. وقال رودريجيز للصحفيين إن القوة الأميركية تضطلع بدور المراقبة، بينما تتولى السلطات والوحدات المحلية بقيادة الاتحاد الأوروبي تقييم التهديد المتزايد. يذكر هنا أن سفينة هندية كانت قد اختُطفت من قبل القراصنة هذا الشهر، وذلك بعد أسابيع قليلة على استيلاء القراصنة على ناقلة نفط في المياه المجاورة. ووفق المكتب البحري الدولي، فقد سُجل أكثر من 230 هجوماً للقراصنة على السفن قبالة السواحل الصومالية في 2011. وخلال السنوات التي تلت ذلك، عملت شركات النقل البحري على مضاعفة إجراءاتها الأمنية التي شملت استخدام أجهزة مضادة للتسلق والاستعانة بخدمات رجال أمن خواص لردع القراصنة. وقد عزا مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، وافق على التحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه بسبب تطرقه لمواضيع استخباراتية، أسباب الارتفاع الأخير في نشاط القرصنة جزئياً، إلى تقاعس بعض شركات الملاحة البحرية، قائلاً إن هذه الأخيرة تخلت عن بعض التدابير الأمنية التي كانت تتخذها خلال السنوات الأخيرة بسبب تراجع التهديد. وبدوره أوضح الوزير ماتيس للصحفيين أن البنتاجون سيراقب الوضع وأن التدابير التي تتخذها شركات النقل البحري تبدو كافية. وقال: «إنني لا أرى دوراً عسكرياً كبيراً في الأفق». وتشكّل زيارة ماتيس هذه المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب أفريقيا، وتأتي في وقت تكثف الولايات المتحدة ضغطها على المجموعات المسلحة في المنطقة. يذكر أن الرئيس دونالد ترامب كان قد منح البنتاجون في مارس الماضي سلطات جديدة لتنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم «الشباب» الإرهابي في الصومال، كما نفذ الجيش الأميركي أيضاً نحو 70 ضربة جوية ضد مقاتلي «القاعدة» في اليمن خلال شهرين. ومن جانبها، واصلت «كامب ليمونييه»، التي تُعد القاعدة الأميركية الدائمة الوحيدة في أفريقيا، التوسع أيضاً. فخلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، تحولت القاعدة من معسكر بسيط لقوات البحرية الأميركية إلى منشأة عسكرية ضخمة تضم 4 آلاف جندي أميركي وثكنات. وفي الجوار تسيّر القوات الجوية قاعدة مستقلة للطائرات من دون طيار. وتدفع الولايات المتحدة للحكومة الجيبوتية 65 مليون دولار سنوياً مقابل استخدام «ليمونييه». وقد احتفظت القاعدة باسم معسكر لـ«الفيلق الأجنبي» الفرنسي كان موجوداً على المنطقة نفسها خلال الخمسينيات من القرن الماضي. والموقع الاستراتيجي للقاعدة العسكرية في منطقة القرن الإفريقي يجعلها ذات أهمية مركزية بالنسبة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تشمل مهامها تقديم المساعدة في اليمن والصومال. كما تقع «ليمونييه» أيضاً على بعد مسافة قصيرة إلى الجنوب من مضيق باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي الواقع بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط، والذي كان مسرحاً خلال الفترة الأخيرة لأعمال حربية بحرية بين قوات التحالف العربي والمتمردين الحوثيين. ولئن كانت «ليمونييه» تقع بالقرب من قواعد فرنسية وإيطالية ويابانية، فإن قاعدة صينية جديدة تثير القلق أكثر بين المسؤولين الأميركيين. والقاعدة، التي تقع على بعد ساعة بالسفينة شمالاً، هي الآن قيد الإنشاء، ومن المرجح أن تُستخدم كمنصة للمساعدة على نقل الموارد الطبيعية من القارة الأفريقية إلى الصين. وتضم قاعدة «ليمونييه» حالياً طائرات تابعة للبحرية الأميركية من «الوحدة الاستكشافية الرابعة والعشرين» تدعم العمليات العسكرية في المنطقة. كما تلعب القاعدةُ أيضاً دور مركز عبور بالنسبة للقوات الأميركية العاملة في الصومال. وتسعى الوحدة الموجودة هناك، التي يبلغ قوامها 100 جندي، إلى دعم الجيش الصومالي الفتي وجهوده ضد مقاتلي «الشباب» قبل قيام ائتلاف من البلدان الأفريقية، يدعى «أميسوم» ويقاتل «الشباب»، قبل الانسحاب في 2018. غير أن المسؤولين الأميركيين يقولون إن انسحاب «أميسوم» ينبغي أن يكون رهيناً بقدرة الجيش الصومالي على القيام بعمليات وحده من دون دعم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©